23 ديسمبر، 2024 3:09 م

قوارير بلا هوية……

قوارير بلا هوية……

من ضمن القيود التي تعاني منها نساءنا ويباركها المجتمع والدين هو نبذ الأنا….والتضحية بالنفس في سبيل العائلة……
وحتى الروايات والقصص العربية الخالدة نجدها تمجد صفة الايثار لدى المرأة وتزخر بالامثلة الكثيرة على تضحية الزوجات…فهناك من تضحي براحتها…شبابها……او حتى حياتها من اجل عائلتها…..وطبعا ساعد على ترسيخ هذه المفاهيم الضوابط الدينية التي يبدو وبتفسير ذكوري انها وضعت للمراة فقط…………….
وهنا تبرز المقارنات بين الانثى الشرقية والغربية….وتكثر الخطب من على المنابر …تمجد الاولى وتذم الثانية………
نعيب على المرأة الغربية انصرافها الى عملها …على حساب منزلها….وننسى كم تزخر المحاكم بقضايا النفقة لنساء شرقيات مستضعفات…تم تطليقهن……ودفعن لإستجداء المال من الازواج لعيش حياة شريفة فقط…………..
نعيب على الغربية اهتمامها بجمالها ورشاقتها …على حساب منزلها…وننسى ظاهرة الزواج بعد الخمسين في مجتمعنا حين يمر ذكورنا بمرحلة المراهقة الثانية…وتبدأ مطاردتهم للحسناوات…بحجة اهمال الزوجة لنفسها…………..
نعيب على الغربية……….اصرارها على اخذ فترات من الراحة والاستجمام…على حساب منزلها………… …وننسى ان المستشفيات العقلية تضج بالنساء الشرقيات المنهارات بتأثير الضغوط الحياتية ………. وخلف الابواب المغلقة عددهن اكثر….لو كنا نعلم……..
بإختصار شديد…….انثانا الشرقية العاطلة عن العمل…..المهملة جسديا……والهشة نفسيا….افضل من الغربية….العاملة ..الجميلة والواثقة…..
اليست هذه ازدواجية وحمق متضاعف…….ومازلنا نصر على زرع قيم الايثار تلك في نفوس بناتنا……لنحولهن الى نموذج بليد من الغابرات..فكلما اقدمت الفتاة على نبذ نفسها وبخس قدرها كلما دل هذا على كونها بنت عز ومتربية احسن تربية..بل ويتباهى البعض….بإحجام زوجته عن تناول الطعام حتى تشبع العائلة…….او مجافاتها للنوم سهرا على راحة هذا وذاك…….وتقديم مصلحة الجميع على مصلحتها ورغباتها..وتكون النتيجة ………جثة ماشية على قدمين…………………………………………
هل من الضرورة ان يكون الاهتمام على حساب نفسك وحياتك ؟………….
وقت الفراغ يا صديقتي ليس لتلميع الفضيات…او لترتيب الخزائن……..وقت الفراغ هو لك…ملكك انت فقط……..شاهدي فيلما……ضعي لوجهك قناعا…..او اذهبي ابعد من هذا وإقرأي كتابا…….
نحن ننسى او نتناسى ان من لم يحب نفسه ويقدرها حق تقديرها……لن يجد غيره….من يفعل هذا….