قميص الديمقراطية الجديد : قميصاً أخر ملطخاً بالعار على هذه ( الأمة المنهزمة ) المنكسرة التي استهدفت الأبرياء !
بين جامع وجامع ومسجدٍ ومسجد وحيٍ وحي في الشام ، والناس تبكي وتنظر بحزنٍ واستياء وستهجان على قميص خليفة رسول الله سيدنا
( عثمان ) وقد تقطع وتشقق وامتلأ بدمه ، في الوقت الذي لم يقم أحدٌ من بني أمية بذكر أن علياً وابنه كانا من الأقلية التي دفنت عثمان !
أي أن هناك هدفاً آخر لاستقطاب الرأي العام في الشام ونزع القميص وإيصاله وهو الخلافة ، وبا لها من خلافة بعد أن بويع علياً وبدء الاضطرابات والجمل وصفين وظهور الخوارج وقتل علي ثم قتل الحسين.. ثم – ثم – ثم تقطيع الأمة وتمزيقها إلى طوائف ومذاهب سياسية وعرقية نكتوي بجمرها لحد الآن .. التاريخ يعيد نفسه ، وبعيداً عن التشبيهات طبعا ، العراق الذي أسقطته قوات الاحتلال الأمريكي وأَسَرَتْهُ ، وحاكمته برسومٍ عراقية متحركة وتسليمه إلى حكومة دولة القانون ولا يطبق فيها القانون بعد صدور حكم الإعدام على هذا الشعب المسكين ، أختار الجلادون السياسيون في العراق أن يصعد هذا الشعب بعد الانتخابات على منصة الموت ولف حبل الشنق حول عنقه ! قميص الديمقراطية الجديد الذي أحدث فتنةً لا تزال وسنبقى نعاني منها إلى الأبد لم يصبروا سياسيو العراق اليوم بل دفعهم الحقد وأنساهم الثأر التمييز بين أبسط شروط الإنسانية ، هاتفين منشدين مستبشرين متشفين متلذذين بموت هذا الوطن ، ومات هذا الشعب الذي كان قوياً وشجاعاً وصبوراً وشامخاً وصلداً ومقاتلاً مجاهداً بلسانه أمام ألد خصومه وأعدائه ، متذكراً الله ورسوله وكان هادئاً شبه مبتسمٍ ومتأنقاً ومحاوراً ورافضاً لكي يُغطى رأسه بالرمال ، وهذا ليس مدحاً أو ذماً لأحد ، بل ما أظهره تماماً وليس ما يدعيه أحد , الحق الواضح الموثق هو قميص عثمان الثاني ، بمعنى أوضح أن الّذين عرضوه هم الطامحون للاستيلاء على السلطة بصورة معاكسة أي إقصاء كل الأطراف المناهضة والمعارضة سياسياً وعقائدياً لهم في داخل الحكومة وخارجها وغلق أبواب أي إمكانية صادقة لما يسمى بالمصالحة , ذلك واتفقت أغلب وسائل الأعلام العالمية على تدمير جديد لهذا البلد وافتعال الفتنة الطائفية بين فئات هذا الشعب الأصيل والعمل على تأجيل تشكيل الحكومة وإشعال الفتن الطائفية الدينية والسياسية , وهنا السؤال يطرح نفسه أن الأطراف السياسية في العراق تضم بين مكوناتها جميع شرائح هذا المجتمع من العرب السنة ومن العرب الشيعة ومن الأكراد السنة ومن الأكراد الشيعة ترى من يتبع من في هذه المعادلة السياسية المتعجرفة لا أعتقد أنهم الأمريكيون الّذين ينتظرون بفارغ الصبر تثبيت حكومة عراقية ترضي الأطراف جميعاً كي يفروا بعيداً بجيشهم خلال الأيام المقبلة وعولمتهم وديمقراطيتهم وكما يقول أخوتنا المصريون يا دار ما دخلك شر , ولا أعتقد أيضاً أنة الرجل السياسي العراقي سواء كان سنينا ًأو شيعاً أو كردياً أو مسيحا أو تركمانينا أو ينتمي إلى المكونات ( العراقية ) العزيزة لأنه الآن بأمس الحاجة إلى اللعب وراء الكواليس والقفز على الحبال كي يجد متسعاً لتثبيت سلطاته على أكثر من مليون عاطل عن العمل وقميصاً أخر ملطخاً بالعار على هذه الأمة المنهزمة المنكسرة التي استهدفت ( الأبرياء ).