لربما يتفق معي الكثيرين بأن عدم دعوة العراق لحظورالأجتماع التشاوري (القمة المصغرة) غير الرسمية ، والتي عقدت في السعودية يوم الجمعة الفائت الموافق 21/2/2025 بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد أبن سلمان ،وحظرها قادة مجلس التعاون الخليجي أضافة الى العاهل الأردني والرئيس المصري ، يثير الكثير من التساؤلاتوالشكوك ويضع علامات من الأستفهام!؟ ، لاسيما وأن هذه ( القمة المصغرة) وما ناقشته وطرحته من أمور ومستجدات على الساحة العربية (مصير الفلسطينيين في غزة بعد وقف أطلاق النار، وموضوع سوريا ومستقبلها السياسي ، وكذلك موضوع لبنان وما جرى ويجري فيها ، فأن العراق له شأن وشأن كبير في كل ذلك وخاصة وتحديدا في موضوع سوريا وما حدث فيها من أنقلاب سياسي كبير! وكذلك لبقية القضايا العربية) ، وهنا لا بد من الأشارة أن أنعقادهذه (القمة المصغرة) يأتي للتهيأة للقمة العربية الطارئة التي ستعقد في مصر بتاريخ 4/ مارس القادم!. الذي نريد أن نقوله هو أن العراق جزء من الجسم العربي بل جزءهالهام ، ورغم الضغوط التي مورست وتمارس عليه لأبعاده عن محيطه العربي ألا أن الحكومة العراقية حرصت على أنلا تبتعد عن أخوانها العرب! ، وللتدليل على ذلك نذكر بأن العراق وفي القمة العربية التي عقدت بالرياض في آيار من العام 2023 (قدم العراق طلبا للجامعة العربية بأن تكون القمة العربية المقبلة 2025 في بغداد! ، ووافقت الجامعة العربية على ذلك). أن المشكلة الحقيقية التي يعاني منها العراق والتي يعرفها الجميع هو الوجود والنفوذ القويللجارة أيران في العراق والذي ترفضه أمريكا ولا ترحب به! بأعتبار أنها أي أمريكا تعيش حالة صراع كبيرة وقوية مع أيران وبنفس الوقت ترتبط بعلاقات وأتفاقاتستراتيجية مع العراق منذ الأحتلال في 2003! ، وبالتالي هي ترفض موضوع أزدواجية سياسة الحكومة العراقية في العلاقة بينها وبين أيران! ، لا سيما وأن شعار أمريكا معروف وهو ( أن لم تكن معي فأنت ضدي!) . من جانب آخرأن العراق يعتبر الآن المعقل الأخير لأيران في المنطقةوالذي تتمسك به بكل قوة! مهما كانت التحديات ، بعد الخسارة الكبيرة التي منيت بها في كل من سوريا ( (سقوط نظام بشار الأسد ، الحليف الستراتجي لأيران منذ قرابة النصف قرن) ، وكذلك في لبنان (حيث لم يعد حزب الله بنفس قوته السابقة وتأثيره على الداخل اللبناني ، وخاصة بعد تشكيل الحكومة اللبنانية بأرادة وطنية ورعاية أمريكية غربية!) . أن عدم وضوح الموقف الحكومي العراقي من الصراع الأمريكي الأيراني ، يدفع بأمريكا أن تعاقب أيران من خلال العراق! ، فأية عقوبة أقتصادية أو سياسيةأو حتى عسكرية لأيران ستشمل العراق أيضا! . من جانب آخر علينا أن نعرف أن الأجتماعات والقمم العربية الآن ،هي ليست كالسابق!! أيام الستينات والسبعينات ، فقد فقدت الكثير من أهميتها وهيبتها! ولم تعد تلقي أهتمامالدى المواطن العربي!، لأن غالبية الدول العربية صارت تحت المظلة الأمريكية وتدور ضمن الفلك الأمريكي ، وسائرة نحو التطبيع مع أسرائيل! ، وبالتالي لا نستبعد التدخل الأمريكي في الأجتماعات التشاورية العربية أو حتى على مستوى عقد القمة العربية! ، ولأن ترامب غير راضي عن العراق بسبب عدم وضوح موقفه من أيران التي تعيش قمة الصراع والتحدي مع أمريكا ، فلا نستبعد أن عدم دعوة العراق لحظور القمة المصغرة في الرياض ، جاء بتوصية أمريكية كنوع من العقوبة على العراق وعزله عن محيطه العربي! ، ولربما سيتبعها أيماءات أمريكية للزعامات العربية بألغاء موضوع عقد القمة العربية المزمع أقامته بالعراق والمتفق عليه منذ 2023 ! ، وبأعتبار أن القمة العربية التي ستعقد في مصر في 4/ مارس القادم 2025 ستكون بديلا عنه!. فعلا وكما يقال أن الأيام القادمة حبلى بالأحداث.