بالأمس القريب ( 4 أيّار ) واذ كان مقالنا بعنوان < مؤتمر قمة بغداد من زاويةٍ ما > , وكانت تلك الزاوية المفتوحة الساقين تتمحور حول الشعار الذي يملأ شوارع العاصمة وفي الساحات والتقاطعات والذي نصّه الحرفي ( القمّة – حوار .. تضامن .. تنمية ) , وحيث انصبَّ حديثنا في حينها على مفردة ” تنمية ” .! التي لا مكان لها من الإعراب ولا لدى السادة الأَعراب , ولا علاقة لها اصلاً بالمؤتمر . لم نشأ آنذاك مهاجمة المؤلّف الذي صنع هذا الشعار , ولا التعرّض الى السذاجة التي يتمتع بها بأمتياز , لكنّ موجات العتاب واللوم ستبقى تطارد رؤساء الرئاسات الثلاث والنواب والوزراء وسواهم على صمتهم على هذا الشعار وهم يشاهدوه بأمّ اعينهم وعلى مدى ايّام , فنضطرّ اضطراراً ” رغماً عنّا ” الى الإشارة للمفردة الثانية التي تقع في وسط هذا الشعار والتي هي : –
< تضامن > . إنّ أقلّ ما نعلّق عليه على هذه الكلمة , أنّ مجلس التعاون الخليجي اعربَ يوم امس عن تضامنه مع الكويت ” ضدّ العراق ” في مسألة خور عبد الله وإبقائه الى الكويتيين ” مسلوخاً ”
أما كان التروّي والتفكّر وحتى التأمّل في اختيار مفردات شعار القمة , واختيارها عبر العناية الفائقة المركزة , فبقدر ما تغدو كتابة الشعارات ضمن فلسفةٍ محددة وفنّ , لكنّ مميزتها الأولى أن تضحى مُقنعة لأكبر قدرٍ من شرائح المجتمع وتُمثّل تطلعاته , لا أن تمسى موضع تندّر او اكثر من ذلك .!
وبالصددِ هذا فقد يقولُ قائل او يسألُ سائل عن عدم التعليق عن الكلمة الأولى التي هي ” حوار ” , وجوابنا اننا نتجنّب ونتحاشى القول بأنّه وكأنّه ” حوار الطرشان” للأعراب العاربة والمستعربة من السادة الملوك والرؤساء والأمراء من ضيوف العراق القادمين , واذا ما كانوا سيحضرون القمّة بأنفسهم او مَن ينوب عنهم ” وبأيّ مستوىً , ونتمنى أن لا يكون بمستوى السفراء للبعض من اصحاب الجلالة والسيادة , والقيادة …