23 ديسمبر، 2024 3:03 م

اللقاح الذي اخذه الاسلاميون الذين يحكمون العراق حاليا كان ضعيفا للغاية ولم يكن فعالا . اللقاح ضد الدنيا لم يكن بالمستوى المطلوب لانه سقط امام جرثومة الدنيا القوية الفتاكة فسقط اللقاح وانتصر المرض . كان مزيفا ولم يحتو على المواد الاولية الضرورية مجرد وهم في وهم . ان هذا اللقاح الذي اخذه الساسة العراقيون واقصد الاسلاميين منهم لم يقاوم مرض اسمه الدنيا ففشل منذ الوهلة الاولى لاقبالها عليهم فسقطوا الواحد تلو الاخر .
هذا التدريب ضد الدنيا وهجومها لم يكن حقيقيا بل كان ظاهريا ومتصنعا . لم يكن الساسة العراقيون مؤهلين لتسلم هذا المنصب وادارة دولة وناس . ان من اقبح واشنع الاعمال التي يرتكبها القائد العسكري على سبيل المثال في القتال ان يغير الخطة الحربية لمواجهة العدو التي اتفق بشانها مع كبير القادة العسكريين – لهوى النفس او لمزاج معين – وعلى اساسها نزل الى ساحة الحرب ويتحرك خلافها لسبب او لاخر وينتج عن ذلك التقهقر وخسارة المعركة انه شي مشين وفظيع ويصل الى درجة الخيانة العظمى للوطن والاستخفاف بارواح الجنود والاستهتار بامكانيات الجيش .
لقد اخفق الساسة العراقيون عندما ابدلوا خطة مواجهة الدنيا وكيفية التغلب عليها عندما اداروا ظهورهم للدين الذي كان من الاجدر ان ينطلقوا منه انطلاقة صحيحة للتغلب على الدنيا ولكنهم قلبوا له ظهر المجن واصبحوا يعتاشون عليه بدل ان يعيشوه عندما اتخذوه وسيلة لمصالحهم الشخصية وانقلبوا على الناس وتركوهم في الساحة لوحدهم يندبوا حضهم العاثر ويلعقوا جراحهم فلا من معين .
فلو كان القادة الاسلاميون يعيشون الدين لما وصل الوطن الى هذا المستوى الكارثي على جميع الصعد ولكن تبين انهم يعتاشون عليه والدليل هو اوضح من الشمس في رائعة النهار والذي اصبح معروفا لكل عراقي يعيش الماساة في الداخل .
اننا لا نقول كونوا كامير المؤمنين او حتى تشبهوا به لانكم اهون واقصر من ان تصلوا الى ذلك الرجل الذي طلق الدنيا ثلاثا والذي كان يصيح يادنيا غري غيري بل انكم لا تشقوا له غبارا ولكن لا تشوهوا صورته باعمالكم الشنيعة التي فاقت الوصف فلا ولن تصلوا له لانكم صغار عقلا وتصورا فلا تكونوا بهذا الهبوط فانكم تحملون بذرة فنائكم معكم ومن خلال اعمالكم ومثلكم كمثل اولئك الذين خروا للدنيا راقصين وذهب الماضي المحمل بالغربة والمعاناة ادراج الرياح وذهب سدى لانكم كما قالوا ( لا سدى ولا لحمة ) مجرد هياكل خاوية جوفاء تتحرك في المجهول – لا هدف ولا نقطة ، فهدفكم هو السفارة الاميركية وقبلتكم هو السفير الاميركي – الذي القيتم فيه انفسكم وشعبكم انه من ارزى الرزايا ان يهتز الداخل ويتغير ويؤثر على الخارج وتدوسون كل القيم والدين بارجلكم لكي تقترب الكارثة .
أغايةُ الدين ان تُحفوا شواربكم * ياامة ضحكت من جهلها الامم