23 ديسمبر، 2024 10:43 ص

قناة العراقية بين سطوة المالكي وتبعية الشبوط

قناة العراقية بين سطوة المالكي وتبعية الشبوط

استبشر العراقيون خيراً بعد تأسيس شبكة إعلامية كبيرة تعبر عن توجهاتهم وآراءهم بكل حرية بعيدة عن سطوة الدكتاتورية المقيتة التي حكمت العراق بالنار الحديد طيلة عقود من الزمن بعد ان كانت جميع وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءة خاضعة لتمجيد الذات المجنونة للطاغية وعزل العراق عن العالم الخارجي وحصر المشاهدة بقناة واحدة رسمية يسودها اللون الزيتوني بدءاً من تسليم القائد الضرورة انواط الشجاعة لضباط ساهموا في قمع الانتفاضات الشعبية ولخبرتهم في حفر المقابر الجماعية الى فتح جداريات وصور لصنم العوجة في كل أرجاء المعمورة بكافة اللقطات والإحجام مرة مرتدياً قبعة راعي الأبقار ومرة يرتشف السيكار الكوبي  امتداد الى فترة التسعينات وتلبية لرغبة الابن المدلل والطائش فكرياً واخلاقياً عدي المعاق تأسست قناة تلفزيون الشباب الغرض منها إفساد ذائقة المشاهد العراقي وخصوصاً منهم الشباب بعد ان تربى وفق منهاج مخطط ومدروس على برامج صور من المعركة وهي تعرض جثث القتلى لجنود إيرانيين بأبشع الصور واللقطات الغرض منها قساوة القلوب وملئها حقداً وكرهاً على الجانب الآخر والتي لازالت هذه الثقافة راسخة في عقول بعض الأشخاص لحد الان وخلق حالة من الالتباس لديهم في عدم قدرتهم على التمييز في معاني المرؤة والنخوة والتواضع في لبس ثوب التقوى من خلال  إشباعهم بمناظر فتح قدور الطبخ على يد القائد الضرورة وهو يزور مساكن العراقيين جاعلين منه عوناً للفقراء في الاعلام ومعذبهم في الواقع ولكي يستمر مسلسل تلويث الأفكار وعرض كل ماهو هجين على المجتمع العراقي من سلوك وعادات وابراز ظاهرة رقص وغناء الغجر وارتداء رجال مخابرات زي رجال دين ضمن الحملة الايمانية المشوهة امثال ظاهرة عبد الغفار العباسي ومسخرة وتشويه تعاليم الدين الإسلامي على يديه مروراً  بمهزلة عبد الرزاق السعدي وهو الان مفتي ساحات الاعتصام في الانبار وهو يخط القران الكريم بدم الطاغية المقبور  وجعل هذا الاستخفاف والاستهتار يغزو البيوت العراقية واجبار المواطن العراقي على مشاهدته ، وبعد ان طويت هذه الصفحة السوداء في تاريخ الأعلام العراقي و تخلصها من هذه المخلفات القذرة ذات الفكر العفلقي النتن بعد ان عصفت بهم رياح التغيير  والتخلص من ابواقهم الاعلامية بشكل رسمي ولكنها مازالت تبث سمومها من بلدان تضمر العداء لنا الى ابد الابدين بشكل غير رسمي ، ونحن الان ليس في صدد تناول هذه الابواق التي اصبحت معروفة للرأي العام ، ولكن الحدث المثير والغريب ويستحق تسليط الضوء عليه هو تخبط قناتنا الرسمية قناة العراقية وادارتها كان من المفترض ان تكون مستقلة ومحايدة وتمثل كل العراقيين في طرحها حالها حال كل الهيئات المستقلة التي نص عليها الدستور وبعيدة عن كل تأثير حكومي او نيابي  ولكن مانراه الان بعيد كل البعد عن الاستقلالية والحيادية واعلان تبعيتها ومديرها العام بشكل واضح ومذل لخزعبلات طاغية بنوع جديد واظهار امجاد وبطولات ليس لها وجود على ارض الواقع الا في هذه القناة مؤكدة لنا كل يوم بانها ولدت من نفس رحم ابواق الطغاة وهي تحاول رسم صورة جميلة  لبلد يسبح يومياً بشلالات دم وعرض غزوات أمنية متهالكة وبنى تحتية منخورة بالفساد للسقوط ناكرة كل هذه الكوارث بشريط اخباري جاعلاً من العراق من احسن بلدان العالم امنياً وخدمياً واقتصادياً ومسخرة عواجلها وبرامجها في منتهى السرعة للأحداث التي تجري في العالم العربي وجاعلة من أعيادنا كلها أفراح ومسرات وهي تعرض برامج وحفلات راقصة غافلة بالوقت نفسه عن جثث أبنائنا وهي متفحمة على الأرصفة والشوارع وسرادق العزاء منتشرة في كل الأزقة والأماكن متخذه شعار الرقص مع الذئاب عنواناً لها .