23 ديسمبر، 2024 12:51 ص

قوم فرعون أو اشد بطشاً

قوم فرعون أو اشد بطشاً

في مشهد لم اقرا عنه حتى في القران الكريم “وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ”، فقد تجاوز سوء عذاب العباد للعباد ماذكره رب العباد تبارك وعلا، أسوة بقوم فرعون أو زادوا عليهم، حين حرقوا مسلمي بلادهم احياء، لا لذنب الا إختلاف المذهب.

مسلمو بورما؛ أقلية في بلاد تخالفهم المذهب، حرموا من حق العيش، او حتى من العيش نفسه، هل هو عداء لمذهب الاسلام أو لمبادئه؟، وهل في مبادئ الاسلام ما يدعو غير معتنقيه لمحاربة ومعاداة معتنقيه؟.

يمشون حفاة تاركين وراءهم كل شي، هربوا من ظلم و ارهاب اخوتهم تنكيلا، يحملون إسلامهم؛ فارّين به وسط القتل، والتعذيب، والتعنيف، الذي لا يمكن تقبله؛ يرجمونم بالحجارة كما ترجم زانية بهتانا وافتراء، يلجأون للمياه علها تأويهم من حرارة النيران والموت، فيتلقفهم ذات الموت غرقا، صور شتى لمشاهد قاسية، والصمت قد كمم أفواه المتفرجين، قبيح الفعال منكرا، لابد من النهي عنه، لكن مسلمو العالم إكتفوا بالنهي بقلوبهم، وذلك أضعف الإيمان.

التطهير العرقي في ميانمار ضد مسلمي بورما؛ اخذ منحى آخر في التصاعد، ولا ابالغ ان قلت برعاية دولية، فدعاة الحرب على الارهاب والمنظمات الانسانية تقف متفرجة صمتا، ربما هذا الصمت حدادا على رحيل إنسانيتهم الحقة.

الاسلام يذبح، ويحرق، ويغتصب، في بلد ذي أقلية أسلامية، أقلية لم يتقبلها أبناء بلدهم، الغالبية البوذية، فاعلنوها أسوأ حرب،بأسلوب الابادة، والأدهى ان من ترعى هذه المجازر، منحت جائزة السلام!، فقد يتبادر الى الذهن قاعدة مفادها، ان اردت ان تفوز بجائزة نوبل، ما عليك الا ان ترعى مذبحة وتجابه الإرهاب والتعنيف صمتا.

عميت القلوب قبل الابصار، فكُفّت عن استشعار مآسي الاناس العزّل، وكان في صمتها هذا وصمة عار على دعاة رعاية الانسانية وحقوقها.
ليس الكفيف الذي امسى بلا بصر
اني ارى من ذوي الابصار عميانا