19 ديسمبر، 2024 2:14 ص

قوات النخبة .. وصولة الفرسان . وشجاعة أمير المؤمنين (ع)

قوات النخبة .. وصولة الفرسان . وشجاعة أمير المؤمنين (ع)

أعادت قوات النخبة الذكريات  والبطولات البارعة التي قام بها ابطال الجيش العراقي  في الحقبة السبعينية اذ لقن الأعداء دروس في التضحية والفداء واستعاد المدن العربية من السقوط بيد الأعداء ،  ومازالت صولات تلك الفرسان عالقة في الاذهان ويستذكرها العراقيون بعز وشرف ، اليوم تخوض قوات النخبة وسوات ومكافحة الارهاب معارك شرسة ضد الإرهابيين الذين جاءوا من وراء الحدود وتلقوا دعما من بعض الخونه حيث هناك حواضن هم أشبه بالجرذان تؤوي هذه المجاميع وتقدم الدعم اللوجستي والمعنوي لهم ويلقونهم بأوهام بعيدة عن الواقع اذ يصفون لهم الجيش العراقي الباسل بالضعيف ولم يقاتل ويصمد أمام تلك المجاميع الإرهابية ومن معهم ممن باعوا شرفهم ودينهم وارتموا بأحضان الأعداء وبتوجيه من قطر والسعودية وتركيا   ولأغرض طائفية ودوافع شخصية وعدائية مع بعض السياسيين  جاعلين من ارض الرافدين عرضه للصراعات الإقليمية  وتصفية الحسابات،  ان هذه (الخدعة والمؤامرة ) التي وصفها رئيس الوزراء مرت مرور الكرام و تجاوزها الجيش العراقي البطل رغم ان هناك أعلام مغرض يسعى لترويج حرب الإشاعة والاستفادة من التشويش لبعض السياسيين الفاشلين الذين يواظبون على خلط الاوارق تاركين وراء ظهرهم شتى التهديدات التي تواجه البلاد والعباد ومن المفترض ان يوقفوا كل الخصومات والتقاطعات مقابل تحقيق الامن والامان وعودة النازحين  المساكين إلى ديارهم ،  ان من يضن او يوسوس له الشيطان بان الجيش العراقي ضعيف او غير مدرب فهو واهم ومصاب بالغباء المفرط ، والدليل تضحيات العديد من الجنود والقاده واخرهم الشهيد البطل العميد الركن (محمد الكروي) واللواء( نجم السوداني)وغيرهم من الشهداء الأبطال وانجازات قوات النخبة ومكافحة الارهاب  البطلة التي تظهرها  وسائل الاعلام وخاصة قناة( الحرة عراق)  في الدفاع عن المقدسات وتخليص عشرات الرهائن المدنيين من قبضة داعش الأنجاس والقاعدة وغيرهم من  التنظيمات الارهابية   في العديد من المدن والمحافظات واخر هذه الأماكن هي محافظة صلاح الدين ومن حق اي عراقي ان يفتخر بوجود هذه العقيدة  العسكرية المتطوره  وهي مسلحه بروح قتالية منقطعة النظير وقد جاءت هذه الشجاعة من قضية وأيمان ومبدأ ، ومثال للبطولة  هو استشهاد بعض قادة الفرق العسكرية اثناء تقدمهم أمام جنودهم وضباطهم  لمقاتلة داعش في تكريت وبيجي والانبار وديالى  . هولاء القادة  استشهدوا بعد ان قاتلوا  ببسالة مجاميع داعش الارهابية قرباناً للوطن ، و بعد أن اشتبكوا هم  وحمايتهم  بعنف مع الإرهابيين وحتى  الخلايا النائمة بتلك المناطق  ظهرت من المنازل مما أدى إلى ابادتهم وهذه هي  نتيجة  الغدر والخيانة للوطن ،  كما يحق لنا ان نستذكر مطالبة الرسول (ص)  من أصحابه مقاتلة (عمر بن ود العامري)  حيث انبرى له البطل أمير المؤمنين علي بن ابي طالب( ع ) وقتله و كان عمرو ابن عبد ود من أشهر فرسان العرب ويُعد من أشجعهم في عهد النبي محمد (ص). وكان من قادة المقاتلين الذين احتشدوا ضد المسلمين في المدينة في معركة الخندق. كان عمرو ابن عبد ود قد وجد ثغرة في الخندق استطاع مع خمسة من المقاتلين تجاوز الخندق عبرها فتصدى لهم المسلمون بما فيهم الإمام علي (ع) وسدوا تلك الثغرة. عندها تحدى عمرو جمع المسلمين للمبارزة والقتال ونادي ساخراً بدينهم. وجعل يصول ويجول داعياً إلى المبارة. فلم يجبه أحد إلا الإمام علي (ع) إلا أن النبي محمد (ص) لم يأذن له. وقد ورد في كتاب علي من المهد إلى اللحد للسيد محمد كاظم القزويني أن عمرو نادى: ألا رجل ؟ وجعل يؤنبهم ويسبهم ، ويقول أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها ؟ فقام علي عليه السلام فقال : أنا له يا رسول الله ، فأمره النبي بالجلوس ، ثم نادى (عمرو) الثالثة فقال :

 

ولقد بححت من النداء           بجمعكم هل من مبارز؟

ووقفت إذ جبن المشجع        موقف البطل المناجز

إني كذلك لم أزل                متسرعاً نحو الهزاهز

إن السماحة والشجا عة        في الفتى خير الغرائز

 

فقام علي عليه السلام فقال : يا رسول الله أنا .

فقال : إنه عمرو ، فقال : وإن كان عمرا وأنا علي بن أبي طالب. فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأذن له وألبسه درعه ذات الفضول وأعطاه سيفه ذا الفقار وعممه عمامة السحاب على رأسه تسعة أكوار (أدوار) ثم قال له : تقدم .

فقال لما ولى : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه.

ثم قال : برز الإيمان كله إلى الشرك كله.

فمشى إليه وهو يقول :

 

لا تعجلن فقد أتا ك        مجيب صوتك غير عاجز

ذو نية وبصيرة           والصدق منجي كل فائز

إني لأرجو أن أقيم        عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء يبقى   ذكرها عند الهزاهز

وما زال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آنذاك رافعاً يديه مقحماً رأسه إلى السماء داعياً به قائلاً : اللهم إنك أخذت مني عبيدة يوم بدر وحمزة يوم أحد ، فاحفظ علي َّ اليوم علياً ، رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين .

 

فقال عمرو : من أنت ؟ وكان عمرو شيخاً كبيرا قد جاوز الثمانين ، وكان صديق أبي طالب بن عبدالمطلب ، فانتسب علي له .

فقال عمرو : أجل لقد كان أبوك صديقاً لي فارجع فإني لا أحب قتلك. فقال علي عليه السلام : لكني أحب أن أقتلك ! فقال عمرو : يا ابن أخي إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك فارجع وراءك خير لك ، ما آمن ابن عمك حين بعثك إلي أن أختطفك برمحي هذا فأتركك شائلاً بين السماء والأرض لا حي ولا ميت؟ فقال له علي عليه السلام : قد علم ابن عمي أنك إن قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار ، وإن قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة . فقال عمرو : كلتاهما لك يا علي ؟ تلك إذا قسمة ضيزى. فقال علي عليه السلام : إن قريشاً تتحدث عنك أنك قلت : لا يدعوني أحد إلى ثلاث إلا أجيب ولو إلى واحدة منها ؟ قال : أجل .

قال : فإني أدعوك الى الإسلام ، وفي رواية : أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .

قال : دع هذه !! أو نح هذا .

قال : فإني أدعوك إلى أن ترجع بمن يتبعك من قريش إلى مكة فإن يك محمد صادقا فأنتم أعلى به عيناً ، وإن يك كاذباً كفتكم ذؤبان العرب أمره  قال : إذن تتحدث نساء قريش عني أن غلاما خدعني وينشد الشعراء أشعارها أني جبنت ، ورجعت على عقبي من الحرب ، وخذلت قوماً رأسوني عليهم .

قال : فإني أدعوك إلى البراز راجلاً ، فجنى عمرو وقال : ما كنت أظن أحداً من العرب يرومها مني .

ثم نزل فعقر فرسه ـ وقيل ضرب وجعه فرسه ففر ـ ثم قصد نحو علي عليه السلام وضربه بالسيف على رأسه ، فأصاب السيف الدرقة فقطعها ، ووصل السيف إلى رأس علي عليه السلام.

فضربه علي عليه السلام على عاتقه فسقط ، وفي رواية : فضربه على رجليه بالسيف فوقع على قفاه ، وثار العجاج والغبار ، وأقبل علي ليقطع رأسه فجلس على صدره ، فتفل اللعين في وجه الإمام علي عليه السلام فغضب عليه السلام ، وقام عن صدره يتمشى حتى سكن غضبه ، ثم عاد إليه فقتله.

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين .

وفي رواية الحاكم في المستدرك : لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة 

لايخفى أن مافعله الإمام علي (ع) من ترك عمرو ابن عبد ود لما تفل عليه أنه لم ولن يقدم على قتله عن دوافع شخصية أو لانتقام منه بل فقط حماية للإسلام ورفع لرايته وإنقاذاً لها من أي عار.كما أنه لا يخفى إنقاذ الإمام علي (ع) لكرامة الإسلام وهيبته عندما أخذ هذا التحدي على عاتقه بعد أن جبن آخرون عن ذلك رغم أن النبي محمد (ص) ترك لهم المجال ثلاث مرات وبذلك اعتبر بروز الإمام علي (ع) قتالاً بين الإيمان كله ضد الشرك كله.  ، واليوم وكأنما التاريخ يعيد نفسه حيث طالب المرجع السيستاني دام ظله  من يستطيع حمل السلاح ومقاتلة الارهاب الذهاب الى ساحات القتال وقد لبى النداء نحو مليونين مقاتل من ضمنهم النساء للدفاع عن الوطن والمقدسات . الف تحيه واجلال الى هذه القوات التي أفدت نفسها من اجل العزة والكرامة ومقاتلة الغزاة  .

أحدث المقالات

أحدث المقالات