23 ديسمبر، 2024 12:39 ص

قٌبلَة الوطنية المتأخرة

قٌبلَة الوطنية المتأخرة

يقبلون العلم ويغردون بالوطنية.. يهتفون للعراق.. وينعون زهوراً قتلوها بأيديهم .

اقتربت الانتخابات البرلمانية  لتبدء معها الحملات والصولات والجولات لكيانات ومرشحين فاق عددهم شعر الرأس، منهم ساسة العهد القريب بسلطاتها وصولجانها، ومنهم من عاش حياته يتلذذ جدران الغرب واسواقها ابنا مدللا وقريبا موجبا، وبعض من المرشحين الجدد الذين ابهرتهم مواكب المسؤولين وامتيازاتهم  وسطوتهم واكلهم للمال سفرا  وعلاجا وصفقات وزيجات.عرفوا المواطن مؤخراً مرددين شعارات وطنية  ويبتهلون للخالق دعاءً ليحفظ العراق وهم كمَن طهَّر الثوب بالبَوْل، لا اعلم اين كان الوطن قبل الانتخابات ؟

المصيبة الكبرى بالشعارات التي اشعلت سعير الطائفية تارةً وضحكت على الفقير تارةً اخرى، صفقات في الخفاء وأموال تسرق، جثث مجهولة ومفخخات تزرع هنا وهناك والوطن يحيي العزاء ” الاعتراف بالخطأ فضيلة “، الكل يظهر وطنياً الا المواطن انتفت عنه الوطنية وعليه يقع كل الاثم والاخطاء عرفت الان من يفخخ ويقتل ويسرق ويفتعل داعش، عرفت ان من التحف الطريق واحرقته الشمس وفقد اطرافه وتيتم ربيعا وخريفا وشتاءا هم من ينهشون الوطن ولا ذنب للذين قبلوا العلم واتشحوا به !

مؤتمرات واجتماعات ولجان هنا وهناك والخدمات والأحوال هي.. هي بل الأدهى والأمر من ذلك اننا كنا في غفلة من امرنا حتى صرنا لا نعرف ان بغداد افضل من نيويورك ودبي ! ازمات لاتعرف الرحيل.. تعرف فقط التكاثر، أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وقوانين جاهلية بحجة المذهب الجعفري امقتها رغم دمائي الجعفرية ويمقتها كل من عرف ان للمراة حقوقا وللطفلة البراءة، أنهوا كل الاعمال المنوطة بهم ولم يبق سوى احوالنا الشخصية، مهزلة تفتحها بيبان وزارة العدل بحجة الوطنية والولاء للمذهب.
سؤالي كيف تكون الوطنية بهدر للمال العام ام بزيجات لطفلات لم تتجاوز التسع سنوات ام بشاب يبيع كليته ليعيش ام بأمرأة حائرة كيف تطعم الصغار؟ (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).
 ازمة تخطيط مزقت ابوة الوطنية، وأجندات تركض كالبوصلة تلهث وطنية المال لا الوطن، وارهاب خُيطت ثيابه بمؤامراة سياسية، هل بقى لقُبلة العلم ياوطنينن طعم ولون ؟ اعرف الوطنية انتماء، والانتماء يحتم المسؤولية، والمسؤولية ان تنجز ماعليك وان تتحدث بالارقام ماذا حققت؟ اعرف الوطنية لاتختلف عن اصابع اليد تتوحد لتحمل الاشياء وتنجز العمل.. اعرف الوطنية بأن تتجرد من حساباتك المذهبية والعشائرية والمناطقية ويبقى لعنوان بلدك هو الاساس.. اعرف الوطنية بان يستحي رافعو راية الطائفية مما فعلوه وما مزقوه.. لكن كيف يكون الحياء لأناس غادرها الحياء ( ان لم تستح فأصنع ما شأت).

لا أعلم الى أين سنصل؟ هل ذنبنا أننا ولدنا هنا في العراق؟ هل ذنبنا أننا اكلنا العلف بزمن صدام ويتآكلنا الموت والدمار الان ؟ رسالتي لسياسيينا لا تقبلوا راية الله اكبر بحمارها وخضارها وسوادها، ولاتدعو الوطنية فحالكم اشبه بمجنون غادره العقل وعذره الناس كونه مخبول .
رسالتي لمن سجلهم التاريخ بأنهم ذبحوا بيتي العراق.. سرق من ارضنا ومالنا واهلنا وحياتنا الكثير ولم يبق شئ لم يسرق فأتقوا الله يا من تدعون خشيته؛ فان اللعنة ستطولكم اينما كنتم   “وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ”.