15 نوفمبر، 2024 8:36 م
Search
Close this search box.

قميص ( الديمقراطية ) الجديد الذي أحدث : فتنةً

قميص ( الديمقراطية ) الجديد الذي أحدث : فتنةً

مع أن الخليفة الرابع للمسلمين سيدنا الامام ( علياً بن أبي طالب ) رضي الله عنه لم يبايع الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه , ألا بعد ستة أشهر من مبايعة غالبية المهاجرين والأنصار له ، لكن لم يمنع هذا الأمر علياً من أن يدافع هو وسبطي الرسول صلى الله عليه وسلم ، الحسن والحسين رضي الله عنهما ، أيام الفتنة الكبرى ومحاصرة منزل الخلافة ثم قتل عثمان على يد المتمردين من المصريين بعد حادثة تزوير كتاب تولية محمد بن أبي بكر وكثيرٌ من الروايات نسجها الخيال أو صنعتها المصالح والارتباطات السياسية لكثير من المؤرخين ، لكنهم اجتمعوا على أن علياً وأبنه الحسن كانا من بين القليل من الرجال الّذين حملوا نعش عثمان بصمت ودفنوه في وادي البقيع
وفي منطقةٍ تسمى (حشا كوكب) عليٌ المعارض وعثمان الشهيد ، مقطع الأوصال يتآخيان لحظتئذ لوأد ودحر الفتنة فحمل عليٌ رفيق دربه في مسيرة الوحدانية القاسية وصحبتهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، على خشبةٍ كي يدفن بهدوء , بقيَ في دار عثمان قميصه الذي قتل به والذي كان من المفترض أن يدفن معه كونه قتل شهيداً .. !
 أمران أذن لم يحسب لهما الهاشميون وقريش والأنصار أي حساب ، القميص الممزق بالسيوف والملطخ بدم عثمان والمصحف المدمي , لا يعلم أحد من استلهما من الدار ثم أوصلهما إلى الشام (هكذا) القميص يصل إلى الشام كي تبدأ رحلة للفتنة لم ولن تنتهي بدأ معاوية وبنو أمية بحشد تأييد الناس واستمالة قلوبهم واستفزاز مشاعرهم بعرض القميص على منابر الخطباء في الجوامع ، بين جامع وجامع ومسجدٍ ومسجد وحيٍ وحي في الشام ، والناس تبكي وتنظر بحزنٍ واستياء وستهجان على قميص خليفة رسول الله وقد تقطع وتشقق وامتلأ بدمه ، في الوقت الذي لم يقم أحدٌ من بني أمية بذكر أن علياً وابنه كانا من الأقلية التي دفنت عثمان , أي أن هناك هدفاً آخر لاستقطاب الرأي العام في الشام ونزع القميص وإيصاله وهو الخلافة ، ويا لها من خلافة بعد أن بويع علياً وبدء الاضطرابات والجمل وصفين وظهور الخوارج وقتل علي ثم قتل الحسين .. ثم   .. ثم .. ثم تقطيع الأمة وتمزيقها إلى طوائف ومذاهب سياسية وعرقية نكتوي بجمرها لحد الآن التاريخ يعيد نفسه ، وبعيداً عن التشبيهات طبعاً ، العراق الذي أسقطته قوات الاحتلال الأمريكي وأَسَرَتْهُ عام ( 2003 )  وحاكمته برسومٍ عراقية متحركة وتسليمه إلى حكومات ما يسمى  دولة القانون , ولا يطبق فيها القانون بعد صدور حكم الإعدام على هذا الشعب المسكين ، بالضبط في الليلة التي صعد بها العراقيون إلى صعيد الديمقراطية , أختار الجلادون السياسيون في العراق أن يصعد هذا الشعب بعد عام  ( الاحتلال البغيض ) على منصة الموت ولف حبل الشنق حول عنقه , قميص الديمقراطية الجديد الذي أحدث فتنةً لا تزال وسنبقى نعاني منها إلى الأبد لم يصبروا سياسيو العراق اليوم بل دفعهم الحقد وأنساهم الثأر التمييز بين أبسط شروط الإنسانية ، هاتفين منشدين مستبشرين متشفين متلذذين بموت هذا الوطن , ومات هذا الشعب الذي كان قوياً وشجاعاً وصبوراً وشامخاً وصلداً ومقاتلاً مجاهداً بلسانه أمام ألد خصومه وأعدائه ، متذكراً الله ورسوله وكان هادئاً شبه مبتسمٍ ومتأنقاً ومحاوراً ورافضاً لكي يُغطى رأسه بالرمال ، وهذا ليس مدحاً أو ذماً لأحد ، بل ما أظهره تماماً وليس ما يدعيه أحد , الحق الواضح الموثق هو قميص عثمان الثاني ، بمعنى أوضح أن الّذين عرضوه هم , الطامحون للاستيلاء على السلطة بصورة معاكسة أي إقصاء كل الأطراف المناهضة والمعارضة سياسياً وعقائدياً لهم في داخل الحكومة وخارجها وغلق أبواب أي إمكانية صادقة لما يسمى بالمصالحة .. ذلك واتفقت أغلب وسائل الأعلام العالمية على تدمير جديد لهذا البلد وافتعال الفتنة الطائفية بين فئات هذا الشعب الأصيل والعمل على عدم إيجاد حلول جدية للمتظاهرين في المناطق العراقية وإشعال الفتن الطائفية الدينية والسياسية , وهنا السؤال يطرح نفسه .. أن الأطراف السياسية في العراق تضم بين مكوناتها جميع شرائح هذا المجتمع من العرب السنة ومن العرب الشيعة ومن الأكراد السنة ومن الأكراد الشيعة ترى من يتبع من في هذه المعادلة السياسية المتعجرفة , لا أعتقد أنهم الذين ينتظرون بفارغ الصبر تثبيت حكومة عراقية ترضي الأطراف جميعاً وعولمتهم وديمقراطيتهم وكما يقول أخوتنا المصريون , يا دار ما دخلك شر ولا أعتقد أيضاً أنه الرجل السياسي العراقي سواء كان سنينا أو شيعا أو كرديا أو مسيحا أو تركمانينا أو ينتمي إلى الأقليات العراقية العزيزة لأنه الآن بأمس الحاجة إلى اللعب وراء الكواليس , والقفز على الحبال كي يجد متسعاً لتثبيت سلطاته على الملايين من العاطلين عن العمل وقميصاً أخر ملطخاً بالعار على هذا الأمة المنهزمة المنكسرة التي استهدفت آهل العراق ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات