كلنا متفقون في ضرورة عودة العراق، إلى حاضنته الإسلامية والعربية، ويكون محورا للعمل السياسي العربي القادم، ويكون ثيمة إنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط..
قمة بغداد مصداق حي لهذه المبادرة، التي أخذتها الحكومة على عاتقها، في دعوة الأشقاء من الدول المجاورة، لحضور قمة جوار العراق، ليكون فاتحة خير في فتح صفحة جديدة، للعلاقة بين العراق وجيرانه ، وطاولة للحوار بين الأشقاء العرب وبحضور إيران وفرنسا.
قمة بغداد تهدف إلى دعم العراق معنوياً، في أثبات استقراره السياسي ونظامه الدستوري، ويأتي ذلك من خلال تغيير الانطباع السائد، أنه صار ساحة لتصفية الحسابات والصراعات، في حين أن بغداد أصبحت مكان لالتقاء المصالح بين هذه الدول..
هذه القمة عكست قدرة الدولة العراقية، على أن يكون لها دور وموقف سياسي من قضايا الأمة الإسلامية أجمع، كما انه عكس قدرة الحكومة العراقية، في استضافة قادة دول الجوار، للحوار وتبادل الرأي بكل ما يدور، من محن ومشاكل تمر بها المنطقة، كما أنها أطلقت رسائل مهمة بأن العراق غادر مرحلة أللاستقرار والتهديد الإرهابي، ويعد اليوم محطة دولية مهمة يجتمع فيها الفرقاء.
أن مؤتمر دول الجوار يأتي مكملاً لتلك الخطوات، التي عملت عليها حكومة الكاظمي منذ عام، بغية تحقيق عودة عراقية آمنة، وأكثر ثباتا وفاعلية نحو الفضاء الدولي وتحديداً الخليجي منها.. كون أغلب مشاكل العراق التي يعاني منها هي بسبب جيرانه، وما حضور دول الجوار وجلوسهم على طاولة واحدة، وفتح حوار صريح، يمهد لإنهاء حالة الصراع، التي كان العراق أكثر المتضررين منها، لذلك كان لابد أن تكون بغداد محطة لالتقاء المصالح، وما يمكن أن يستفيده العراق، من هذا الدور المهم والحيوي، في منطقة تكثر فيها الصراعات،وهي خطوة في طريق طويل، لاستعادة مكانته الطبيعية..
ربما لن يكون للمؤتمر، أي آثار على الوضع السياسي الداخلي، ولن يكون احد أدوات الحل فيه، ولكن يأتي هذا المؤتمر في ظل انتخابات برلمانية، ستجري في العاشر من تشرين القادم، لذلك تحاول حكومة السيد الكاظمي تحقيق اكبر قدر من الانجازات، من أجل تسويق نفسها داخلياً وخارجياً ، والذي يعتبر المؤتمر مدخلا جيدا لهذا التسويق ، وبالمقابل هناك جهات تحاول إفشال هذا المؤتمر إعلامياً.
يعتقد وكما يرى كثير من المنصفين، أن مثل هكذا مؤتمرات، من شانها تصحيح الصورة السوداوية للعراق وتحسينها أمام العالم، لان هذا المؤتمر يمثل العراق كدولة، ولا يمثل أي مسؤول في الدولة.. وأي نجاح له يعتبر نجاح للعراق وشعبه، وأن الخلافات الداخلية ينبغي أن تبقى داخلية، ومهما اختلف السياسيون فان العراق يبقى سقفهم.