قمة بلا قيمة؛ واحدة من بين آلاف التعليقات العراقية والعربية؛ على القمة العربية في نواكشوط، وإختصار لبيانات إنشائية مجترة من خطابات في وادي، وكواليسهم في وادي أبعد ما يكون عن شعوبهم.القمة تعني؛ إجتماع قمة قرار الدولة من رؤوسائها، وصناع سياساتها الداخلية والخارجية.
إجتمع العرب وليتهم لم يجتمعوا؛ إجتمعوا على شقاقهم ونفاقهم وكذبهم على بعضهم، وكأن القمة العربية إسقاط فرض واجب؛ لم يكلفوا أنفسهم بالحضور له، ونابهم وزراء وممثلي دبلوماسيات، ووفود نيام لشعوب صيام من العيش الرغيد، والحلم بالوطن الذي يتحدثون عنه.
من المحيط الى الخليج، والتاريخ واللغة والدين والحضارة والمصالح المشتركة، والقضية والمصير الواحد؛ كلها شعارات أكل عليها العرب لحوم بعضهم، وشربوا نخباً على أيقاع أنين الثكالى ومخلفات الإرهاب والقمع، وقبولهم ذل مناداة العالم على العربي بالإرهابي، ولا تخلو بينات إفتتاح وإختتام قممهم من تلك الشعارات؛ فتوفر عليهم عناء التفكير وضيق التدبير؛ حتى صار العربي يكمل جملهم قبل سماع خطابهم، وعارف بالنتيجة قبل أن يراها في الواقع.
القمة العربية لا تُزعل أحداً بخطابتها الوسطية تجاه القادة، ولم تصل الى جوهر المشكلة والقضايا العربية، ولم تدرك لحد الآن حجم الأخطار المحيطة، ولا ذلك الإرهاب الذي ينخر دولهم وينحرف فيه كثير من شبابهم، حتى صاروا بموضع الإتهام بتصدير الإرهاب والفوضى والتطرف، وإعترض العرب على الديموقراطية وقالوا بديلها الفوضى؛ حتى سعوا بأيديهم وأرجلهم لفوضى في دول شقيقة؛ كي لا يشملهم التغير.إن المال العربي ما يزال يصنع بيانات وقرارات القمم العربية، وكل ما يجري فيها حبر على ورق لا يتجاوز ورشة عمل، وهم ماضون بسياساتهم دون رجعة ومراجعة، وقد أصموا آذانهم عن سماع صراخ الأطفال وعيونهم عن مشاهدة شلالات دماء اقترفتها سياساتهم.
أيّ قمة تلك التي لا يحضرها الرؤوساء، ومن المفترض تسميتها إجتماع لتقليب المواجع وزيادة الهوة، وبترول العرب يلعب دوراً في منع بعض اعضائها.
اليوم أيها العرب تشاهدون بأم أعينكم أعرق عاصمتين يعصف بهما الإرهاب؛ الا وهم بغداد ودمشق، ويمزقمهما التطرف والتعصب والجريمة، وبعضكم يفرحون لأسباب طائفية أو خوف من قدوم الديموقراطية، ولا وجود لقرار ندم عن ما جنيتم بأطفال اليمن الفقراء، الّذين يقتلون تحت البنايات المتهالكة، التي تُلقى عليها آلاف أطنان المتفجرات تفوق قيمتها ملايين المرات، وأنتم تجلبون العمالة الأجنبية وتتركون أشقائكم، وتنفقون ملياراتكم في المنتجعات والليالي الحمراء، ومئات الآلاف من نازحي العراق يموتون جوعاً في العراء، وتبكون على إنتهاكات مفتعلة، وقد تركتم الإرهاب يدنس أرضهم وشرفهم ومعتقداتهم؛ بل تمنعون التزاور بين الشعوب العربية وتسألون عن الهوية والعرق والطائفة، ولا تمنعون السائحات والمغنيات والراقصات والمومسات من الدخول الى أمرائكم، أنكم تجتمعون للقمم وفي بالكم حياكة مؤامرات على بعضكم، وأنها قمة بلا قيمة فلماذا تجتمعون؟!