22 ديسمبر، 2024 2:34 م

قفازات الفساد تعطل مشروعات الإصلاح

قفازات الفساد تعطل مشروعات الإصلاح

الحكمة تقول ( إذا صلح القائد فمن يجرءعلى الفساد )

لم نمنح الفرصة لنفرح ويبتسم لنا الحظ !، فقد غرقت فترة ما بعد التغييربالاحداث المليئة بالمشاكل وتعقيدات العيش والامن والاعباء الثقيلة وبدأ بعضنا بالهرب كل الى غايته .

السنوات تمر وسحابة تردي الوضع تزداد وجوما وكثافة ، عندما رفعت قفازات الفساد أذرعها عاليا بغلبة نهب اموال الدولة العامة ، لا يثنيها أحد في انتزاع هذه التركة الثقيلة التي طبعت على اوجه العراقيين الوان العوز والحاجة. لا أحد يسمع صوتنا سوى حلقات نرسمها بخجل في نار تشتعل في قلوبنا بثرثرة لا تجدي ، احدنا يقلبها ويجهر بها والآخر يلزم الصمت ، نقترب من الواقع ونبتعد دون ان نعثر على شيء يخدم مشاعرنا المتضاربة وظرفنا الراهن الذي يغط في الظلام ، غير ان تحتد المناقشات ونفقد السيطرة على الاعصاب حين يجري البعض وراء أوهام عقدين من فقدان أية فرصة ! ويهدر وقتنا في اجترار من يحمي القانون ؟ ومن يوفر للناس الأمن ؟ ليعيشوا بهدوء لكن الزمن يمر دون نتيجة ، مما افقدنا الحماس وخضعنا وسئمنا حياة أن لانضرفيها ولا ننفع`للاستكانة .

مراكبنا راسية في قاع دجلة والفرات في صمت وإنتظارممل ، وأغلبية الناس (حكومة ومواطنين ) مسؤولة عما يحدث ، وقضيتنا الكبرى ( الفساد ) ما تزال تتسكع في دوائرومكاتب النزاهة ، وتراوح القضايا الخطيرة والمهمة منها في مكانها وغير واضح ان لها نهاية ! وعملنا لمعروف ما نقدمه ونعرضه شكوى تذهب في صفحات الجرائد والمجالس ومنابر الفضائيات ادراج الرياح ، أقلامنا تتكلم ولا أحد يصغي لما نقول.

اعتقادنا الجازم الخوف على ضياع التجربة ،لانصراف البعض من الذين وصلوا الى سدة الحكم مسؤولين وبرلمانين وحلقاتهم في اتباعهم الملذات الدنيوية واللهث وراء الثراء الفاحش ، ونحن من الذين لا حول لهم ولا قوة نسأل اين ذهبت ايام من كان يتصف بالزهد والتقشف ؟ وهذا ما اثر ويؤثر على وحدة وتماسك التجربة بعد 2003 والتي ربما لا تعمر طويلا لحملها اسباب الإنهيارمن أهمها اهمال شؤون الناس التي تمس حياتهم بالصميم .

ان تردي الاوضاع والانغماس في مهاوي الفساد عندما نشات مكاتب جماعات الخدمة التي تنفذ مآرب ورغبات اولياء النعم في كل , زوايا مفاصل الدولة التي أضعفت الجهات الرقابية وساهمت بشكل كبيرفي عدم وضع نهاية لاستمرار الفساد . متى ينهض البلد ويملأ كؤسنا الفارغة ويعدل المزاج حتى بابتسامة متواضعة وإن تأخرت !… لا يحلها إلا الله .