23 نوفمبر، 2024 1:57 ص
Search
Close this search box.

قمة ترامب وکیم جونغ بین الاثارة والانزعاج

قمة ترامب وکیم جونغ بین الاثارة والانزعاج

اختصردونالد ترامب الرئیس الامریکی الزیارة التی کانت قد تم تضخیمها الی قمة سنغافورة وحصرها بیوم واحد بعد ان کان المقرران تکون لیومین والملابسات التی حصلت قبل عقدها بین الالغاء والانعقاد وخاصة بعد دخول روسیا علی خطها فی ارسال وزیر خارجیتها لابروف والتی اثارت واشنطن بها کما ان تقارب الكوريّتين أكثر ما أثار انزعاج الأمريكيين الذين سعوا وبكل السبل إلى الحد من هذا التقارب، ويمكن رؤية هذا الانزعاج من خلال تصريحات الساسة الأمريكيين قبل انعقادها ، حيث حذرت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن “نيكي هيلي” من هذا التقارب، معتبرة إياه لا يصب في مصلحة كوريا الجنوبية حيث قالت هيلي: “نعتبر النظام الكوري الشمالي متهوّراً للغاية، ولسنا بحاجة إلى حلول مؤقّتة، وإلى التقاط صور ونحن مبتسمون فيها، ونعتقد أنه ينبغي علينا إيقاف برنامجهم النووي، وعليهم تجميده فوراً”، وکان البيت الأبيض قد اعلن ان وفدا غادر إلیها للتحضير للقمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون الذی أبدى “إرادته الثابتة” بشأن اجتماع قمة محتمل في یوم السبت 12 حزيران/يونيو، و التي کان يجب أن تخرج بمخرجات اولیة لهذا اللقاء من اجل دیمومة المباحثات فی المستقبل والضروري لعقد المزيد من الاجتماعات لتحقيق جميع الاهداف المرجوة من هذه اللقاءات اهمها ما يخص شبه الجزيرة الكورية وما یراد منها السلام والاستقرار والامن في المنطقة . الواقع ان جلوس واشنطن مع کوریة علی طاولة واحدة اعتراف امریکی علی أنهم لا یمتلکون قدرة التغییر والمواجهة والتی اختصر ترامب المسافات على نفسه بلقاء یتیم بینهما ویعنی منذ اللحظة الولی أن القمة المرتقبة متأرجحة ولا یمکن عقد الامال علیها وعدم التزام امريكا بما يترتب عليها ازاء العهود والاتفاقيات الدولية وفعلا اعلن ترامب إلغائها قبل عقدها کقمة ولم تزد عن لقاء خلف الابواب المغلقة ذات صبغة غلبت علیها الطابع الاعلامی . وامریکاحیث لم تتمکن طیلة حیاتها فی أن تقنع أحداً بصحة منطقها و صوابیة قرارها. وفي رسالة مقتضبة من عشرين سطراً، وجّهها الرئیس الکوری الی الرئيس الاميركي ترامب، قبل القمة، أعلن قراره إلغاء القمة بينهما و اکدت الرسالة فشلها و بينت الابتزاز الأميركي الذي تتقنه هذه الإدارة بصورة فوضوية، و«الارتباك» في صلبها حول المآلات التي يجب أن تخرج بها القمة وقد علق کیم جونغ بالقول: «للأسف، ونظراً إلى الغضب الهائل والعدائية الصريحة التي ظهرت في تصريحات ترامب الأخيرة، أشعر بأن من غير المناسب في هذا الوقت عقد القمة»، متابعاً أنّه «إذا غيّرتم رأيكم… الرجاء عدم التردد في الاتصال بي أو الكتابة لي». وبينما يكون ترامب قد ترك عملياً الأفق مفتوحاً لتنظيم قمة جديدة، أضاف کیم: «قدراتنا هائلة وقوية إلى درجة أنني أصلّي لكي لا نضطر أبداً الى استخدامها». جدير بالذكر أنّ التصريحات الكورية الشمالية «العدائية» التي يتحدث عنها ترامب، أتت رداً على تصريحات لمايك بنس، حذّر فيها قبل أيام الزعيم الكوري الشمالي من «المراوغة»، مشيراً إلى أنّ بلاده قد ينتهي بها الأمر مثل ليبيا «إذا لم يبرم كيم جونغ أون صفقة» بشأن برنامجه النووي.وفی قراءة حول القرار الأميركي یظهر ان الرئیس الامریکی القائل “أريد أن تكون المحادثات ذات مغزى. هذا لا يعني أن كل شيء ممكن أن يتم في اجتماع واحد، ربما يجب أن يكون لدينا اجتماع ثان أو ثالث، وربما لن يكون لدينا شيئا”، یحاول استغلال كوريا الشمالية، و يزيد من الضغوط بعد بادرة حسن نية التی كانت قد أعلنت عنها في وقت سابق أنها فككت بالكامل موقعها للتجارب النووية (منشأة بونغي ري)، ودعت عدداً من الصحافيين الغربيين لمشاهدة عملية تدمير الموقع. أما القراءة الاخری لناحية يعكس تخبطاً وارتباكاً داخل الإدارة الأميركية نفسها، فقد شدد عليها الدبلوماسي الأميركي السابق آرون دايفيد ميلر، إذ أرجع أسباب ما حصل إلى الإعداد الغير الكافي للقمة، وإلى قلة الانضباط بما يخص تصريحات نائب الرئيس مايك بنس، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ولافتاً أيضاً إلى ارتفاع تطلعات ترامب والارتباك حول الخاتمة التي كان يجب التوصل إليها. وفيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن سبب إلغاء القمة هو عدم إمكانية التوصل الى «نتيجة ناجحة»، فقد سارع «البنتاغون» إلى الإعلان عن «الاستعداد للرد» على أي «أفعال استفزازية» من قبل كوريا الشمالية.وقد تم تحلیل الموقف الامریکی من قبل المحللین الی ان ترامب يحمي نفسه من نتيجة للقمة قد لا تكون مجدية له . وقد ردّ دبلوماسيون «شماليون» على هذه التصريحات بالقول: «لن نتوسل إلى الولايات المتحدة من أجل الحوار أو نتعب أنفسنا باللجوء إلى إقناعهم إذا كانوا لا يريدون الجلوس معنا».لقد اثبتت کوریا خلال تاریخها انهاصامدة امام جمیع الضغوطات والعقوبات التجویعیة والابادیة، واستطاعت تطویر جیشها الشعبی الباسل وتطویر ترسانتها الصاروخیة البالیستیة وقنابلها النوویة، ووضعت الوجود العسکری الامیرکی وکوریا الجنوبیة والیابان وتایوان وامیرکا ذاتها تحت رحمتها وانعکست الآیة تماما. واصبحت ذاتها تستجدی رضا الزعیم الکوری الشمالی الشاب کیم یونغ اون . وجاءَ في البيان الذی تمخض عن اللقاء أنّ ترامب یلتزم بتقديمِ ضماناتٍ أمنيةٍ لبيونغ يانغ. فيما جَدّدَ “كيم” التزامَهُ الصارمَ والجازم بنزعِ السلاحِ النووي بالكامل من شبهِ الجزيرة الكورية. ويلتزمُ البَلَدان بإقامةِ علاقاتٍ جديدة بما يتفقُ ورغبةَ شعبي البلدين بالسلامِ والازدهار، وتعهدا بضمِ جهودِهما لإقامةِ نظامِ سلامٍ دائمٍ ومُستتِب في شبهِ الجزيرة الكورية. ويلتزمُ الرئيسان بتنفيذِ بنودِ البيانِ المشترك بالكامل وبشكلٍ عاجل وإجراءِ مفاوضاتٍ متتابعة بقيادةِ وزيرِ الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ومسؤولٍ رفيعٍ مناسب من كوريا الشمالية في أقربِ موعدٍ ممكن.

أحدث المقالات

أحدث المقالات