18 ديسمبر، 2024 9:50 م

منذ سقوط النظام والاتهامات بالفشل تلاحق الجيش العراقي الذي بدا عاجزا عن إثبات وجوده، وزاد انعدام الثقة بالمؤسسة العسكرية مع شبهة تلوثه بالطائفية السياسية التي عمت البلاد، حتى تم تشكيل أول قوة عراقية ضد الارهاب باسم الفرقة الذهبية وذوبان التسميات الفرعية في شعار الولاء للعراق والدفاع عنه، وهنا كانت بذرة الأمل الاولى لعودة الهيبة الى الجيش العراقي، ولكن الامر لم يستمر طويلا اذ سرعان ما تم فقدان الامل في العام ٢٠١٤ مع سقوط عدة مدن بيد تنظيم داعش الإرهابي، وتبددت آمال العراقيين مجددا.

ومع انكسار قوات البيشمركة، حصل انكسار كبير في معنويات الشعب الذي اصبح امام فقدان ثقة كاملة بكل تشكيلات المؤسسة العسكرية، الى ان وجدوا أملهم في فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف من قبل سماحة السيد علي السيستاني، حيث اتجه الشعب للمشاركة في هذه الحرب تحت مسمى قوات الحشد الشعبي التي تم إعلانها مؤسسة رسمية مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة العراقية تحظى بقانون يحكمها ويسيرها.

هذا كله لم ينجح باعادة الهيبة للجيش العراقي بقدر معركة الموصل التي حققت تلك الهيبة للجيش، فقد خاض كل المعارك بمؤازرة الحشد الشعبي إلا معركة الموصل، التي كان الجيش العراقي فيها سيد المعركة بلا منازع، وخاصة الفرقة الذهبية التي اعتبرت الفيصل في أغلبية المعارك مع وجود دعم قوي من قبل الشرطة الاتحادية الملقبة بالجيش الازرق.

تلك المعارك حظيت مع بلوغها الذروة بدعم شعبي واسع، إذ كانت المرة الأولى منذ سقوط النظام السابق التي يحظى فيها الجيش بدعم كل أطياف العراق المتعددة من شماله لجنوبه، والتي برزت باحتفالات عفوية وجماهيرية في كل مدن العراق، ولم يقف الدعم عند هذا الحد، بل ان قواتنا البطلة تلقت الإشادة والدعم والاحترام من أغلب رؤساء العالم، وهذا دليل نجاحها.

ماذا يحتاج الجيش العراقي في المستقبل؟
انه بحاجة لزيادة في الدعم الشعبي العراقي، وخاصة الامن، لأنه مسؤولية المواطن قبل الجيش والشرطة، كون الأمن مسؤولية اجتماعية ونحتاج إلى جدية في بناء الجيش والشرطة من خلال الاعتماد على العناصر الحالية وتطويرها اكثر وعدم استغلالها للمصالح السياسية لان الجيش والشرطة صمام أمان في حالة المشاكل السياسية وإعطاء كل ذي حق حقه ومحاسبة المقصرين من السياسيين والقادة المتسببين بسقوط المدن العراقية ويتم محاسبة الجميع بدون استثناء لأنه لا أحد فوق القانون.

قواتنا المسلحة الباسلة أعادت لنا الأمل في عودة العراق إلى سابق عهده ومكانته القوية بين الدول، فقد جعلت الصغير والكبير يتغنى ببطولاتها، وعادت لنا الثقة تدريجيا بأنفسنا وصرنا نفتخر بعراقيتنا بين الأمم.

شكرا قواتنا المسلحة العراقية البطلة بكل صنوفها: جيشا وشرطة وحشدا شعبيا وبيشمركة، وقوات سهل نينوى، وقوات حماية ايزيدخان، وقوات عشائر.. الشكر لكل من يستحق الشكر من القلب.