23 ديسمبر، 2024 10:51 ص

تابعت حديث المستشار النمساوي فيرنر فايمان في المؤتمر الصحفي الذي عقده في فيينا وركز فيه على أزمة اللاجئين ، ما أستوقفني من كل حديثه والتفاصيل التي سردها بشأن الخطوات والترتيبات التي أعدتها بلاده للتعامل مع هذه الأزمة ، هو نشر أكثر من ألفي جندي من الجيش في داخل البلاد وعلى المواقع الحدودية لمواجهة تدفق اللاجئين.

قرار النمسا هذا لم يرتبط بالأعداد الحالية التي تدخل البلاد بقدر ما استند الى قرار جارتها المانيا ، المفاجئ بتشديد الرقابة على الحدود ، فآلاف المهاجرين الذين يدخلون الى المدن والمقاطعات الألمانية يومياً عبر النمسا سيشكلون كارثة على الأخيرة إذا ما بدأت برلين برفض استقابلهم أو اغلاق الطرق امامهم ، خاصة مع الاعداد غير المسبوقة التي تدخل إليها فخلال يوم واحد فقط اعلنت فيينا ان نحو أربعة آلاف مهاجر وصلوا إليها عبر هنكاريا وبالطبع فإن مثل هذا العدد في يوم واحد سيخلق أزمة كبيرة بالنسبة للنمسا التي استقبلت مهاجرين يمثلون نسبة مئة وستين بالمئة من أعداد المهاجرين خلال العام الماضي .

تخوف النمسا من تزايد اعداد اللاجئين قد يكون مبرراً لأنها غير مهيئة لهذا الأمر على العكس من ألمانيا وذلك اذا ما قارنا بين المساحة الجغرافية وعدد السكان بل وحتى سوق العمل في البلدين .

وعلى الرغم من التصريحات التي صدرت عن مسؤولين ألمان تنفي توقف برلين عن استقبال المهاجرين ، لكن الحكومة النمساوية ستتخذ اجراءات اكثر صرامة من الآن فصاعداً بخصوص تدفق اللاجئين إليها ، صحيح إنها لن تتمكن من منع عبور المهاجرين بشكل كامل ، لكنها لن تستمر على الوتيرة ذاتها التي تسير فيها الآن .

[email protected]