23 ديسمبر، 2024 11:47 ص

قـــراءات واقعــية ومعاصـــرة لزمن الظـــهور الشيعة والظهور/3

قـــراءات واقعــية ومعاصـــرة لزمن الظـــهور الشيعة والظهور/3

يقول السيد الشهيد الصدر ( قدس ) في موسوعته الكبيرة ( موسوعة الامام المهدي ) الجزء الثالث
( الناحية الثالثة:في محاولة التعرف على حكمة التوقيت:في اليوم العاشر من المحرم ,بحسب فهمنا الحاضر,وطبقاً للتكوين الفكري العام الذي عرفناه.ونتحدث عن ذلك ضمن نقطتين :
النقطة الاولى : ان المقصود الاساسي – بحسب ما نفهم –من هذا التوقيت امران :
الامر الاول :كون هذا اليوم هو يوم مقتل جده الامام الحسين بن علي سيد الشهداء عليه السلام وهو ما نطقت به الروايات على ما سمعناه .
بأعتبار ان ثورة الحسين عليه السلام وثورة المهدي عليه السلام معاً منسجمتان في الهدف ,وهو حفظ الاسلام من الاندراس والضمور .وقد كانت ثورة الحسين عليه السلام في حقيقتها من بعض مقدمات ثورة الامام المهدي عليه السلام وانجاز يومه الموعود .بصفتها جزءاً من التخطيط الالهي لاعداد العاطفة والاخلاص والوعي في الامة ,توخياً لايجاد العدد الكافي لغزو العالم بالعدل,بين يدي الامام المهدي عليه السلام ولو بعد حين .

النقطة الثانية: انا سمعنا في اخبار النداء وفي اخبار التوقيت الاخيرة ,ان النداء بأسم الامام المهدي عليه السلام سيكون في شهر رمضان ,حيث تكون النفوس عادة اقرب الى طاعة الله وابعد عن معصيته واكثر اهتماماً بالامور الدينية من اي شيء اخر ,بل لعل النداء سيكون في ليلة القدر ,الثالث والعشرين من رمضان ..التي هي مركز الطاعة والعبادة من ذلك الشهر .

وسيكون ظهوره عليه السلام في اليوم العاشر من المحرم ,اي الفاصل بين النداء والظهور حوالي مئة وسبعة ايام ).

(المستوى الاول : انه دليل على ان صوت النداء شامل للبشر اجمعين بل هو بصفته اعجازياً –سيحدد- بالمعجزة –بالمقدار الذي يحتوي على المصلحة ويكون خالياً عن المضاعفات.ومن هنا يمكن ان يكون النداء مقتصراً على منطقة دون منطقة .او مجموعة دون مجموعة ) .

(المستوى الثاني :انه لا دليل على ان مضمون هذا النداء سيكون هو الدعوة الى نصرة الامام المهدي عليه السلام من اجل غزو العالم بالعدل .بكل صراحة … ليشكل خطراً على اعداء الله ليستعدوا ضده .بل انه ليس كذلك يقيناً ,فان ما صرحت به الروايات هو انه ينادى باسمه واسم ابيه ليس الا) .

(المستوى الثالث : ان القوى العالمية المادية الحاكمة  في الدول الكبرى وغيرها, لو فرضنا انها سمعت بالنداء او وصلها خبره,بل لو عرفت مضمونه بشكل او بأخر ..فسوف لن تفهمه كما ينبغي ان يفهم ..وانما تعتبره دعاية كاذبة او عملاً تخريبياً صادراً من قبل بعض الدول او الجهات ,قد يكون مذاعاً عن طريق بعض الاذاعات او محطات التلفزة او احد الاقمار الصناعية المخصصة للبث الاذاعي .اذن فهو –في رأيها- ليس عملاً يستحق المجابهة او التحدي) .

(المستوى الرابع :انه لا دليل على بقاء الحالة العالمية ما هي عليه الان ,واستمرارها الى وقت النداء والظهور بل هناك ما يدل على زوال الحضارات والقوى الكبرى عن المسرح العالمي قبل ذلك .

ومعه لن يكون للمهدي عليه السلام اعداء رئيسيون في اي مكان من العالم ,بحيث يمكنهم القضاء على حركته في مهدها حتى لو سمعوا النداء وفهموه ).

( المستوى الثالث :ان ظهوره في اي يوم اخر او اي عام اخر او اي عام افرادياً كان رقمه ام زوجياً وبالتالي في اي لحظة مهما كانت ..ليس فقط مجرد احتمال بل هناك ما يدل عليه من الاخبار ) .

(الامر الثالث :هل تكون هذه الاخبار الدالة على تعيين اليوم والشهر مشمولة لاخبار نفي التوقيت ولعن الوقاتين فان كانت كذلك كانت واجبة التكذيب لا محالة .

الا ان هذا الشمول غير صحيح , ولكل من شكلي الاخبار ميدانه الخاص به من دون ان يكذب احدهما الاخر .

واهم دليل على ذلك وجود قرائن داخلية في نفس الاخبار النافية للتوقيت تجعلها نصاً في ان مركز التكذيب هو رقم السنة فقط دون اسم الشهر ورقم اليوم واسمه من الاسبوع ,كالخبر الذي اخرجه النعماني عن ابي حمزة الثمالي قال :سمعت ابا جعفر الباقر عليه السلام يقول ((يا ثابت ! ان الله كان قد وقت هذا الامر في سنة السبعين .فلما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله فاخره الى اربعين ومائة .فلما حدثناكم بذلك اذعتم وكشفتم قناع الستر .فلم يجعل الله لهذا الامر بعد ذلك عندنا وقتاً .يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)) قال ابو حمزة :فحدثت بذلك ابا عبدالله الصادق عليه السلام فقال ((قد كان ذلك))

وهناك بعض الاخبار الاخرى بهذا المضمون ..وهي واضحة في ان ما الغاه الله تعالى وامر بتكذيبه انما هو رقم السنة ,وهو لا يشمل الخصائص الاخرى غير ان هذه الاخبار تحتوي ,من بعض الجهات الاخرى,على بعض الاستفهامات التي لا مجال الان الى عرضها والجــــواب عليها .ولعلنا نتوفر على ذلك في محا اخر من الموسوعة ).
– الشــــيعة والظهــــــــــــــور-
– الحلقــــــة الـــــــثالثــــــــــة–
اما موقف اتباع الحوزة الناطقة من مقلدي ومتبعي الشهيدين الصدرين فسيكون لهم موقف اخر بالتأكيد وهو موقف الانحياز الى جانب حركة الظهور استناداً الى تربيتهم (الثورية ) ان صح التعبير ودعاؤهم بالتعجيل في الصلاة وهذه صفة تفردّ بها اتباع السيد الشهيد الصدر (قدس سره) رغم ان الاحاديث الواردة عن الائمة توجب الدعاء بتعجيل الفرج الا ان المراجع الاخرين لم يشجعوا على اضافة عبارة (وعجل فرجهم) اثناء الجهر بالصلاة على محمد وال محمد واصبحت هذه الظاهرة لصيقة بالصدرين , وربما الاشارة الى هذة الظاهرة فقط تجعلنا امام تساؤل كبير!!! مالذي يزعج هؤلاء بأضافة عبارة (وعجل فرجهم) , فاذا كانت هذه العبارة صعبة على امزجتهم فكيف سيكون حالهم بخروج من سيسلبهم الكثير من المظاهر التي اكتسبوها من خلال تربعهم على عروش الاجتهاد الذي سيتوقف بظهور الامام (عليه السلام)

 

اما موقف العوام من الشيعة فسيكون رهن اعلانات مراجع التقليد كما اسلفنا ( الا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم ) , ويقيناً سيكون دور الاعلام المرئي الشيعي مقّيداً بذات القيود وبالتالي سيكون هناك (تشويش) على عملية الظهور وسيحتاج الامر الى وقت ليس بالقليل حتى تنجلي غشاوة العمى ، ولكن الجلي ان النخبة والصفوة والطلائع الواعية من الشيعة ستكون الى جانب الامام عليه السلام وستسانده في جميع الحركات والخطوات في عملية الظهور ، ومن الامور التي نرى ان المرور عليها مقيد ببعض الاحتمالات , هي ان القوى الشيعية في ايران ستكون في ذات الدوامة التي يمر بها اقرانهم في العراق لان المراجع الشيعية في ايران ليست كلها ذات اتجاه (ثوري) رغم ان الوجه البارز للمرجعية هو خط الامام وولاية الفقيه الا ان الالتزام بهذا النهج محدود هو الاخر وسيكون للصراع على الوجاهة والسلطة مساحة كبيرة في التقليل من شأن حركة الظهور , وربما يكون للحرس الثوري والمنظمات المرتبطة به دور كبير في اسناد حركة الظهور والتي ستجعل المشاركة الجماهيرية بالمستوى المتوقع لنصرة الامام ( ع ) .

 

اما في لبنان فسيكون لحزب الله وقيادته حينئذ دوراُ كبيراً في اسناد حركة الظهور بأعتبارهم نخبة متقدمة ومؤهلة لاسناد حركة الظهور وسيكون تاريخهم الجهادي وخبرتهم وصلابة مقاتليهم والتزامهم عوامل قوة لحركة اسناد اهل الشام او ابدال الشام كما تم الاشارة اليهم في الاحاديث المروّية عن الائمة الكرام .

 

الموقف في اليمن يعتمد على ظهور شخصية اليماني وهو من الشخصيات الحتمية الظهور واستناداً الى ما تم معرفته من مواصفات اليماني فأنه سيكون رجلاً على قدر كبير من العلم والزهد والتقوى والشجاعة واتباعه رجال صلبون مؤمنون بقضيتهم الكبرى مقاتلون اشداء لا يهابون الموت وعلى الله يتوكلون .

ولو اننا وقفنا عند حركة الحوثيين وخروجهم على النظام الحاكم ( صنيعة السعودية وامريكا ) وبروز القائد عبد الملك الحوثي لوجدنا بعض الاطمأنان الى موقف الشيعة في اليمن رغم انهم ليسوا من الشيعة الاثني عشرية الذين يؤمنون بخاتم الاوصياء الامام ( المهدي عليه السلام ) وانهم بمجملهم من الطائفة الشيعية الزيدية التي تدين بالولاء للسيد زيد الشهيد ( ع ) بن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) وبالتالي فأن الملامح العامة لحركة اليماني متوفرة الان الا  ان التفاصيل الشخصية لا تمنحنا فرصة تخيل شخصية اليماني الذي يتزامن ظهــــوره مـع السـفياني واذا ما تـم اعتبار ( السفياني ) برأي بعض العلماء هو ( حركة ) وليس شخصا فلربما يكون اعتبار اليماني هو الاخر ( حركة ) وليس شخصا قد يكون محتملا وبالتالي تكون حركة الحوثيين وثورتهم وبروزهم كقوة مؤثرة شكلت خطرا على مملكة التخلف في السعودية وتهديدا للمخططات الامريكية التي تسعى لضرب اي حركة يمكن ان تشكل خطرا على ستراتيجيتها في محاربة الامام المهدي وحركته الشاملة وبالامكان تقليب الامر ضمن اطار هبدأ البدأ تعزيزا لقوله تعالى (( يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب )) وكان وضمن اطار التطورات العامة فسوف يكون لليمانيين دورا مركزيا في دعم واسناد الحركة المهدوية ضمن الخريطة الجغرافية لها وسيكون جيشه عامل قوة لايستهان به رغم الامكانيات المادية والتسليحية القليلة التي يتمتع بها اليمانيون قياسا الى حجم ولاءهم واخلاصهم للتشيع كعنوان عام .

وبالتالي فأنهم سيكونون من عوامل الدفع القوية ومن القوى المؤثرة في ميزان الرعب وقد يتمكنون من مشاغلة وايقاف تقدم الجيش السعودي وتمدده اثناء محاربته لجيش الامام المهدي ويقينا فأن الجيش السعودي سيكون ضمن منظومة الجيش السفياني وقوة مؤثرة من قواه التي ستعمل باشراف امريكا وبالنيابة عن اسرائيل بطبيعة الحال بأعتبارها المتضرر الاكبر من خروج الامام المهدي ( عليه السلام )