18 ديسمبر، 2024 9:31 م

قواعد اللعبة الجديدة

قواعد اللعبة الجديدة

ليس بمقدور أحد أن يضع نفسه موضع المخمّن ، ويقوم بتقييم أداء الأحزاب أو الشخصيات السياسية ، فهذه مهمة الجماهير ، التي ستقول قولتها من خلال صناديق الأقتراع في الأيام القادمة ، غير أننا لا نستطيع كتم حواسّنا ، من أداء واجباتها ، اليومية ، أزاء ما يحدث في البيئة المحيطة بها .

ثلاث سنوات مليئة بالأحداث المفاجئة ، والأنقلابات المتطرفة ، أبتداءاً من الموازنات الأنفجارية الفائضة الى مؤتمرات التسوُّل ، ومن المشاريع العملاقة الى الديون الآجلة مقابل سندات سيادية ، ومن ساحات الأعتصام الى المدن المدمّرة ، ومن الأبتهاج بالخلاص من الدكتاتورية الى الجيل الجديد من نتاج كوارث (النازحين والمفقودين والمقابر الجماعية والأرامل والأيتام … ).

كل هذه الأحداث كفيلة بأن تتوجه الأمور نحو التغيير الحتمي ، أضف الى ذلك العامل الديني ، الذي هو الآخر أصبح يشكل ضغطاً أضافياً للتغيير ، بالرغم من أن تأثيراته أمست متناغمة مع ضغوطات الشارع ، والأجراءات الحكومية .

فهل بعد هذه الأحداث يمكن لحواسّنا أن تتلمّس ملامح التغيير الحقيقية في الأيام القادمة ؟؟؟

بعد مضيّ خمسة عشر عاماً من التغيير الأساسي الذي يعتبره البعض مثل (الأنفجار العظيم) في تأريخ المنطقة (عام ٢٠٠٣) و الذي بموجبه لم يتوقف النشاط السياسي المفعم والمستمر الى يومنا هذا ، هل تم تسجيل حالة تغيير عظيمة غيرت ملامح الحياة في المنطقة نحو الأفضل ؟؟؟

وكأحد الأسباب الموجبة للتغيير ، ومروراً بمراحل التطور التي تفرض ظهور أحزاب وحركات جديدة ، تتصدى لمسؤولية التغيير ، أحزاب تنطلق من المتغيرات الجديدة للواقع الحالي وتحمل معها أمل الأصلاح ؟؟؟؟

وهل من تغيير واضح في ستراتيجية عمل الأحزاب والحركات القائمة ، يتلائم مع متطلبات المرحلة الحالية ودوافعها لينقلنا من واقع الى اخر ؟؟؟؟

وهل هناك من دماء جديدة وعقول نيّرة ، تتولد في قيادات الأحزاب والحركات ، لتدفعنا الى مسارات جديدة ؟؟؟

إن لم نلاحظ أية ملامح للتغيير في هذه المفاصل ، فأي تغيير حتمي نتحدث عنه ، أو نتوقع حدوثه ؟؟؟

كلنا في اللعبة حاضرون ، وكلنا لأحد الحواس فاقدون ، فكيف للأعمى أن يتفق مع الأطرش والأخرس !!!!

هكذا أصبحت قواعد لعبة الديمقراطية في المنطقة ، ربما تتغير التسميات ، وربما تتغير الوجوه ، وربما تتغير التسلسلات ، وربما يكون للعطش مفهوم لدى الأعمى ، غير المفهوم الذي لدى الأخرس أو الأطرش ، ولكن … يبقى العطش قائماً بيننا ، لأننا جميعاً لا نُحْسنُ فهمه أو وصفه أو التعبير عنه ، رغم أحساسنا به جميعاً !!!.