23 ديسمبر، 2024 7:07 ص

عند الحديث عن موضوع التطرف والارهاب والجماعات التکفيرية المتطرفة في العصر الحديث، والبحث في تأريخ ظهورها وإنتشارها، فإن هناك ثمة ملاحظة مهمة جدا ينبغي الانتباه لها وأخذها بنظر الاعتبار وهي إن المنطقة والعالم قبل ظهور نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية لم يکن يعاني من أمرين هما:
الاول: التنظيمات المتطرفة والارهابية وسعيها من أجل فرض أفکارها ومفاهيمها بطرق واساليب إرهابية.
الثاني: التوجهات الطائفية والاختلافات والانقسامات المتداعية عنها، وظهور أحزاب وميليشيات ذات توجهات طائفية.
ومن دون شك، فإنه وبعد ظهور هذا النظام شهدت المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام ظهور الافکار والرٶى والمبادئ المتطرفة ومن ثم تأسيس التنظيمات الارهابية المتطرفة والتي صارت الحقيقة تتوضح بأن بٶرتها الاساسية في ط‌هران، خصوصا إذا ماعلما بأن رٶوس وجهابذ التطرف والارهاب يقومون بزيارات أو حتى إقامات في إيران، وليس هناك من لايعلم بأن معظم الاحزاب والتنظيمات والميليشيات الارهابية المتطرفة في العراق ولبنان واليمن وسوريا، يشرف عليها ويقوم بتوجيهها النظام الايراني، والمفيد هنا هو إن المقاومة الايرانية قد قدمت الکثير من الادلة والمعلومات الدقيقة عن الدور المشبوه للنظام الايراني بهذا الصدد وکيف إنه يقوم بتوجيه هذه التنظيمات وإمدادها بالاسلحة والمتفجرات والاموال وماإليه.
اليوم وعندما يعبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده يوم الاثنين الماضي، عن قلق نظامه إزاء ما وصفها بـ”جلب جماعات تكفيرية” إلى أذربيجان، وطالب باحترام كل من أذربيجان وأرمينيا للقوانين الدولية. فإن هذا الکلام يبعث على التهکم والسخرية لأن هذا النظام يتحدث عن قضية کان هو بالاساس مصدرها ومنشئها وبٶرتها الاساسية وهو من قام بتوظيف التطرف والارهاب کوسيلة له من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، وإن ماقد عانت وتعاني منه شعوب وبلدان المنطقة من أوضاع بالغة السلبية بسبب من الاحزاب والميليشيات الارهابية المسلحة التابعة للنظام الايراني والتي تتدخل في کل المجالات إبتدائا من المجالات الاجتماعية والفکرية ومرورا بالمجالات الاقتصادية والمالية وإنتهاءا بالمجالات السياسية ولاسيما تلك التي تمس سيادة الدولة، وإن هذا النظام وعندما يعبر عن قلقه بهذا الصدد فإن قلقه يبعث على التهکم البالغ ذلك لأنه آخر من يمکن أن يعبر عن قلقه بهذا الصدد ذلك إنه هو أساسا العامل والسبب الاساسي وراء ظهور التنظيمات المتطرفة والارهابية ودعمها تإييدها وتوجيهها والتنسيق معها، وهذه حقيقة لم يعد بالامکان إخفائها عن أحد.