ثورة العراقيين قبل اسابيع على واقعهم المزري كانت إنفجار بركان ظل خامدٱ سنين طوال … و إن كان يغلي من الداخل … والثورة هذه كانت بحاجة ماسة الى مرجل يديم سخونتها كي لا تبرد … و كان أيضٱ لا بد من وجود أب لهذه الثورة كي يحافظ عليها … و يصد عنها هجمات الاعداء المتربصين بها … وكانت قناة ( البغدادية ) هي الأب و هي المرجل … منذ سنوات قادت هذه القناة الشعبية المباركة حملة متواصلة بلا هوادة ضد الفساد … و ضد سراق العراق باسم الدين … ويبدو ان هذه الحملة قد بانت ثمارها الأولية الواعدة … و ان لم يحن بعد موعد قطافها … فالقطاف يأتي دائمٱ بعد التواصل و الاستمرار في العمل … إذ لا يوجد في قاموس الشعوب نصف ثورة … فأما ثورة او لا ثورة … و هذا يؤ كد ان التراكمات الكمية تؤدي الى تغيرات نوعية و لو بعد حين … و قناة ( البغدادية ) الساهرة ليل نهار على رعاية هذه الثورة و ديمومة زخمها … كانت بمثابة الحبل العلني و ليس السري بين الثورة و الوطن .
هذه القناة كانت السباقة و الوحيدة التي فتحت ابوابها للناس كي يعبروا عن اراءهم و مشاعرهم تجاه ما يجري في الوطن من احداث و مشاكل … ولم تتراجع عن مسارها في وقوفها الى جانب الشعب رغم اغلاقها اكثر من مرة … و رغم تعرض كوادرها لمحاولات اغتيال و ترهيب و تهديدات … و وضعت شاشتها في خدمة الثوار و المتظاهرين بالترحيب بهم ضيوفا عليها … فكانت مثل فنار يهدي التائهين و الحائرين مما يجري في الوطن … شكرا ( للبغدادية ) و شكرٱ لكادرها المثابر … و شكرٱ لبرنامج ( ستوديو التاسعة ) رأس الحربة في المواجهة بين الظلام و النور .