23 ديسمبر، 2024 11:29 ص

طلب مدير مدرسة من احد الأساتذة ان يقوم مدرسي مدرسته وطلابها، ويكشف سبب تدني نسب النجاح في مدرستهم.
ذهب المسكين وراح يدرس ويكتب الأسباب، التي انحصرت بين مدرس مهمل، وأخر لا يلتزم بساعات الدوام، وطالب لايعترف بالأساتذة، وذكرهم بالأسماء..
اقترح للنهوض بالواقع التدريسي، ورفع نسبة النجاح، أن على الإدارة أن تضرب بيد من حديد، فتعاقب المدرس الفلاني، وان ترسل على ولي امر الطلاب فلان وفلان، وان يغلق باب المدرسة الساعة الثامنة صباحا حتما، ولا يفتح الا الثانية عشر ظهرا.
نظر المدير إلى الدراسة، وقال للأستاذ مبتسما.. انت لم تأتي بشيء جديد، فجميع ما كتبته مشخص منذ زمن بعيد، لكن يا ولدي هذا الأستاذ الذي ذكرته مدعوم من المصلحين وهذا الثاني مدعوم من المجاهدين، اما الثالث فهو من أنفسنا، ان لمسته صاح مضطهدين، وذاك من الأقليات، ان حاسبته صرخ بعلوا حسه، أنتم وداعش علينا.
اما الطلاب، فهذا إبن حارس الوزير، وذاك إبن أخت إبن عم حارس المسؤول، وجميعهم خطوط حمراء، ليس لأنهم مقدسين بل لان يدهم والسكين!
يا ولدي ان كان عندك حل، بعيد عن هؤلاء فأسعفنا به، والا فالرسوب ولا الله يرحمه (بصوت الفنان عادل امام)..
حال الأستاذ والمدير يشبه كثيرا، حال الكاتب عندما يرغب ان يضع حلولا لمشاكل البلد، او على الأقل يوعي مجتمع يراه غافلا عن امر معين، يجب عليه ان يقول هناك مشكلة، لكن في نفس الوقت يجب ان لا يقول ان فلان سبب المشكلة.. لان فلان اما هو رئس الهرم في الحزب او مسنود من حزب معين، وان تجرأ وقال إن المشكلة سببها فلان، وان حلها يكمن في محاسبة أو ازاحته كبرت المشكلة، وتهددت اللحمة الوطنية، ومسسنا بالرموز الوطنية، وجيب ليل واخذ عتابه!
هذا يعني أنك يجب ان تكتب عن مشاكل العراق، على أن تبتعد عن الخطوط الحمراء، وما اكثرها في بلدنا، فحتى فراش المسؤول (مع احترامنا للمهنة) خط احمر، وممكن جدا يرسل الكاتب خلف الشمس..من يدري؟!
السؤال هنا.. هل سمعنا يوما من الأيام أن هناك فساد أو سرقة كبيرة حدثت في بلد في العالم، قام بها انسان بسيط او موظف ليس بدرجة خاصة؟
قطعا ومن المستحيل ان يحدث ذلك، فالسرقات الكبيرة، لا يمكن ان يقوم بها إلا خط احمر.. وهذا الصنف يده والقبر
وبالتالي نبقى نهتف نعم نعم للإصلاح، وعاش المجاهد والا ..