أخاديد من الأحزان..وأنهار من الويلات ، والمصائب والنكبات والمآسي ، يعبرها العراقيون كل عام ، وتمر عقود من الزمان وزوارقهم محطمة الآمال، وأجنحتهم مكسرة ، وغصة في القلب الحزين تروي ملايين العطشى، الا قلوب شعب العراق المتعبة بنيران الفوضى والانفلات والمستقبل المجهول..!!
الكل يتساءل عن موقع العراق في خارطة العالم..لقد أصبح صفرا على اليدين : لايحل ولا يربط..والآخرون من خارجنا هم من يقررون مصيرنا.,وهم من يسمحون لنا بالاقتتال والتطاحن ، او نرضى برغيف مغمس بخبز المهانة !!
أما نحن كشعب وبشر ، فينطبق علينا قول الشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله حين قال : نحن كأهل الكهف لاعلم ولا خبر!!
كان الله في عون العراقيين على تحمل أعباء السنين العجاف..والقادم من الايام هو الأسوأ والأشد حلكة..بكل تأكيد..!!
جنب الله العراق وشعبه شرور وويلات الزمن الأغبر..والى ان تبزغ شمس العراق ربما نحتاج الى أجيال واجيال..لكي نغادر معاول الطائفية والاقتتال المذهبي اللعين ، وقد ينبلج أول شعاع من الأمل في فجر العراق..بلد الحضارات الذي تحول الى بلد الصحارى المقفرة والآمال المحطمة!!
لايستحق العراق ، أول بلد يعلم العالم عرف الحضارة والتمدن أن ينزلق الى مهاوي الفوضى والتخلف والهيجان الأعمى ..!!
أجل لايستحق العراق الا ان يكون في الأعالي…لكن زمن الطاغوت الامريكي الايراني الروسي، الخليجي مع (الاسلامي المتخلف المتعجرف والقادم من القرون الوسطى) هو من يسير بنا الى مجاهيل سحيقة..!!
لكن قدر العراق في كل مرة يكبو فيها ، لابد وان ينتفض ..وان يلفظ الطارئين والمزيفين والمشعوذين والسراق والحرامية وادعياء الدين، والدين منهم براء واعداء التمدن والحضارة ، ليأتي جيل يلعن هؤلاء جميعا ..ويضعهم في حاويات الزبالة ، غير مأسوف عليهم ..لتعود شمس العراق تتلألأ من جديد ..وإن غدا لناظره قريبّ!!
لن ينتصر لنا ، لا الامريكان ولا أوربا ولا الايرانيون الحلمون بعودة امبراطوريتهم ، ولا الروس ولا الخليج المتخم بالثروات والغارق حتى أذنيه بالبخل الا على أعوانهم من بني ترامب..!!
لن ينتصر لنا كل هؤلاء ، لاتصدقوهم،،إنهم وهم ، يريدون ان يجثموا على صدورنا ويصادروا شمسنا وكرامتنا ويهينون أقدارنا ويسلبونا إراداتنا ويبقوننا نحن من نتقاتل بالنيابة عنهم، إن لم يكن قد حولونا الى ادوات طيعة بأيدي جيراننا ، يقودنا الى مقصلة موت لاترحم..بلا ذنب اقترفناه سوى إننا إخوة عراقيون ، كنا متحابين في كل شيء، في الدين والوطن والانتماء والمصير المشترك ، وجاء الأغراب ومن جندوهم خدما لهم من بني جلدتنا ، ليذبحوننا بسكاكين الغدر بلا رحمة!!
وصدق الشاعر نزار قباني مرة أخرى رحمه الله حين قال : لا أحد بسيف سواه ينتصر..!!
وقال الشاعر العربي الكبير أبو القاسم الشابي : إذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر..ومن يتهيب صعود الجبال يبقى أبد الدهر بين الحفر!!