23 ديسمبر، 2024 1:17 ص

يبدو واضحا بشكل جلي من يقف خلف الهجمة على الامارات بسبب قرارها اقامة علاقات مع اسرائيل و يمكن التكهن بالدوافع والبواعث وراء تقبيح الخطوة الاماراتية ، والمثير للسخرية ان الانتقادات توجه من قبل دول تقيم علاقات مع اسرائيل او من قبل دول تتخذ من القضية الفلسطينية عنوانا لتسويق نفسها كنموذج ثوري.تركيا مثال تقيم علاقات مع اسرائيل هددت بسحب سفيرها من الأمارات.
خلال مقابلة مع صحيفة “الواشنطن بوست”، أكد الكاظمي رئيس الوزراء ألعراقي، “إن التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب، قرار إماراتي ولا ينبغي لنا التدخل” وهو بدون شك منطق سليم واذا كان من يدحض هذا الرأي بان هناك اجماع عربي في قمم عربية سابقة وانه لم يجري لحد الان توصل على حل عادل وشامل للقضية فان هذا الأمر اصبح بروتوكوليا وشكليا في القمم وفي السياسة ليس هناك ثوابت بل متغيرات تفرض نفسها وديناميكية في القرار والتعامل مع المستجدات من منطلق المصلحة الضيقة اولا لانه في النهاية فان الدول تقوم بما تمليه عليها مصلحتها الوطنية وهي ليست مضطرة لتبرير مواقفها وسياساتها للاخرين. اني لااستغرب بان المزايدين والمعترضين على قرار ابو ظبي سيركبون الموج لاحقا فمصر التي عزلت بسبب زيارة السادات للقدس كانت قد قصت شريط التطبيع مع اسرائيل منذ زمن بعيد والمعترضين على هذه الخطوة مالبثوا ان انقلبوا على تشددهم وانضمت اليها لاحقا الاردن وهناك تسريبات عن دول تجري اتصالات سرية مع اسرائيل وبدت القبضة ترخى وفسحة الامل امام الاسرائليين تتوسع فهل تكون الامارات حصان طراودة الذي سيفكك الجبهة العربية المقاومة للتطبيع، هل تقف هذه الجبهة صامدة امام تحديات العصر وتغيير موازين القوى.
الحق يقال انه من الصعب بمكان توجيه سهام النقد لدولة مثل الامارات على خطوتها الجريئة تلك فالأمارات تسبق الجميع دائما، دولة تدرس خطواتها بدقة وتعمل على توفير الرخاء لشعبها وقداستغلت كل مواردها لبناء نهضة عمرانية يشهد لها القاصي قبل الداني واصبحت ابو ظبي وقبلها دبي رمزا للمدن المتطورة وشعب الأمارات اكثر شعوب المنطقة رفاهية ولذلك فان المقولات الثورية والديباجات الجاهزة لاتجدي نفعا فالدولة تقدم نموذجا فريدا في النجاح والتطوروهذا يجعل حجج الفريق الخصم للتطبيع والغارق في الفقر والدم والصراع الاهلي ضعيفه. الامارات تنطلق كالصاروخ ولاتلفت لما يثير حولها من ضجة فالحقيقة كل الحقيقة هي ان المال اما يصنع الرفاهية للشعوب او يصنع الخراب والبؤس فالثروة لتحقيق امال الشعوب وطموحات ابنائها لا في تكديس السلاح وصناعة حروب عبثية تحت مسميات تدغدغ مشاعر الجماهير تطعمهم نارا لاخبزا.
فهل حررنا القدس؟ هل حررنا بيت المقدس؟ كم انفقنا وكم سننفق بعد على استعدادتنا الحربية وتجهيزاتنا العسكرية لحرب لانريدها ان تبدا ابدا بل نطبل لها ونهيأ دون ان نجرؤ على اطلاق رصاصة واحدة.
لا ايها السادة ليس هذا خطاب انهزامي، استسلامي الخ هذه الكلمات الانشائية التي علمنا ايها القادة الذين اقاموا في فنادق خمس نجوم وتنقلوا على طائرات بتذكرة رجال الاعمال
بل هو واقع مرير لايريد ان يتغير لاننا لاننشد التغيير بل مازلنا نقبع في المربع الاول فنحن مازلنا في حالة الحرب والاحرب ، ولااحد تجرأ مغادرة هذا المربع ولكن الامارات فعلتها لانها تعرف اهمية الوقت وتعرف كيف تسخر كل الطاقات لرفع اسمها من رمال الصحراء لعنان السماء. ووحدها الايام ستثبت من كان في الجانب الخطأ من التاريخ وجل مانتمناه ان نعرف هذا باقل قدر من الخسائر البشرية والمادية.