19 ديسمبر، 2024 7:30 م

قوافل العاشقين تبحث عن المعشوق في الاربعين

قوافل العاشقين تبحث عن المعشوق في الاربعين

ونحن نعيش في اعظم ذكرى واكبر كرنفال عالمي الا وهي الزيارة الاربعينية لذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام ولا يخفى على الجميع ان هذا المد المليوني والزحف المقدس نحو كعبة الاحرار ومقصد الابرار لم يكن محط صدفة ولا يكن بالاكراه والجبر بل بارادة وعزيمة قويتان فلم يبق الا من تعذر عليه المسير لاسباب مانعة كالمرض وغيره وعندما تنظر الى وجوه الزائرين وهم قد اقتربوا من مصرع ابطال كربلاء وقد تلألأت منارات الاطهار سرعان ماتنهمر دموعهم حتى انا عندما وصلت الى هذه العبارة لم اتمالك نفسي من البكاء فتجدهم قد شحبت عيونهم وسكنت عن تردد اطرافها وسط تمتمات شفاههم فهذا يتصور ماوقع على الحسين وعياله وهذا من ينظر الى شجاعة العباس ووفاءه واخر ينظر الى حال النساء والاطفال بعد مصرع الرجال وقد امتلأت قلوب السائرين حزننا وشوقا وجدوا بالمسير حثيثا للقاء امامهم الحسين عليه السلام يتسابقون لايهابون الموت ولا الارهاب هدفهم واحد هو ان يحسنوا العزاء والمواساة يلتمسون من حبيب بن مظاهر الاسدي ان يسجلهم في سجل زوار الحسين عليه السلام كي ينعموا ويتشرفوا بشفاعته وشفاعة جده وابيه عليهم الصلاة والسلام لكن هناك تساؤلات مشفرة بين عيون العاشقين السائرين ونظرات امل وشوق وانتظار طال امده ولم يهن ولم يضعف اليقين به وهو انتظار من يأخذ بثأر جده الحسين عليه السلام فضمائر الزائرين وقلوبهم تنادي الامام المنتظر المهدي بن الحسن خاتم الائمة (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) ان اقدم الينا ياقرة العين وسرور الفؤاد فلم نذق طعم الحياة والانسانية دونك انت الامل والموعود اقدم وخلصنا من شرور اعدائنا وانفسنا الامارة بالسوء اقدم ياسرور الفؤاد فقد نفذ صبرنا وتكالب الظالمين علينا , اقدم ياامامنا فقد حطت رحالها عمتك زينب وجدك السجاد في كربلاء وقد تغيرت وجوههم واجسامهم فلم يحرك احدا ساكنا لاجلهم , اقدم ياقرة عين الزهراء عليها السلام فقد طال البعد والفراق كم تمنينا ان نراك بيننا في مسير الاربعين فقوافل العشاق تسأل عنك ياأمل المستضعفين

فاقول لك ياصاحب الزمان يا طالب الثأر، أربعين تلو أربعين نسير مقصّرين

ياسيدي المهدي قافلة الإبا….حطت رحال همومها في ساحكم

ألم وحزن والسبايا في أسى…في الأربعين ، فيا ترى ما حالكم؟!

في غربة تشكو وحيدًا ، هل نكن … بعزائنا ممن يواسي دمعكم؟!

نحن مع قلة وعينا وفهمنا وقصر عقولنا وادراكاتنا قياسا بالامام عجل الله تعالى فرجه , كان في مسيرنا لقبر السبط عليه السلام ألم وحزن يلفّنا وحنين ، ونذكر السبايا في أسى قبيل الأربعين ، فيا ترى ما حالك سيدي المهدي ياأمل المستضعفين ؟! قافلة الإباء حطت رحال آلامها في ساحك هاملة دماءً مقلة العين . أربعين تلو أربعين ، فأين أنت يابهجة العين؟؟ أين أنت ياطالب الثأر؟! فبك وبجدّك السبط أمسينا مفجوعين ، طريق سلكناه لك خطوة تلو خطوة نحو قبر الحسين ، معزّين ، معتذرين ، مقصّرين ، أينك ؟؟ فقم ، فقيامك ينجينا فقد تكالب على نهجك من يدّعي أنه لك من المنتظرين .آه ياحوراء ياسبية ، نعزّيك يامن عانيتِ والعيال معك قبل الأربعين ، ونعزّي الزهراء أمّك والرسول الجدّ الأمين وآله وأصحابه الغرّ الميامين ، والحفيد المرجع الأستاذ ، عزاءً تحمله جموع الزائرين . والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

أحدث المقالات

أحدث المقالات