القلب ذلك العضو الاهم والابرز في الانسان ,بل لوجود الانسان ايضا ,انه يوزع الحياة لكل انحاء الجسد ..يدفع الحياة لكل عرق نابض او ساكن في مكون الانسان , ولا شك ان اي اضطراب في عمل القلب سيؤدي الى اضطراب مملكة الانسان بأسرها وستتعطل الكثير ان لم يكن جميع مرافق ومنشآت تلك المملكة الادمية , ورد في مشكاة الانوار انه قال النبي ( ص : ) في الانسان مضغة إذا هي سلمت وصحت سلم بها سائر الجسد ، وإذا هي سقمت سقم بها سائر الجسد وفسد، وهي القلب.
لست من اهل الاختصاص في عمل القلب وآليته لأخوض فيه غير اني وددت ان اتخذ من قلب الانسان مقدمة للدخول في قلب اخر …انه قلب القران ..اذ لا شك ان قلب القران مثل قلب الانسان من ناحية توزيع الحياة او قل اضفاء الحياة على كل اجزاء وسور القران بكل اياتها وتفاصيلها ودقائقها فتكون سورة (يس) قلب القران ومورد الحياة لبقية السور والايات فقد ورد في تفسير مجمع البيان للطبرسي عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال إن لكل شيء قلبا و قلب القرآن يس .. وجاء في نفس المصدر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال سورة يس تدعى في التوراة المعمة قيل و ما المعمة قال تعم صاحبها خير الدنيا و الآخرة و تكابد عنه بلوى الدنيا و تدفع عنه أهاويل الآخرة و تدعى المدافعة القاضية تدفع عن صاحبها كل شر و تقضي له كل حاجة
ومما لاشك فيه فان القلب سواء قلب الانسان او القران يستلزم ان يكون حيا ليوزع الحياة فالقلب الميت اعجز من ان يهب الحياة , وكما قيل قيل ان فاقد الشئ لا يعطيه وفاقد الحياة لايعطي الحياة , لذا لابد ان يكون القلب حيا ليؤدي دوره وعمله بافضل شكل واكمل وجه, وهنا ياتي السؤال ان كان القلب يهب و يوزع الحياة للجسد فمن يهب للقلب حياته ؟؟
الدماء سبب حياة القلب , واي نقص او خلل في الدم سيؤدي الى خلل ونقص في عمل القلب , وربما الى توقف القلب وموته , ذلك التوقف للقلب ماكان ليحصل لولا اعتقال وتوقيف الدورة الدموية القلبية ..والكلام بالتاكيد لاينحصر بالقلب البشري بل حتى القلب القراني , فسريان الدورة الدموية القرانية لقلب القران وفي قلب القران سببا في حياة ذلك القلب القراني (سورة يس) وتلك الدورة الدموية القرانية هي ماعبرنا عنها بقلب القلب اي واهب الحياة الحقيقي لواهب الحياة الاعتباري ..فما هو قلب القلب ؟؟
(سلام قولا من رب رحيم )قلب سورة يس كما ورد في العديد من المصادر , وسورة يس التي هي بدورها قلب القران , والقران الذي هو بدوره الربيع والحياة لكل القلوب في كل العالمين .. فحياة القلوب بالقرآن , وحياة القرآن بسورة يس , وحياة سورة يس ب سلام قولا من رب رحيم ,
(سلام قولا من رب رحيم)هي الدورة الدموية القرانية التي تجعل القلب حيا نابضا يبث السلام الرحماني الى كل اركان المملكة القرانية , فيوطد السلام في الارض (النفس)وتنزل السماء (العقل ) بركاتها ويصل الانسان الى قمة الكمال واشباع جميع الرغبات والحاجات وفق (لا ضرر ولا ضرار )..لكن ماذا لو سفكت تلك الدماء القرانية ؟؟ماذا لو انتفى السلام القراني ؟؟ستختل الدورة الدموية ويموت القلب وتعم فوضى الدمار والهلاك اركان المملكة كما هي ممالك السحرة والمشغوذين والنافثين في الاعقاد والراكبين صهوة الفتوى بغير وجه حق فتتحول مملكة القران من كلام حق يراد به حق , الى كلام حق يراد به باطل من قبل اولئك الشياطين, وليس مملكة القران فحسب هي من يعبث بها بل مملكة الانسان ايضا , فالسلام بين بني البشر هو مركز الاستقرار وركن الاطمئنان ومصدر السعادة والحياة لكل الناس , لكن اطماع الطامعين واحلام الشياطين جذبت مراكز( القرار)ليجعلوا لهم مملكة وسلطانا ونفوذا وتوسعا من خلال نحر السلام بسكين الطائفية على صخرة العقيدة المنحرفة لينتشر شياطين الانس في كل مكان يحرفون الكلم عن مواضعه{مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ …….} النساء…..
يركبون الباطل ليوهموا الناس بانه الحق فيأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويحاربون اهل السلام فيسفكون الدماء وينتهكون الاعراض ويقتلون الاحرار الرافضين لذل الخنوع والخضوع لجبابرة الارض فيزينون اوامرهم التكفيرية بتلميحات عقائدية فاسدة فيصدق السذج بنسج الشياطين ليمعنوا في عباد الله قتلا وظلما وتكفيرا { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)}الانعام..
شياطين الانس ادركوا بان العبث في قلب القلب سيعطل القلب ويحصل الارتداد , ولما كان (السلام ) هو قلب القلب لكل شئ فأن العبث بالسلام سيفضي الى اسكات القلب الحي الذي كان ولم يزل حائلا دون تحقيق رغباتهم الشيطانية , فابتدعوا اراقة الدماء بعباءة التصعيد الطائفي وبزرق المغذي العقائدي المنحرف في جسد الامة التي اسلمت نفسها لفتاوى القتل والترويع , ولو انك بحثت في العراق او الشام او غيرها من الارض لوجدت قلبا نازفا وسلاما مسفوحا وكأن الدورة الدموية لحياة الامة قد اصيبت بخلل عندما تم التعرض للسلام ..فجاء من اقصى المملكة رجل يسعى لتوطيد السلام واحقاق الحق وكشف زيف وخداع المضلين ولجعل الامور في نصابها فقال يا قوم لاتذبحوا السلام ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار
اقول ونحن نعيش حلم السلام العالمي (كفى موتا ..كفى ذبحا للسلام ) ..اقول لدعاة السلام ان السلام هو الدورة الدموية التي تغذي القلب ليمنح الحياة لكل الموجودات ..
ان الله وهبنا السلام لنعيش باطمئنان فلا تسلبوا منا ما وهبه الرحمن لنا ..