صباح الاثنين 8 نيسان 2013 كنت جالسا في قاعة “عشتار” في فندق الشيراتون وسط بغداد أتابع الاعلان الرسمي عن مشاركة القائمة 422 تحالف (العدالة والديمقراطية) العراقي في انتخابات مجالس المحافظات في العاصمة.
وقفت مع عزف النشيد الوطني، بل رددت “موطني” مع الحاضرين، وسررت لوقوف المرشحين على منصة المؤتمر، وسررت أكثر لكلمات مفيد الجزائري ود.علي الرفيعي وأحمد كشكول وفائق الشيخ علي، وتباهيت بالقائمة لأنها وطنية وعابرة للطائفية، ومحاربة للمحاصصة، ومنادية بالمواطنة، ولانها تطرح نفسها بديلا عن القوى الفاشلة والعاجزة، وبديلا عن المجالس المحلية السابقة والحالية، ولان شعارها (أمن راسخ.. خدمات أفضل.. فرص عمل أكثر)، ولأن فيها:
1 ــ التيار الديمقراطي (الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الوطني الديمقراطي، الحزب الوطني الديمقراطي الاول، حزب الامة العراقية، حزب العمل الوطني الديمقراطي، حركة العمل الديمقراطي، شخصيات ديمقراطية مستقلة).
2 ــ ائتلاف العمل والانقاذ الوطني.
3 ــ اللقاء الوطني.
4 ــ حزب الشعب.
5 ــ عدد من المرشحات والمرشحين من المهنيين والكفاءات المستقلة.
ولأن لها برنامجا انتخابيا طموحا وواقعيا في مجال الخدمات العامة وفي مجال الاصلاح الاداري ومحاربة الفساد وفي مجال الصحة والبيئة والرعاية الاجتماعية وفي مجال التربية والتعليم وفي مجال الرياضة والشباب وفي مجال تعزيز دور ومشاركة المرأة.
وتملكني الفخر والفرح لان القائمة تحمل روح التغيير الحقيقي الذي ينتظره شعبنا المبتلى، وحتى المرشحون هم وجوه تغيير حقيقية في كلامهم وفي ملبسهم.
ولكن فرحي راح ضحية الهيمنة الحكومية غير المنصفة، والا فبماذا نفسر عدم حضور (قناة الفضائية العراقية) لتغطية وقائع المؤتمر الصحفي للقائمة 422، في حين هي لا تغطي بل تنقل ببث مباشر المؤتمرات الصحفية للقوائم المتنفذة، وكأن البلد لأقويائه فقط، بل وتنقل الجولات الانتخابية للكبار ليس اثناء ساعات الدعاية الانتخابية المخصصة بل في نشرات الاخبار الرئيسة.
وعلى أحسن الظنون فلايمكن ان يحال الأمر الا الى سببين: اما الاهمال أو التعمد، وان كان اهمالا فـ (تلك فضيحة)، وان كان عمدا فـ (الفضيحة أعظم)، وأجزم أن موبايلات مدير المراسلين ومدير الاخبار ومدير البرامج ومدير القناة ومدير الشبكة مازالت رسائل التبليغ عن المؤتمر الصحفي مودعة في بريدها الوارد.
ولكن هذه الـ (دكة) العراقية يجب أن تكون حافزا للمرشحين الديمقراطيين ولناخبيهم الكثر كي يبذلوا المزيد من الجهد والجهد والجهد حتى ننظف مؤسساتنا الحكومية كلها من عقلية الحزب الواحد، فالاعلام مثل السياسة مثل الحياة، كلها تستلزم خصلتين بسيطتين هما الاخلاق والمهنية، ويبدو أن “بعضهم” ـ مؤسسات وأفرادا ـ صار مثل (أشعب) الذي قال:
ـ أنا أعلم الناس بالحديث.
فقيل له: حدثنا.
قال أشعب: حدثني عكرمة عن ابن عباس (رضي الله عنهما): خلتان لا تجتمعان في مؤمن الا دخل الجنة.
ثم سكت، فقيل له: يا أشعب هات، ما الخلتان؟
قال أشعب: نسي عكرمة واحدة، ونسيت أنا الاخرى.