36 عاما بالتمام و الکمال قد مر على تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية في إيران، وهو نظام أغدق في بداية تأسيسه وعودا عسلية ليس للشعب الايراني و انما لعموم شعوب المنطقة ولاسيما(المستضعفة)منها بحسب مصطلحاتهم، لکن بعد کل هذه الاعوام ليس فقط لم يتحقق ولو وعد واحد من تلك الوعود الوردية بل وحتى أن الشعب الايراني و شعوب المنطقة قد ذاقوا المصائب و الويلات على يد هذا النظام ولاقوا و واجهوا الذي لم يرونه حتى في أحلامهم.
التمعن في أحوال و أوضاع الشعب الايراني على مختلف الاصعدة، يجد أن هذا الشعب يعاني الکثير الکثير وقد وصل به الحال أن يقبع أغلبيته تحت خط الفقر و تعاني الملايين منه من المجاعة و تنتشر البطالة و الادمان على المخدرات بنسب مروعة و مرعبة و إرتفاع نسبة الجرائم و التفكك الاسري و وصول الامر الى حد بيع الاطفال و البنات و المتاجرة بهم و حتى بالاعضاء البشرية، لکن وعلى الجانب الاخر، هنالك نظام يتنعم قادته و مسٶولوه و الدوائر المقربة منهم بحياة رغيدة و مرفهة.
الاوضاع في دول المنطقة، وبفعل تصدير التطرف الديني و الارهاب و الإيغال في التدخلات واسعة النطاق فيها من جانب طهران، تعاني من الکثير من التوتر و الاضطراب و عدم الاستقرار، وخصوصا من ناحية الفتنة الطائفية التي بدأت تنتشر في هذه البلدان على أوسع نطاق، وان مايمر به العراق و سوريا و لبنان و اليمن من أوضاع دموية بالغة السوء، انما هو ناجم بالاساس من تدخلات طهران في شٶونها و تماديها في ذلك الى أبعد حد، والمثير للسخرية و التهکم، أن طهران او بالاحرى نظام الجمهورية الاسلامية في إيران يسوغ تدخلاته و تصديره للتطرف الديني و الارهاب الى هذه الدول بموجب مواد من الدستور المعمول به في ظل هذا النظام، کما هو الحال في المواد 3، 11، و 154 التي تنص على مفاهيم من قبل نصرة المستضعفين و تصدير الثورة للعالم.
مايميز نظام الجمهورية الاسلامية في إيران و يجعله من أکثر النظم الاستبدادية قمعا و إجراما بحق أبناء الشعب الايراني، هو انه يطبق القوانين بحذافيرها على عامة أبناء الشعب وخصوصا الکادحين و المحرومين(المستضعفين)منه في حين أن هذه القوانين تصبح خرساء و طرشاء و عديمة النفاذ عندما تصبح في مواجهة قادة و مسٶولي النظام و بطانتهم المستفيدة من الاوضاع السائدة، إذ أنه من السهل و العادي أن تبادر قوى الامن الداخلي الايراني لمهاجمة الفقراء و المحرومين الذين يجازفون و يغامرون بحياتهم من أجل الحصول على لقمة العيش لهم و لعوائلهم من خلال المخاطرة بحياتهم في عمليات حمل بضائع مهربة من البلدان المجاورة خصوصا وان البطالة منتشرة و الاوضاع الاقتصادية على أسوء حال، لکن هذه القوى القمعية تنأى بنفسها عن السراقين و اللصوص الکبار في النظام.
تسليط الاضواء على الادارة الفاشلة و الفاسدة لقادة و مسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و سعيهم من أجل سرقة و نهب الشعب الايراني من القضايا التي أخذتها المقاومة الايرانية على عاتقها، وهنا من المفيد جدا الإشارة لما قد أکده الدکتور سنابرق زاهدي، القيادي البارز في المقاومة الايرانية خلال إحدى مٶتمراته الصحفية من أن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لم يستطع أن يتجاوب و يلبي متطلبات الشعب الايراني خلال 36 عاما، حيث أشار الى أنه وفي ظل إزدياد البطالة و الفقر و المجاعة في إيران، فإن هناك وبناءا على ماقد أکده جهانغيري النائب الاول لحسن روحاني، أکثر من
700 مليار دولار من ثروات الشعب الايراني ذهبت الى الصين وکانت سببا لتوفير مجالات عمل للشباب الصيني، بل وإن الدکتور زاهدي يثير الکثير من التعجب و الاستغراب عندما يٶکد وبناءا على معلومات موثقة بأن” حجم البضائع و الحاجيات المهربة الى إيران لحساب الزعماء و قادة قوات الحرس و الآخرين من المحسوبين على النظام يعادل أکثر من 20 مليار دولار سنويا، وهذا المبلغ أکثر من الميزانية المخصصة للبناء في الدولة”، واننا نتسائل هل يجوز قتل الکادحين المحرومين المضطرين إضطرارا لبذل أقصى طاقاتهم من أجل معيشة عوائلهم لقاء مبالغ زهيدة لاتکاد أن تکفي أودهم، والسماح للذين ينهبون المليارات من دون وجه حق؟!
[email protected]