قلبي ريحانْ.
قلبي ينبتُ بين ضفاف الحلم جنانْ.
نهراً وطني، وأيادٍ تسرق من بدني الإنسانْ.
يا بلدي..
ما زلتَ غريباً ينهشُ لحمكَ كلبُ مدينتنا
يا بلدي قطعة سُكّرةٍ تحملُ ذاكرةَ الأوطانْ.
سيعود زمانكَ يا وطني العربي.
قبِّلْنِي يا وطني، فأنا الراحل فيكَ، العابر مثل خيوط الشمسِ؛
ليثربَ حين تعود الدنيا مالئةً بالحمدِ الأغصانْ.
يا وطني.. يا وجهاً يعرف تاريخي.. يعرفُ كيف سأولدُ حيّاً..
كيف سأدفنُ.. كيف تقطعني الغربانْ. يا رملاً داعب ساق الغيم الماطر كالأحزانْ.
أنبيكَ بأن الموتَ فظيعٌ جداً.. أن هتافَ الحبّ بعيدٌ جداً.. أن الأقفالَ على فمنا “سجاناً يتبع سجانْ”.
هذا وطني العربيْ.
قِبْلَةُ عهرٍ ولى شطرَ مفاتنها البغيُ الأعمى..
وجهُ سحاقٍ، نهدٌ أوجعه العضُّ السافلُ، قمعٌ..
قتلٌ، راقصة الليلِ الفاتر في شفةٍ سفلى..
كلّ كؤوس العمر التبغي هتكِ ضحاياها…
هذا وطنٌ عربيٌّ يذبحني صبحَ مساءٍ…
ما أشقاني يا وطنيْ
فترابك يمشي منتحراً في جسدي.. وأنا بين الرملةِ والأخرى صرتُ شهيداً يعبرُ في دميَ البركانْ.
نامتْ أحلام الدنيا فوق سرير العمرِ، فتاهت مثلُ
شراشفنا الأغصانْ.
الموتُ بطيء جداً في وطني.
والقيدُ مساحة حقد تملؤها الأوطانْ.
وأنا بين الموت رصيفُ دخانٍ منفيِّ في وجعي..
حلمٌ لملمَ بارودته العطشى…،
كلُّ مكان يعبر ذاكرة الأزمانْ.
وطني لا يعرفني مثل العطر الساكنِ في رئتيها.. آهٍ من حُمْرَةِ خديها..
فالغربة فيها تشبه حدَّ السيف القاهر في وطني..
آهٍ من شفةٍ كالسجنِ تلاحقني.. من إيمانِ برائتها..
يا وطنَ الصبح تنفسْ.. بالقرآن تنفسْ.
بشجيرات البرِّ تنفسْ.
بدمي.. بشهيدٍ قتلَ البارودَ.. زناداً… قمْ وتنفسْ.
هذي روحي بين شجيرات البرِّ التعبى تعشق ماءَ ثناياكْ.
تعشق سجدة عمركْ.
يا وطناً منتحراً داخلَ شكل الكلماتْ.
قلبي وطن أخضرْ.
قلبي ريحانْ.
قلبي ينبتُ بين ضفاف الحلم جنانْ.
نهراً وطني، وأيادٍ تسرق من بدني الإنسانْ.