21 مايو، 2024 4:30 م
Search
Close this search box.

قيامة المصير!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الشعوب عندما تهب بعزيمة ثابتة , ولديها رؤية واضحة , وقيادة واعية صالحة لتنظيم نشاطاتها , وتأمين إنطلاقاتها نحو أهدافها المرسومة , ستنجز ما تريد وتصنع حاضرها ومستقبلها بإرادتها العصماء , وبغياب القيادة المتمرسة الأبية لن تحقق الشعوب تطلعاتها.
إن هبّات الشعوب غيّرت المفاهيم وأنظمة الحكم , وأطلقت الطاقات النافعة لبناء الإقتدار الوطني المتين.
فعلت ذلك الشعوب في فرنسا وروسيا والصين والهند , وغيرها من المجتمعات التي حققت مراداتها , ومضت في مسيرة والتألق والرقاء والنماء.
فطاقات الشعوب لا تنضب , وإرادتها لا تنكسر , ومسيرتها لا تتوقف , ولا تستطيع أية قوة أن تنتصر على الشعب , مهما سخرت من الأساليب والألاعيب والأوراق الغاشمة.
وبعض المجتمعات قامت قيامتها وأنجزت إرادتها , وإن سُرِقت منها ثوراتها , كما حصل لهبّات الجماهير في عدد من البلدان العربية , في مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين , وبرغم ما وصفت به وآلت إليه , لكنها حقيقية , بلا بوصلات قيادية ذات رؤية واضحة ومستقبلية , وفي معظمها تمكن الجيش من حماية الوطن من تداعياتها الخطيرة.
وفي مجتمع يتسلط فيه الفساد , ويتعاظم التدمير الذاتي والموضوعي , يكون للهبّات الجماهيرية طعمها وكيانها التعبيري الصادق عن المسيرة القادمة , فما يحصل في بعض المجتمعات هو قيامة المصير , فالصرخة المدوية الكبرى الخالدة عليها أن تعيد الوطن إلى أهله , وتحرره من الطامعين به , والعاملين على سرقة ثرواته وتدمير وجوده.
فهل ستحقق الجماهير المطالبة بحقوقها ما تريد؟
إن ذلك مرهون بمهارات قياداتها , وتطلعات مفكريها , والذين يشرفون على رسم خارطة تحركاتها اليومية.
ومن الأفضل أن يكون التوثب سريعا وخاطفا ومدروسا , لكي لا تتسلل القوى الطامعة القامعة , وتتسبب بتفاعلات دموية لتدمير اللحمة الجماهيرية الوطنية , وتأمين آليات الإفشال وتأكيد العجز والتبعية والإستسلام.
وإن الشعب حي واعد ولود , ولن تنال منه أية قوة إذا تماسك وإلتف حول قيادة ذات رؤية وطنية إنسانية معاصرة.
فهل أنها ثورة صادقة ذات قيادة راجحة؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب