17 نوفمبر، 2024 2:40 م
Search
Close this search box.

قناة العربية – حرب الناقلات ” العراق وايران “

قناة العربية – حرب الناقلات ” العراق وايران “

حظي البرنامج الذي تبثه قناة الفضائية العربية ” عبرَ حلقات ” لتغطية جوانب الحرب العراقية – الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي , على استجابةٍ واسعة وشد انظار المشاهدين وخصوصاً من الأجيال الجديدة التي لم تعايش تلك الحرب , وحتى الذين يعشقون استذكار واعادة استذكار احداث تلك الحرب , وتتميّز اهمية هذا البرنامج بأنّ تغطيته الإعلامية تتناول كلا الجانبين الأيراني والعراقي , رغم انها بشكلٍ محدود ودونما توازن او تساوٍ لمواقف الدولتين واحداث المعارك حسبَ ملاحظاتنا ومشاهداتنا .

حلقة يوم الجمعة الماضية 9 \ 11 التي اختصّت بحرب الناقلات , والتي جرى عبرها تدمير اعداد من سفن الشحن التي تنقل الأسلحة المستوردة بجانب السفن التجارية , ممّا تسبّب بأرباكٍ ومضاعفاتٍ لشركات التأمين العالمية .. والحقيقة فإنّ الحدث الأبرز في تلك الحلقة وفي تلك الحقبة من الحرب , هو ضرب العراق للفرقاطة الأمريكية ” ستارك ” وقتل اعدادٍ من بحّارتها.

لوحظَ أنّ قناة العربية لم تتعاطى مع هذا الحدث بشكلٍ مفصّلٍ وكافٍ , وإنّما تناولته من جوانبه الخارجية اكثر من جوانبه الفنية والعسكرية الدقيقة .

وإذ حديثنا هنا يتجاوز الإعتبارات السياسية لكلا ايران والعراق , فإنّ ما نتعرّض له هنا هو نقلاً عن الصحافة الأمريكية التي صدرت في تلك الأيام .

الفرقاطة الأمريكية ” يو اس اس ستارك وهي فرقاطة صواريخ موجّهة من طراز ” اوليفر هازارد بيري ” التي قصفتها طائرة عراقية من طراز ميراج اف 1 , في تأريخ الخامس من شهر أيار عام 1987 , وقُتلَ فيها 37 من الضباط والجنود الأمريكان فضلاً عن اعدادٍ من الجرحى والمصابين , بالإضافة الى تدمير اجزاءٍ كبيرة من الفرقاطة ومعداتها واجهزتها التقنية .

الجزء الأكثر بروزاً وإجتذاباً للأنظار , هو تصريح وحديث قائد الفرقاطة الكابتن” غلين. ر. بريندل ” لوسائل الإعلام الأمريكية في حينها , بأنّ طاقم الفرقاطة قد شاهدوا الطائرة العراقية على الرادار, وابلغوه لاسلكيّاً بأنّ هذه السفينة امريكية وليست ايرانية وهي في المياه الدولية في شمال الخلج العربي , وذلك لتجنّب قصفها من ناحية الأشتباه اوالخطأ , لكنّ الطيار العراقي إمّا تعمّد عدم الرّد او انه اقفل اجهزة الأتصال اللاسلكي مسبقاً بناءً على تعليماتٍ أمنيّةٍ من قيادته ..

في مقطعٍ او جزءٍ آخرٍ من تصريح قائد الفرقاطة الأمريكية وبعد أن حدثَ ما حدث من شَقّ الفرقاطة وتدمير اجزاءٍ واسعةٍ منها وليس جميعها , قال الكابتن السيد ” بريندل ” : – عرِفنا وعلمنا أنّ صاروخ الطائرة العراقية كان من نوع ” اكسوزسيست ” الفرنسي , لكنّ ما أثار الحيرة لدينا أنَّ صاروخاً آخراً سبقَ ” الأكزوسيست ” هو الذي دمّر كلّ اجهزة الإتصال واللاسلكي في السفينة , وبحسب تحرّياتنا فإنّ لا فرنسا ولا روسيا ولا تمتلك هذا الصاروخ .!

في اليوم التالي للضربة العراقية , كانت عناوين الصحف الأمريكية وكأنها تعيد استخدام عنوان صحيفة الأهرام المصرية في حرب الخامس من حزيران عام 1967 والذي كانَ من كلمةٍ واحدة : < الحرب > .! حيث كانت عناوين الجرائد المريكية تتراوح بينَ < الإنتقام , الرّد , الثأر , العقاب > وما الى ذلك من مفرداتٍ واصطلاحاتٍ في اللغة الأنكليزية .

وعلى الفور طالبت البنتاغون او وزارة الدفاع الأمريكية من العراق , بمقابلة الطيار العراقي الذي قصف ” ستارك ” , ووافق العراق مبدئياً على المقابلة ! وتندّرت المعارضة العراقية على هذه الإهانة .! لكنما لوحظ ” بعد ذلك ” أنّ السفارة العراقية في واشنطن تأخرت كثيراً في إصدار سمة الدخول ” الفيزا ” للوفد العسكري الأمريكي المسافر الى العراق , والتذرّع بذلك بتأخير من وزارة الخارجية العراقية .! , لكنما حينَ حانَ وصول الوفد الأمريكي الى بغداد ولقائه بكبار ضباط قيادة القوة الجوية العراقية , وإذ طالبوا هؤلاء الأمريكان بمقابلة الطيار العراقي الذي قصف ستارك , فوجئوا بردّ القادة العسكريين العراقيين , بأنّ تقاليد وزارة الدفاع العراقية لا تسمح بمقابلة أيّ اجانب لأيٍ من الضباط العراقيين اطلاقاً , وأنّ القادة العراقيين على استعدادٍ لمناقشة اية تفاصيل لنظرائهم الأمريكان في هذا الشأن , وقام العراقيون في حينها بعَرض خرائطٍ بَحْرية تثبت دخول ” ستارك ” للمياه الأقليمية للعراق ! ممّا اضطرّ العراق لإتخاذ موقفٍ دفاعيٍ ضدّ ايّ هدفٍ يخترق المياه الأقليمية العراقية , وكانت التقديرات أنها سفينة حربية ايرانية .! < واغلب الظن أنها كانت لعبة دبلوماسية عراقية مقصودة ضدّ الأمريكان , وجرى تمريرها عليهم ! > وحينها قام السفير العراقي في واشنطن بتقديم باقاتٍ من الورود الى عوائل الضباط والجنود الأمريكان ” الذين قُتِلوا في الفرقاطة ” أثناء مراسم دفنهم .! .. وهذا ما لم تتطرّق له قناة العربية في حلقة الجمعة الماضية ! , ومرًّةً اخرى فإنّ ما نذكره هنا فهو نقلاً عن الصحف الأمريكية .

أحدث المقالات