23 ديسمبر، 2024 8:46 ص

قول الحقيقة هل ينفع؟!!

قول الحقيقة هل ينفع؟!!

في المجتمعات المعاصرة تكون الأقلام أعمدة أساسية في البناء الديمقراطي , ورسالتها واضحة , وهي قول الحقيقة والعمل على إظهارها بشجاعة معززة بأدلة وبراهين؟
وإذا فقدت الأقلام رسالة الحقيقة , فلا وجود للديمقراطية مهما توهمنا وتصورنا.
وفي مجتمعات الحقيقة المقهورة , والفساد هو السائد القدير , لا يمكن القول بوجود ديمقراطية , لأنها مختصرة بصناديق الإقتراع المسيّرة وفقا لإرادات لا ديمقراطية.
وخصوصا عندما يكون الرأي مملوكا ومبرمجا بآليات التبعية , والمهارات التخويفية والترعيبية الفاعلة في المجتمع , والتي تقودها العمائم المتاجرة بالدين والبلاد والعباد.
فهذه ديمقراطية قطيعية , يتحول فيها الناس إلى موجودات مجردة من قدرات التعبير عما فيها , وإنما هي أدوات للتعبير عن رغبات وتطلعات الذي تتبع وتخنع في ظلالهم , وتؤدي لهم مراسيم الطاعة والخضوع المطلق المبرقع بما هو ديني ومقدس.
ومهما حاولت الأقلام أن تأتي إلى ضفاف الحقيقة , فأنها تبدو شاذة ومعادية للقطيع الراتع تحت أذيال جبة عتيدة , مما يعني أن أقلام الحقيقة لن تجد مَن يقرأها أو يتأمل ما تكتبه لأنه وبحكمية مسبقة قد أصبح عدوها.
فالحقيقة لا قيمة لها ولا معنى في مجتمعات لا تريدها , وتجد الأفضل لها أن تتحرك في متاهات الضلال والبهتان , والإمعان في صناعة الطغيان والتلذذ بالإمتهان , الذي تمنحه عناوين دينية ومنطلقات وهمية ذات تبريرات تحررها من المسؤولية , وتشحنها بطاقات وقدرات إلقاء اللوم والتبعية على الآخر.
وهكذا فأن الأقلام الحقيقية لا قيمة لها ولا دور في بناء الوعي وتنوير العقول , ما دامت الرؤوس معبأة بما يتنافى والواقع المعاش , ومحلقة في فضاءات الوعود الخيباوية والتصورات اللذائذية المتحققة عبر المعاناة الشاقة , والمرارات القاهرة الفاعلة في وجودها الدنيوي الفتاك.
ولا يمكن تحرير الناس بسهولة من الأوهام الراسخة فيهم بقوة الدين المُستباح , والمُصنّع لتمرير التجارات الرغبوية الكامنة في أعماق ذوي العقائد التجارية التي تجني أرباحا خيالية , فما أوفر بضائعها من الدين والبشر التابع القابع في أوعية الأرقام.
فهل من قدرة على وعي الواقع والتحرر من قيود الظلام , والمضي المتواصل بالطرق على الرؤوس , وزعزعة الأفهام حتى ينبلج الصبح وإنه لناظره لقريب؟!!