كثيرا ما تعشق المرأة الحياة ، وتجد في الشعر واحتها التي تسرح فيها مخيلتها وتتدفق مشاعرها كأي إمرأة أو صبية عاشقة ، من الله عليها بفضائله من جمال الطلعة والروح ، لتقول لبني آدم ، ان محاولات وأد البنات قد عفى عليها الزمن ، وها هي (حواء) عندما تحولت الى (أميرة) ، يدور في فلكها الكثيرون ، البعض تصرعهم وآخرون يعانون من مرارة الخذلان، لأنهم في ريعان شبابهم ربما لم يظفروا بحب فتاة جميلة ، تحقق أحلامهم ، والذنب في هذه الحالة لايقع ربما على الفتاة بعينها ، بل لأن عاشقها لم يكن كما تصورت عنه في قصص الخيال، في وقت ترى آخريات ممن دخلن إسطورة العشق ولبسن أساور وقلائد الكلمة العذبة الرشيقة القوام، أنهن من حقهن ان يحلمن بـ (فارس الأحلام) ممن يرتقي الى مخيلتهن ، ومن يحقق لهن مبتغاهن في أن تتحول المرأة الى (سلطانة) ..فقد تجد في مملكة صياغة الكلمة واعادة انتاجها ، وصقلها بالحروف والمشاعر والآهات والرغبات والأماني ، لتتدفق شعرا ، معطرا بأريج المحبة ، فرصة أن ينطلق عالمها الى حيث الخيال الرحب ، الذي يسرح ويمرح في مخيلتها، واذا بتلك القريحة وقد أبدعت عسلا من عبير الورد ، وقد حولت مرارة الحياة الى سكر ورحيق طيب المذاق!!
إنها الإعلامية هند أحمد ، التي تجولت عبر صفحات الزمن العراقي ، حين عانقت كلماتها نهري دجلة والفرات وتغزلت بعطر الزهور التي فاحت في ربيعها المزهر ، وقلب حمل كل أيقونات المشاعر الفياضة، وهي التي سكنت في بيت وهبه الله من ملكة الابداع في مختلف ميادين الثقافة والأدب وعالم الرواية ، حتى صقلت موهبتها، واستطاعت ان تلج عالم الشعر لتجد فيه مبتغاها الى حيث السمو الروحي ، فكان سفرها الأخير (مذكرات نجمة) ، وهو الوليد الآخر ، الذي ينضم الى قافلة عائلتها ، لتفتخر به بين بني جنسها من بنات حواء ، ومع من يمتهنون الشعر من الرجال، لتضيف من خلال كتاب نصفي صدر مؤخرا ومع بدايات العام الجيد 2019 عن دار (فضاءات الفن) ، بـ 180 صفحة ، بغلاف أنيق وجميل ، وتخطيطات داعبت تلك القصائد ، وعبرت عن مضامينها ، وهي تضع هذا الاصدار بين أيدي النخب العراقية المثقفة لتقول : ها أنذا أبحر معكم في ساحة الابداع، وقد حولت كلماتي الى قلائد وأسوار ترتديها معشر النساء ، وتستطيب بها قلوب الرجال، حين تتوشح بالمحبة وعطر الخيال الخصب والإحساس المرهف، لتكون عصارة هذه الإنجاز الشعري الوليد كتاب (مذكرات نجمة) .. أجل إنها نجمة سرمدية يتلألأ سطوعها بين أنجم العراق من بنات حواء ، لتضيف الى سفرهن ما يعلن شأنهن ويرفعن قاماتهن الى السماء ، فخرا بالمولود الجديد للإعلامية هند أحمد ..وهي التي راحت مخيلتها تداعب مشاعرها وتطير في الآفاق، وكم تمنت لو أن الطيور المهاجرة عادت الى اوطانها ، فالوطن بالنسبة لها الملاذ الآمن الوحيد الذي يحقق لها سعادتها وحلمها بأن تجد نفسها (أميرة) تصنع المستحيل وتدخل التاريخ من أوسع أبوابه!!
تحياتنا للإعلامية المبدعة أم تميم (هند أحمد) ، ذات التاريخ العريق في مجال التقديم التلفزيوني ، وبخاصة لعالم الأطفال الذي كبروا ، وهم يتذكرون كيف كانت تداعب مشاعرهم ومخيلتهم وتغمرهم بالحب والحنان، وهم الآن رجال ، يغترفون من نبع المحبة العراقي ، ما يعلي شأنهم ، برغم كل آهات الزمن الأغبر، الذي لم يحقق ربما لكثيرين منهم مبتغاهم في أن يحققوا أحلامهم في الحياة!!
تحية مرة أخرى .. لمن نسجت تلك القصائد والكلمات المنسابة ، من قلب تعمد بالحب ، وإغترف من نهر الأخلاق والفضيلة والمجد العائلي ، عبر سطور هذا الاصدار الجميل : (مذكرات نجمة) ، ليكون سفرا إبداعيا جميلا..مع أمنياتنا لها ، بالتوفيق الدائم!!