8 أبريل، 2024 4:37 ص
Search
Close this search box.

قيمة الإنسان والإستعمار!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

أي دولة يفقد فيها المواطن قيمته الإنسانية هي مستعمرة عسكريا , سياسيا , إقتصاديا , ثقافيا , عقليا , نفسيا , وغيرها من أنواع الإستعمارات.

ولابد من التصريح بحقيقة جارحة مريرة وقاسية خلاصتها , أن دول الأمة ومنذ الحرب العالمية الأولى تعتبر غنائم للقوى التي إنتصرت فيها , ولا تزال محسوبة كذلك , وما جرى فيها منذ تأسيسها , عبارة عن كينونات لتأمين إنسياب مردودات الغنائم إلى غانميها , فالمهزوم في أي حرب يكون غنيمة للمنتصر عليه.

وهكذا فالعديد من دول أوربا غنائم القوى التي إنتصرت في الحرب العالمية الثانية.

فالقول بأن دول الأمة ذات سيادة , وتقرر مصيرها بنفسها , لا يستند على رصيد مقبول من الواقع المضمخ بآليات تأمين مصالح الغانمين.

وهذا يُفسر كيف أن دول الأمة رغم ثرائها فأنها في الحضيض , ولا تستطيع أن تعاصر , وتتحرك بعزة وكرامة , فأنظمة حكمها لتنفيذ إرادات الغانيمين , وأي نظام يأبى ذلك ينال سوء المصير.

وبموجب ذلك أيضا , تضيع قيمة الإنسان , ويتحول إلى رقم , أو شيئ , والمطلوب التعامل مع شخص واحد أو فئة ما لتأكيد المصالح والإستحواذ على الثروات , ويبقى المواطن منشغلا بتوفير أبسط الحاجات الضرورية للعيش , وحقوقه الإنسانية مصادرة بالكامل , وإن نال شيئا منها , فتُحسب فضلا من ذوي الكراسي المقبوض عليها من قبل الأسياد.

فعلينا أن نتساءل عن قيمة الإنسان وحقوقه في ديارنا , وعندها نعرف حقيقة نظام الحكم فيها.

ومن الواضح أن المواطن في دول الأمة بلا قيمة ولا حق , ومُستعبد مأسور في زنزانة الوطن المسوّر بالويلات , وعلي رأسه تتوافد المصائب والويلات , ويدفع الثمن الباهض صاغرا , ولا من منقذ أو شفيع , ولشدة يأسه يتوهم بأن النجاة والحياة في الدين , وما تحرر من خوف ولا من جوع , فدول الأمة تعتمد على الغانمين في كل شيئ من الطعام وحتى السلاح , ولا يُسمح لها الإستثمار في بلدانها , وعليها أن تودع الثروات في البنوك الأجنبية ليتم إستثمارها لصالح مواطنيها.

هذه حقائق واضحة جارحة تفسر أحوال البلاد والعباد في مرابع أمة الوجيع الساطع!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب