22 أكتوبر، 2024 4:34 م
Search
Close this search box.

قيس مجيد المولى .. الشاعر الانسان

قيس مجيد المولى .. الشاعر الانسان

عثرت على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي صدفة قبل عدة سنوات بعد غيابه الطويل عن الساحة المحلية ، تعرف عليّ في الحال وبادلني التحيات إذ كانت تجمع بيننا معرفة قديمة ، فقد كان معلمي ايام الدراسة الابتدائية ، كما أن صلة قرابة تربطني به من جهة الام . في تلك المرحلة كنت قد وصلت الى درجة كبيرة من اليأس حيث عانيت من تعثر في الجانب المادي كما أني لم القى دعماً يذكر من كل معارفي على ما اكتبه من أعمال إبداعية في حينها بل لعلي سمعت اساءات قائها البعض عني من دون ان يواجهوني ويمنحوني حق الرد عليهم ،  في ذلك الوقت تحديدا مد لي الشاعر والكاتب والناقد قيس مجيد المولى رحمه الله يده كأنها هدية من السماء جاءت في الوقت المناسب لتشجعني على مواصلة هذا الطريق .
نعم، لقد شجعني هذا الشاعر والناقد الفذ على الاستمرار واقتحام مجال النشر بلا خوف او وجل، وفرح كثيراً بجموعتي القصصية الثانية التي حملت عنوان (آمال) وكتب عنها مقالا نقديا كما حثني على الاستمرار بالكتابة فصرت اكتب واعبر عن كل ما يجول في خاطري من أفكار ومقالات وقصص بعد مدة من الاحباط واليأس الذي كاد يهزمني .
لقد كان بإمكان هذا الأديب والناقد أن يتجاهلني كما فعل الكثيرون غيره حينما عرضت عليهم اعمالي فيما يقومون هؤلاء بتشجع فتاة تافهة تدعي الموهبة او يدعمون رجلا يمنح المال في مقابل مدح أعمالهم الاقل من اعتيادية ، لكن المولى ختار جانب الإنصاف والحق، فشجعني كما شجع مبدعين آخرين  لا هدف له في ذلك إلا إظهار الجمال والابداع في زمن كثر فيه القبح والزيف .
ويؤسفني ان اقول انه لا يوجد الكثير من امثال هذا المبدع الانسان في وقتنا هذا، حيث يكثر الإبداع وتندر الانسانية، أن نقد الأعمال الإبداعية يعاني من مشاكل كثيرة ويخضع لاعتبارات متعددة، فترى العديد من الكتاب والنقاد (الكبار) لا يشجعون إلا معارفهم او من لهم غايات ومآرب عندهم رغم وجود الكثير من الأقلام المبدعة في الساحة الأدبية .
لقد جعلني الشاعر قيس مجيد المولى رحمه الله أدرك حقيقة ما ، وهي ان يكون الفرد منا مبدعاً او ناجحاً هو أمر يمكن تحقيقه ، وقد يبدو سهلاً في بعض الحالات ، لكن الصعب فعلا هو أن تكون إنساناً في عصرنا هذا.. عصر المادة والمظاهر والتصنع .

أحدث المقالات