بعيدا عن المصطلحات وما يتصل بها , فأن أنسب نظام حكم في أي مجتمع , هو الذي يهتم بقيمة الإنسان , وهذا يعني تلبية حاجاتهالأساسية وحماية حقوقه الإنسانية بأنواعها.
فلا تقل حكم رأسمالي , ديمقراطي , إشتراكي , إستبدادي , وغير ذلك , وخبّرنا عن قيمة الإنسان في ظله.
فلا معنى لأي نظام حكم يصادر قيمة الإنسان وحقوقه الآدمية!!
فما قيمة الديمقراطية التي تسحق الإنسان وتقهره وتستعبده , وتجعله يعيش في الرعب والمخاوف والحرمان من أبسط الحاجات , وتحوّله إلى رقم على يسار رقم الكرسي المتوحش.
ما قيمة أنظمة الحكم المدَّعية بالدين , والحرمات تنتهك , والسوء والبغضاء تنتشر , والفساد سيّد البلاد؟
ما قيمة المسميات والشعارات الفارغة , المناهضة لمحتواها والداعية إلى غير ما تقول.
إنّ إلهاء المجتمعات بالدعوات الديمقراطية الجوفاء , والدعايات الدينية الخرقاء , هدفها إستغلال الناس وإذلالهم , وحشرهم في حظائر القطيع والخنوع والتبعيات لغير الله بإسم الدين , والمذهب والطائفة , وهذه الأبواق القائدة تمتهن البشر , وتحض على إنتهاك حقوق المساكين , وتمنع الماعون عن الجياع والمحرومين , ولا تستحي من مشاهدة المواطنين يفتشون في المزابل عمّا يسد حاجاتهم , وهم في ثراء غنائمهم يرتعون , وبإسم ربهم يسبحون , ولساداتهم يتبعون , وهم الأبرياء من الوطن والمواطن , فهما غنيمتهم , ومن حقوقهم الشرعية التصرف المطلق بالغنيمة.
فلتتساءل الحكومات عن قيمة الإنسان في البلاد , قبل إدّعاء الديمقراطية والتعبير عن الشر , وعدم القدرة على التوافق على حكومة , ذات قدرة على إدارة شؤون البلاد , وكل يغني على كرسي يتسلط به على العباد.
وإنها لديمقراطية سحق البشر وتدمير الحجر , وكل مَن عليها إلى سقر , واهتفوا أن المسير نحو الموت خير سفر!!
فأين قيمة الإنسان يا أمة الرحمان الرحيم؟!!