23 ديسمبر، 2024 3:33 م

قوائم إنتخابية عراقية بالشکل فقط

قوائم إنتخابية عراقية بالشکل فقط

ليس هناك مايدفع للقناعة من إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، سيدع الانتخابات العراقية لحالها ولايتدخل فيها بألف طريقة و طريقة، خصوصا وإن نفوذه في العراق صار من الاهمية بالنسبة له، بحيث إنه صار أحد دعائم إستمراره، ذلك لکونه يعتبرها ورقة قوية جدا بيده لکي يلعب بها أمام دول في المنطقة و العالم.
اولئك الذين يطمحون و يأملون بإجراء إنتخابات نزيهة في العراق تعکس إرادة الشعب العراقي، عليهم أن يکونوا واقعيين، ذلك إن إرادة الشعب و الانتخابات و الحرية و الديمقراطية و غيرها من المفردات و المفاهيم التي يتم ترديدها بقوة هذه الايام، فإنها لاتعني شيئا بل ولاقيمة لها أمام النفوذ الايراني، إذ أن هذا النفوذ يمثل نظام ولاية الفقيه، وإنه کان و يجب أن يکون الاعلى کعبا و مقاما في کل شئ، کما يعتقد التابعين لهذا النظام في العراق.
هناك حقيقة مرة على العراقيين أن يجترعونها ولو على مضض، وهي إن العراق طالما کان خاضعا لنفوذ نظام ولاية الفقيه و طالما کانت هناك أحزاب و أذرع تدين بالولاء له بکل صراحة، فإن القوى التابعة لهذا النظام يجب أن يتم إنتخابها، ولاضير إن غيرت الاسماء و الاوصاف و الاشکال، طالما بقي المضمون نفسه وهو الولاء المطلق لنظام الولي الفقيه، أي تماما کما يجري في إيران نفسها، إذ لو تم إنتخاب هذا الجناح أو ذاك الجناح، فهما اولا و أخيرا وجهان لعملة واحدة.
التعويل على هذه الانتخابات من إنها ستحسن الاوضاع و الامور و ستعيد للعراق دوره و مکانته و سيتمتع الشعب العراقي بثرواته الوطنية و سيتم توفير الخدمات الاساسية له وخصوصا من ماء و کهرباء، إنما وللأسف البالغ جدا أحلام يقظة بل وأحلام العصافير، إذ طالما بقي غراب نفوذ نظام ولاية الفقيه ينعق في العراق، فإن الامور قد تسوء ولکن لن تصلح و تتقدم للأمام أبدا!
وإدا ماإحتج البعض بالانتصار على داعش ومن إن ذلك سيفتح بابا لتحقيق إنتصارات أکبر وفي مجالات و ميادين أخرى، فإننا نرد عليهم بأن داعش کان أساسا لعبة إيرانية ـ إقليمية ـ دولية کان المستفيد الاکبر منها في العراق و سوريا على حد سواء النظام الايراني، وإن ماقد تحقق للنظام الايراني في فترة دخول داعش و إستيلائه على مساحات شاسعة من العراق، يريد الان ليس الحفاظ عليه فقط وانما توسيعه و تطويره و ذلك لايمکن أبدا إلا علب حساب المصالح العليا للشعب العراقي، ويبقى هناك طريقان لاثلاث لهما من أجل التخلص من النفوذ الايراني في العراق وهما:
ـ إما إنتفاضة عارمة للشعب العراقي(کثورة العشرين)، ضد هذا النفوذ و إنهاء رموزه و رکائزه في البلاد.
ـ حدوث تغيير جذري في إيران وهو لن يکون أبدا إلا بإسقاط النظام من قبل الشعب الايراني و الذي باتت بوادره تلوح بقوة في الافق.