18 نوفمبر، 2024 3:14 ص
Search
Close this search box.

قمة العشرين …هل أشعلت فتيل الحرب العالمية الثالثة؟!

قمة العشرين …هل أشعلت فتيل الحرب العالمية الثالثة؟!

قمة ساخنة جدآ عاشتها مدينة بريزبين الأسترالية فبهذه  القمة بدأ واضحآ أن كلا الدولتين الروسية والامريكية تعيشان بحالة حرب سياسية ساخنة جدآ  وهذا مالايخفيه الفرقاء الامريكان والروس،، وبذات ألاطار  هناك تأكيدات على استعداد روسي لعملية عسكرية مفاجئة  داخل اوكرانيا في اي وقت ستفكر فيه القوات الاوكرانية باقتحام مدينتي دونيتسك ولوغانسك،شرقي أوكرانيا واللتان تقعان تحت سيطرة معارضين للحكومة ألأوكرانية  ,,

    وبنفس الوقت هناك تأكيدات من قبل قادة ما يسمى “بحلف الناتو” على عدم السماح لروسيا باحتلال أي جزء من اوكرانيا وفق تعبيرهم،، وهذا ما اكده آولاند وميركل وكاميرون،، واكد عليه باراك اوباما فقد قدم الرئيس الامريكي ضمانات للرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكوعلى ان الغرب لن يسمح للروس باستباحة ارض اوكرانيا ولو كان الثمن لذلك هو الد خول بحرب مفتوحة وشاملة  مع الروس،، ولذلك فامريكا بصفتها رأس الحربة لهذا الحلف تحاول اليوم محاصرة روسيا او حتى القيام بعمل ما قد يقوض الامتداد الروسي واتساع نفوذه،، فبعد ان اصبحت روسيا هي قبلة الحج السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي لكثير من الدول التي كانت تحسب الى امد ليس ببعيد على المعسكر الغربي وخصوصآ بالمعسكر الشرقي ومنها بعض الدول العربية المؤثره بالمنطقة “مصر كمثال”،،،

    فمن الطبيعي حينها ان ينعكس هذا الشيء على المصالح الامريكية،، وهذا ما دفع امريكا الى الرمي بكل ثقلها على محاولة تقويض الجهود الروسية في التوسع في تحالفاتها واتساع مراكز القوه والنفوذ شرقآ وشمالآ،،، مما قد يعرض مراكز النفوذ الامريكية في هذه المناطق الى خطرالزوال من هذه المناطق ولذلك تحاول امريكا ان تضع روسيا بين خيارين اما ان توقف توسعها ومراكز نفوذها في العالم او ان تتلقى ضربات موجعة في عمق الداخل الروسي وتحديدآ من الجمهوريات التي تحسب على انتمائها الروحي والولاء المطلق لموسكو،،، مثل اوكرانيا وقبلها جورجيا والشيشان وغيرها من المناطق المحسوبة على الروس اصلآ،،،

    ولكن السؤال هل ستسمح روسيا لامريكا بأن تملي عليها بهكذا شروط ؟؟ وخصوصآ بعد الضربه القاسية لروسيا بعد خسارتها لاوكرانيا لصالح الغرب، فاليوم الروس يواجهون مشروعآ غربيآ الهدف منه تقويض الجهود الروسية في الوصول الى مراكز قوى جد يده ومناطق نفوذ اخرى تحقق لهم قوه دراما تيكية على الصعد السياسية وحينها تكون واحده من القوى العا لمية المؤثرة اكثر من أي وقت مضى بصناعة القرار الدولي،،

    فمنذ انهيار الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينات من القرن الماضي وانقسام جمهوريات الاتحاد الى كا نتونات متفرقه وتعدد انتمائاتها وولائاتها،، اصبح الغرب يتطلع اكثر وأكثر الى كسب هذه الجمهوريات الى صفه لتكون ورقة ضغط على الروس في أي تسويات دولية مقبلة لتقاسم مراكز القوه والنفوذ والثروات في العالم ،، وحينما ادرك الروس ان الغرب تمادى اكثر واكثر بهذه الممارسات الاستفزازية وبدأ الحديث عن نظام الدرع الصاروخي المنصوب على مقربه من الدوله الروسية في بعض الجمهوريا ت التي كانت تحسب عليهم في حلفهم واتحادهم السابق وهو الاتحاد السوفيتي في بعض جمهوريات الشرق الاوروبي وبعض د ول الشرق الاسيوي،،، بالاضافه الى تركيا وبعض دول جوارها الاوروبي،، حينها ايقن الروس وأخذو القرار بأنهم عليهم التكشير عن انيابهم امام هذه الغزوه الكبرى والتهديد المحدق بهم،،

    وعندها قررو الولوج بمعركة جورجيا،، ونعلم جميعآ ان الروس لم يقررو الولوج بمعركة جورجيا الا لايصال رسائلهم للغرب وامريكا،،، وحينها وصلت الرسالة وبدأت هذه الدول وخصوصآ امريكا باعادة دراسة لسياستها الخارجية اتجاه روسيا بعد حرب جورجيا،، بعدما وصلتهم الرسالة الروسية شديدة اللهجة والانذار الاخير لهذه الدول بأن روسيا سترد على كل من يهدد امنها ومراكز نفوذها،،، فمنذ تلك الواقعة نرى الموقف الغربي في تشدد احيانآ اتجاه روسيا ببعض قضايا دولية وبتوافق باحيان اخرى وبخلاف سياسي ببعض حالات وهناك مجموعة من الخلافات حصلت بعد حرب جورجيا خلافات دبلوماسية احيانآ واقتصادية احيانآ اخرى وامنية ببعض احيان وتشابك وتعقيدات ببعض الملفات مثل ملف ايران النووي وكوريا الشماليه وافغانستان وغيرها من الملفات،،،

    الا ان وصلنا الى عام 2011 وانطلاقة ما يسمى “الربيع العربي” وهذه العاصفة الهوجاء التي  تركت خلفها ومازالت الملايين من القتلى والمصابين والمشردين من العرب، ومنذ انطلاقة تلك العاصفة الاستعمارية على منطقتنا،،، بدأت هنا مرحلة جد يده فمراكز النفوذ بدأت بالتحول ومراكز القوى تغيرت ، ويجب اعادة تقسيم الكعكة العربية، فأول هذه الخلافات حول الربيع العربي ومراكز القوى بين الغرب وروسيا كان في ليبيا وعندها طعنت دول الغرب روسيا بالظهر في ملف ليبيا وحينها خسر الدب الروسي مركز نفوذ في المغرب العربي وشمال افريقيا كان يشكل عامل امان للروس وقوه في هذه القاره ومعبر أمن للدولة الروسية للاتساع والولوج اكثر بعلاقاتها مع باقي دول المغرب العربي وشمال افريقيا وشرقها فبعد ان ادرك الروس انهم طعنو من دول الغرب ادركو ان هناك مؤامره كبرى تستهدف مراكز نفوذهم بالمنطقة العربية ،،،

    وعندما أتسع نطاق هذا الربيع العربي المزعوم “الدموي” ووصل الى سوريا برزت الى الاحداث” الازمة  السورية ” وهنا استمات الروس بالدفاع السياسي والامداد اللوجستي للدولة العربية السورية وجيشها العربي  ,,ومن مبدأ انها اذا خسرت سوريا فأنها ستخسر نفوذها وقاعدتها الاخيره وحلفها الاخير مع دول المشرق العربي،،،

    فهي اليوم بسوريا تسير بخط ونهج مستقيم غير قابل للتشكيك لانها تدافع عن نفسها اليوم من سوريا فاذا سقطت سوريا فالروس يدركون ان الهدف القادم للغرب ولو تدريجيآ سيكون روسيا ولذلك هم اليوم يستميتون بسوريا،، فهم ادركو حقيقة المؤامره الكبرى عليهم اولآ وثانيآ على الدولة السورية،،

    وزاد يقينهم بذلك بعد تحريك الغرب لملفين ايران النووي و اوكرانيا،، فاليوم الغرب يستعمل الورقه الاوكرانية كورقة ضغط على روسيا،،، للوصول معها الى تفاهمات حول مجموعة من القضايا والملفات الدولية العالقة  بين الطرفين ومراكز النفوذ والقوه والثروات العالمية ومخطط العالم الجديد وكيفية تقسيم مناطق النفوذ بين القوى الكبرى على الصعيد الدولي،، فاليوم يستعمل الغرب الورقة الاوكرانية كورقة ضغط على الروس،، ليتنازل الروس عن مجموعة من الملفات الدولية لصالح الغرب،، وليس بعيد عن كل ذلك الملف السوري وغيره من الملفات وخصوصآ الثروات الطبيعية وحقول الطاقة بالدول التي تتحالف مع الروس،،

    لذلك يدرك الروس اليوم وأكثر من أي وقت مضى انهم اصبحو بشكل اكثر واقعية تحت مرمى وتهديد الدول الغربية  فهم اليوم بين مطرقة الدرع الصاروخية الامريكية التي باتت بحكم الواقع قريبة من الحدود الروسية، وتشكل خطر محدق بأمن المنظومة العسكرية الروسية،، وخطر خسارة اوكرانيا لصالح الغرب ، واحتمال فقدها لكثير من مناطق نفوذها بالشرق الاقصى والشرق الاوروبي وبالعالم العربي، وسندان تقويض جهودها التوسعيه والوصول الى مناطق ومراكز نفوذ جديده والاستغناء عن مراكز نفوذها القديمة لصالح الغرب والانكفاء على نفسها،،

    فالبعض يعتقد ان الروس كسبو عندما انفصلت شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا او ان الروس سيكسبون ايضآ اذا اعلنت بعض مناطق الشرق الاوكراني انفصالها عن وطنها الام ايضآ ,,وهذا الموضوع بالذات هو خساره كبيره لروسيا والروس انفسهم يدركون ذلك فهم خسرو ماكان بالامس يحسب بالمطلق عليهم وربحو اليوم جزء من ما كان بالامس يحسب عليهم،، فهم خسرو تقريبآ الكل واستطاعو ان يعيدو جزء من الكل لهم وهذا بعلم الامن الجفرافي وبعلم السياسة الدولية هو خساره سياسية وامنية  فادحة بالنسبة للروس،،، فاليوم هم اصبحو شبه محاصرين فمن الغرب والشمال نصبت الدرع الصاروخية الامريكية والجنوب والشرق بدأ تدريجيآ يخرج عن نفوذهم، وبوتين نفسه يدرك حقيقة هذه الاخطار،،

    والسؤال الان هل ترضخ روسيا امام كل هذه الضغوط،،، ام ان الدب الروسي سيكشر عن انيابه من جديد ليعيد الكره الى الملعب الاول عن طريق الولوج بمعركة مع اوكرانيا  وتكون بدايتها من دونيتسك ولوغانسك،، والهدف من هذا هو ايصال الرسائل للغرب والى الجميع بأن الروس موجودين ولن يتنازلو وسيستمرو بالتوسع بكل الاتجاهات، ام أننا فعلآ سوف نرئ انكفاء روسي واعادة تموضع لروسيا لااعادة ترتيب اوراقها من جديد وخصوصآ بالداخل الروسي الذي بدأت ملامح رياح الغرب وفتنهم القذ ره تحرك بعض من فيه للمطالبه للانفصال عن الجمهورية الاتحادية الروسية،، نترك كل هذه الاسئلة للقادم من الايام فستجيبنا عليها وتعطينا صورة وملامح وشكل موازين القوى بالعالم الجديد التي يتم صنع موازين القوى ومراكز النفوذ فيه  من جديد…….

*[email protected]

 

أحدث المقالات