مُدهِشاً كانَ قَميصُ النومِ
اِذ يخلعَ وشمَ الكوكبِ الدريِّ
من فوقِ المآذن
وانا اتلو بِرَجعٍ من صَدى روحي
مزاميرَ الهوى والصمتُ غائِر
بين بوحِ الدفءِ من مَلمَسِكِ المُنسابُ
نهراً من مَجامِر
وظلالِ النَبَضِ المُبتل في شوقي المُغامِر
فتشاغَلتُ بينبوعِ التياعي
وانا أكتمُ سراً
مَسَّدتهُ شمَّةٌ تحتَ جَناحي
فأراقت عِطرَ تيهي
بين سُلطانِ حُضوري ومَزاراتِ اغترابي
فأزيحُ الشجرَ المخضلّ عن وجهِ السماءِ
لأغطي بالأصابيعِ ارتعاشَ الفستقِ المضمومُ
في نونِ الندى والامنياتِ
قبلَ ميعادِ صياحِ الديكِ في بلّورِ شباكِ الفضولِ
وانا ارقبُ صوتَ الماءِ والنارِ بقربي
بين صحوِ الأفقِ المنسلّ من فيض سلالِ اللحظةِ الاولى
واسرارِ المخداتِ على سترِ السريرِ
وسطَ حَبوٍ من صَهيلِ القبلاتِ
وحريرٍ يتمطى مثل لذعِ المِسكِ في بُنِّ الشفاهِ
فالجوى كان اقتراباً من نعيمِ الآخِرة
وعناقِ الرعشةِ الولهى على صوتِ الهديلِ
كان ظلاً من غَمامِ الوقتِ قبلَ الكلماتِ
بين قلبٍ كان يخفي ظِلَّهُ في ظِلِّ ذَيّاكَ المساءِ
ولهيبِ الخَدرِ المكنون في مشهدِ فجرٍ كالجنونِ
نَزَفَتْ فيه سماواتُ سمائي
لؤلؤاً من زنبقٍ فوقَ الفراشِ
فتضرَّجتُ بأطواقِ سناءِ الاحتراقِ
وقميصٍ فيه طيشٌ من خيوطِ الزعفران