دأبت قناة البغدادية بمحاربة الفاسدين من خلال برنامجها الجيد وكان رائعا سابقا(ستوديو التاسعة) لكنه غادر بوصلته المهنية بطريقة ستكون نتائجها انخفاض منسوب متابعيه، لظهور اجندة غير مفهومة تضرب اطنابها في أحيان كثيرة المصالح المخفية، وعلى فروض احسن الظن، ان نكون على خطأ، حيث وجدنا هناك انحراف في مسار البرنامج بطريقة تحمل طابعا شخصيا اكثر مما هو مهنيا، حيث ركزت في الحلقات الأخيرة على جمال الكربولي واذنابه، بطريقة تغافلت فيها عن حيتان سارقة اكبر وجرائم إبادة جماعية وضد الإنسانية تحصل من المليشيات كما تحصل من داعش وتجاهلت بتعمد، من ان محامي قناة البغدادية (السيد احمد العبادي) والذي اطل علينا عدة مرات من على شاشة البغدادية بعنوان المسؤول عن الأمور القانونية ومحامي لقناة البغدادية، وهو نفسه محامي لجمال الكربولي واخوته؛ فلماذا هذا التطبيل والهتاف واطلاق الاتهامات بحق الفاسد جمال الكربولي بطريقة وكأن العراق قد خلى من الفاسدين؟ وكيف نريد ان نصدق ان قناة البغدادية تحارب الفاسدين ومحاميها يدافع عن الفاسدين ويذهب بين فترة وأخرى للأخوة الكرابلة في الأردن، وعلى استضافتهم، وينام بأفخم الفنادق ويتناول طعامه في مطاعم راقية وفي بعض الأحيان سهراته، ويستلم منهم شدات الدولار ويعود ليدافع ويتولى الشؤون القانونية للبغدادية، وبين فترة وأخرى يأخذ الاخوة الكرابلة وزبانيتهم ممن اتهموا بالفساد او الارهاب كونه محامي كتلة الحل، الى المحاكم لغرض اغلاق دعاوى جزائية بحقهم؛ كما فعلها نهاية العام الماضي عندما اخذ احمد الكربولي وزير الصناعة السابق للمحكمة والمقامة عليه دعاوى عديدة في النزاهة، واحمد العبادي من المحامين الجشعين والذين يبيعون العهد والمسؤولية في سبيل دولارات معدودة وهذا معروف عنه في وسط المحامين، (اسمه مشابه لأكبر نصاب عراقي في أمريكا يحتال على اللاجئين واسمه أيضا احمد العبادي لو كتب أي واحد منكم الاسم بالكوكل ستظهر له التفاصيل) وعندما كان جمال الكربولي مطلوبا بعدة دعاوي جنائية من (عام 2007والى عام 2010) وحين استلم السيد المالكي رئاسة الحكومة في الدورة الثانية تم نقل الدعاوي المقامة بحق جمال الكربولي جميعها الى محافظة الانبار، بأمر من المالكي، نتيجة صفقة بين الكربولي والمالكي، وتم ومع الأسف وبمرارة، تأطيرها قانونا من قبل مدحت المحمود، حيث وقع طلب نقل الدعوى بنفسه، وكنت قبل تقديم طلب نقل الدعوى الى الانبار صدفة جالس في المحكمة الجنائية المركزية في غرفة المحامين، وحضر المحامي احمد العبادي وجلس بجانب رئيس غرفة المحامين(ع ق) وكنت انا قريب منهم، وطلب احمد العبادي من رئيس غرفة المحامين ان يكتب له طلب نقل الدعوى لرئيس مجلس القضاء الأعلى كونه لا يفقه شيء بالقانون وينتحل صفة خبير قانوني كذبا وزورا، واخبره بانه للتو، كان عند مدحت المحمود بطلب من الكربولي والمالكي وانه اتفق مع مدحت المحمود بتقديم طلب نقل الدعاوى وسيتم الموافقة عليه مباشرة ، وتم كتابة الطلب وبخط رئيس غرفة المحامين، واخبره رئيس الغرفة ان لا يتحدث باي شيء من تلك الاتفاقات لان الكرفان(غرفة المحامين) غير مؤمن صوتيا والكلام يسمع وكونه أيضا(ع ق) مدافع لبعض الشخصيات السياسية المتهمة بالإرهاب وبعض المحاميات العزيزات وبعض القضاة الكبار وقادة حكوميين ويخاف، وخرج احمد العبادي من غرفة المحامين متوجها لمدحت المحمود وعلمت بعدها ان الدعاوى تم نقلها من محاكم بغداد الى رئاسة استئناف الأنبار، من خلال موافقة القاضي مدحت المحمود وعدد الدعاوي هو سبعة قضايا جنائية، وبعد اقل من ثلاثون يوم تم اغلاق الدعاوى بحق الكربولي من قبل رئاسة استئناف الانبار وبنفس طريقة غلق دعاوى رئيس مجلس النواب الحالي والتي تجاوزت التسع دعاوى إرهابية من العيار الثقيل؛ حيث تم حسمها وبأمر مدحت المحمود بساعة ونصف وقد تنحى احد قضاتها لبؤس الطريقة التي تم فيها اسقاط الاتهامات عن الجبوري وسرعتها (صاروخية) وتم نقله وجلب قاضي اخر وقع على قرار الافراج مع بقية القضاة عن سليم الجبوري اتماما للصفقة المتفق عليها سياسيا بين المالكي وايران؛ ودور مدحت المحمود كعادته خادم للسلطة التنفيذية منذ العهد السابق وبقى كذلك، قام بتأطير الموضوع قانونا وهناك قضاة امعات ينفذون الأوامر ولا يخافون الله واسقطوا من قاموسهم الدين والأخلاق والوطن، علما أن جمال الكربولي كان محاميه قبل احمد العبادي، المحامي سابقا ورئيس الكتلة الصدرية في الدورة السابقة والقيادي في نفس الكتلة حاليا(امير الكناني).
ان جمال الكربولي هرب 800 مليون دولار تم غسيلها باعتراف السيد صالح المطلك، فكيف ينسجم ذلك الامر مع توجهات قناة البغدادية بان تقوم يوميا بالزعيق والصياح بحق الفاسدين وهو رائع، لكن المخيب للآمال ان يكون محاميها هو عراب صفقات إطلاق سراح الفاسدين والدفاع عنهم من الذين تتهمهم قناة البغدادية بالفساد.
والبغدادية ادت القسم واعطت العهد بان تحارب الفاسدين لا ان تجعل من يدير امورها القانونية ويمثلها في المحاكم من هو متهم بالدفاع عن الفاسدين ونحذر البغدادية من مغبّة الاستهتار بالمشاهد، وان تكون حيادية بعيدة عن التطبيل لشخصيات لا تستحق ذلك ولا ترتدي لباسا يهز من مكانتها الاعلامية لان في ذلك هروب من المسؤولية وأخلال بواجباتها يستوجب إيقافه، لاسيما ان المحامي احمد العبادي تقمص دور موكليه الكرابلة، واخذ يدافع عنهم بالمحافل الاجتماعية والمهنية والسياسية بسبب ازدياد حجم الدولار المدفوع له، متنكرا للقسم الذي اداه عندما اصبح محامي.
ونتمنى أخيرا عودة البغدادية الى الاعتدال ومراعاة واجبات الرسالة الإعلامية المهنية والتي تقوم عليها مهنة الصحافة وشرفها ومصلحتها.