لو ان الذين حكموا العراق ما بعد ( صدام ) من نوع مختلف .. بمعنى انهم من نوع الذين يحبون شعبهم ويحرصون على مصالحه ويقّدسون ترابه ويُضّحون بارواحهم من اجل سلامته كما يفعل اليوم الشرفاء من ابنائه .. المرابطون في خنادق العزة والكرامة دفاعاً عنه .. لو انهم كانوا خبراء في إدارة وتنمية اقتصاده ولهم نظرة شمولية في تطوير مرتكزاته في النفط والصناعة والزراعة .. حريصون على بناء بناه التحتية في الخدمات وفي الصحة والتعليم .. وحريصون على بناء قواته المسلحة والأذرع الأمنية الاخرى .. يحرصون على دعم إستقلالية القضاء وسيادة القانون فيه .. يقّدّسون حدوده وكرامة سيادته .. ولو انهم لم يستعدوا الدوّل عليه طمعاً في المال السُحت الحرام ويسّهلوا توافد وايواء سقط متاع الخلق من انجاس الاٍرهاب القاعدي والداعشي .. ولو لم تُنصّب خيّم العار ومنصات الردح الطائفي ، الداعية الى تقاتل أبناء الوطن الواحد .. لو ان الوجوه الذين أصبحوا قادة العراق في غفلة من زمن رديء ، سعوا باخلاص في لم شمل أبناء الوطن وافشاء الصُّلح بين مكوناته وعدم تشريع قوانين الاجتثاث وحل قواه الأمنية وإهانة شرف الجندية والرتبة العسكرية بما يسمى رتب الدمج والخدمة الجهادية .. لو شُرِّع دستور مدني بخبراء محايدين مع إلغاء مهزلة الأقاليم والنظام اللامركزي ومجالس المحافظات محاباةً لنفر من الكورد .. لو كان النظام جمهورياً بدلاً من نظام المحاصصة البرلمانية المهزلة .. وأخيرا لو حكم العراق شخص كالزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ويحمل نظافة يده وحبه لشعبه وإخلاصه لوطنه .. هل اصبح حالنا كما هو اليوم ؟؟!!
وختاماً ان الذين تُوَلُّوا مقادير البلاد جميعاً خانوا الأمانة والبعض منهم قتلة ولصوص وسفلة الى ابعد الحدود ، وسوف يقاضيهم شعب العراق المسلوب يوم يقوم الحساب في محكمة العدل كما وصفهم امام الحق علي ع بقوله :
” فإنك من اكثر الناس خصومة يوم القيامة ، وبؤساً لمن خصمه عند الله الفقراء ، والمساكين ، والسائلون ، والمدفوعون ، والغارمون ، وابن السبيل ، ومن استهان بالامانة ، ورتع في الخيانة ، ولم يُنزِّه نفسه ودينه عنها ، فقد أحَلَّ بنفسه في الدنيا الذُلَّ والخِزيَ ، وهو في الآخرة أذَلُّ وأخزى ، وإن اعظمَ الخيانة خِيانة الأمة ، وأفظع الغِشَّ غِشُّ الأئمة .
لك الله ياعراق القهر.