19 ديسمبر، 2024 11:00 م

ما هي قيمة الشعر في الزمن المعاصر؟
السؤال غريب وسيثير الإنفعالات , والواقع يشير إلى أن الشعر فقد الكثير من قيمته ودوره في حياة الناس.
والسبب الجوهري يعود لتطور وسائل الإعلام والتواصل بين الناس.
فالشاعر كصوت إعلامي بدأ بالخفوت منذ إطلالة النصف الثاني من القرن العشرين , وحال ظهور المذياع والتلفاز وما وصلنا إليه اليوم من قدرات تفاعل سريعة.
الشاعر كان لسان حال القوة والسلطة , ولكل قائد مهيمن شاعر يعبر عن قوته ومعاني وجوده وضرورته حتى النبي كان عنده شاعر (حسان بن ثابت) , والدول والإمبراطوريات تعتمد على الشعراء في الدعاية وتأمين التأييد والسمع والطاعة.
ومعظم الشعراء الذين برزوا كانوا من المقربين من مراكز القوة.
وفي القرن العشرين خفتَ دور الشاعر ونضبت قيمة الشعر , حتى لتجدنا اليوم لا نكترث للشعر والشعراء مهما توهمنا وتصورنا وحسبنا أن الشعر يمثل قيمة ما في حياة الناس.
والقيمة التي بقيت للشعر أن يوثق الأحداث والتفاعلات الحاصلة بين البشر.
أي أن يكتب التأريخ بلغة شعرية , ويكون مصدرا مهما عندما تريد الأجيال القادمة النظر للوراء ومعرفة ما حصل , فالشعر ديوان العرب , وبهذا المعنى فهو توثيقي وحسب.
وصدق أبو تمام حين قال: ” السيف أصدق…”
واليوم التواصل بأنواعه أصدق من الشعراء , فكل شخص أصبح إعلاميا ومساهما في توثيق الأحداث وإبداء الرأي وعنده الخبر اليقين!!
ونبهني شاب معاصر بأن الذكاء الإصطناعي سيكتب شعرا أفضل من أي شاعر!!
ترى لماذا نتواصل بكتابة الشعر؟
يبدو أن لكل منا عاهته الإبداعية الإدمانية التي تجبره على أن يكتب!!
د-صادق السامرائي

أحدث المقالات

أحدث المقالات