23 ديسمبر، 2024 6:32 ص

قـــراءات واقعــية ومعاصـــرة لزمن الظـــهور       

قـــراءات واقعــية ومعاصـــرة لزمن الظـــهور       

الشيعة والظهور/2
يقول السيد الشهيد الصدر ( قدس ) في موسوعته الكبيرة ( موسوعة الامام المهدي ) الجزء الثالث
( الاطروحة الاولى: ان يكون علم الامام المهدي (عليه السلام ) بموعد ظهوره وثورته,بنحو الرواية عن ابائه المعصومين عن جده الرسول الاعظم صـــــــلى الله عليه واله .وتتصور هذه الرواية على اشكال,تكون كل واحدة في واقعها منها اطروحة مستقلة : )

(الشكل الاول: ان يحدد له الزمان في تاريخ معين ,في ساعة من يوم من شهر من عام بعينه…يكون معلوماً عنده مجهولاً عندنا ) .

(الشكل الثاني : ان تحدد له حادثة معينة او عدة حوادث تكون معاصرة للموعد المطلوب في حكمة الله عز وجل وتخطيطه,كمقتل النفس الزكية او الخسف او اي شيء اخر) .

(الشكل الثالث : ان يوصف له جيل معين ,بأسماء اشخاصه واعمالهم او واحد منهم او اكثر ,ويكون الموعد نقطة معينة من عمر ذلك الجيل .الى غير ذلك من الاشكال ..وكلها ممكنة ومحتملة ,الا انه لم يدل عليها نص معين في القران الكريم ولا السنة الشريفة ) .

(الاطروحة الثانية : ان يكون علم الامام المهدي  عليه السلام بموعد ظهوره اعجازياً ,بمعنى انه يحين الموعد الذي يراه الله عز وجل صالحاً للظهور وانتصار الثورة العالمية ,فانه عز وجل ويحقق امام الامام المهدي عليه السلام معجزة بشكل واّخر توجب الفاته الى ذلك ..كما سنسمع ).

(وذلك بأحد اسلوبين ,او بالاسلوبين معاً ,ان لم يكن احدهما مغنياً عن الاخر !..

الاسلوب الاول : وهو اوضحهما واصرحهما بلاعجاز.مالم يحمل على الرمز,لو امكن .

فمن ذلك:مااخرجه الراوندي مرسلاً عن الامام موسى بن جعفر عليه السلام في حديث عن القائم يقول فيه((اذا كان وقت خروجه انتشر العلم بنفسه,فناداه العلم:اخرج يا ولي الله ,اقتل اعداء الله,وله سيف الله,اذا حان وقت خروجه اقتلع السيف من عنده (غمده),فناداه السيف :اخرج ياولي الله .فلا يحل لك ان تقعد عن اعداء الله)) وروي ذلك مرسلاً مكرراً ايضاً. وهذا الاسلوب كما ترى ,فيه عدة نقاط ضعف :

النقطة الثانية : انها منافية لقانون المعجزات,القائل:بأن المعجزة لاتقوم مع امكان وجود البديل الطبيعي عنها ,المنتج لنفس النتيجة .ومن المعلوم بوضوح وجود البديل عن امثال هذه المعاجز المنقولة في هذه الاخبار .فأن معرفة الامام المهدي عليه السلام  بموعد الظهور لا ينحصر بها, ولا يتوقف عليها ).

( الاسلوب الثاني :الامام المهدي عليه السلام يعرف.موعد ظهوره عن طريق الالهام .فمن ذلك:ما اخرجه الصدوق عن عمر بن ابان بن تغلب ,قال:قال:ابو عبدالله عليه السلام ((يأتي على الناس زمان….)) الى ان قال:((فأذا اراد الله عز وجل اظهار امره,نكت في قلبه نكتة فظهر…))

اخرج الكليني في الكافي بسنده عن علي السائي عن ابي الحسن الاول موسى عليه السلام .قال ((مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه :ماض وكابر وحادث .فأما الماضي فمفسر,واما الغابر فمزبور .واما الحادث فقذف في القلوب ونقر في الاسماع,وهو افضل علمنا .ولا نبي بعد نبينا)).

(الاطروحة الثالثة:ان المهدي عليه السلام يشخص وقت الظهور بخبرته الخالصة ..بعد ان كان قد تلقى اسسه العامة عن ابائه عن النبي عليه السلام . وينبغي ان نتحدث عن اثبات هذه الاطروحة ,ضمن عدة امور :

الامر الاول :ان نعدد بشكل موجز شرائط الظهور,واهم ما يتمخض عنه التخطيط الالهي العام السابق على الظهور من نتائج ,مما سبق ان عرضناه في التاريخ السابق وهذا التاريخ ..ويمكن تلخيص اهمها فيما يلي :

الاول :وجود القيادة المتكاملة التي تقوم بمهام يوم الظهور ونشر العدل في العالم كله .

الثاني :وجود القانون العادل ,او الاطروحة العادلة الكاملة,التي تتكفل بحل كل مشاكل البشرية وتستأصل جميع مظالمها .

الثالث :وجود العدد الكافي من الافراد لفتح العالم على اساس العدل,واستمرار حكمه على هذا الاساس .

الرابع :بلوغ الامة الاسلامية ككل ,الى درجة من النضج الفكري والثقافي.

بحيث تستطيع ان تستوعب وتتفهم القوانين والاساليب الجديدة التي يتخذها المهدي عليه السلام  في دولة الحق والعدل .

الخامس : تطرف انحراف المنحرفين,الى حد يكون نبذ الشريعة الاسلامية وعصيان واضحات احكامها.

السادس :يأس العالم او الرأي العام العالمي ,ككل,من الحلول المدعاة للمشاكل العالمية من غير طريق الاسلام ..كما سبق ان برهنا.

الى غير ذلك من النتائج .وهذه اهمها مما يمت الى محل الحاجة بصلة.وهذه الشرائط ولو احقها كلها تكون مجتمعة متعاصرة ,نتيجة للتخطيط الالهي العام قبيل الظهورمباشرة,ويكون الظهور كاشفاً لنا عن اجتماعها ..كما تكشف بعض الحوادث السابقة عليه عن بعضها ) .

ثالثاً : بالنسبة الى الامر الثالث :وهو وجود العدد الكافي من المؤيدين والانصار ,يكفي في اطلاعه عليه السلام على تكاملهم  عدداً واخلاصاً ,نفس الطريق السابق ,مع ملاحظة اهتمامه الدائم والدائب عن الفحص عن ذلك .ويفوق هذا الامر الثالث غيره بنقطة قوة مهمة ,هو ما اشرنا اليه في التاريخ السابق من انه عليه السلام يجتمع بالناجحين الكاملين بالتمحيص ويعرفهم على حقيقته ,انطلاقاً من عدة ادلة اهمها الفكرة القائلة :ان المانع عن التعرف على الامام انما هو الذنوب وانحاء القصور والتقصير, فاذا ارتفع كل ذلك ,كان التشرف بخدمة الامام ممكناً وسهلاً .الا ان ذلك خاص بالمخلصين من الدرجة الاولى من درجات الاخلاص الاربع التي ذكرناها هناك .ومعه يكون تعرفه عليه السلام على هؤلاء الممحصين وعددهم ودرجة اخلاصهم ,تعرفاً مباشراً بالمشاهدة والوجدان .

 

– الشــــيعة والظهــــــــــــــور-

– الحلقــــــة الثانــــية –

ان الوضع العام في العراق متوتر بشكل كبير وتوجد خلافات عميقة بين المكونات الرئيسية اضافة الى تدخل القوى الكبرى وبوادر التقسيم والنزاعات السياسية والفساد وحالات النزوح الكبير جراء العمليات العسكرية والوضع الاقتصادي المتهالك والذي يمكن ان يصل الى حد الكارثه التي تكاد ان تقع في اي لحظة خصوصا مع عدم وجود خزين غذائي ستراتيجي مما يجعل موضوع القحط والمجاعه ممكنا وفق الوضع مع اي حرب خارجية او اضطرابات اقليمية .

  كما ان وضع الطائفه الشيعية هو الاخر ورغم فتوى المرجعية التي وحدت شملهم من جانب الاستجابة ، فيما تفرقوا في التطبيق ، واصبحوا (طرائق قددا) وفصائل تتنازع النصر والاعلام ، واصبح  لكل رأيه ومنهجه وداعموه من الداخل والخارج ، اضافه الى تنازع المرجعيات الدينية فيما بينها وهذا يمتد الى تخندق اتباع  كل مرجع مع منافسيهم ، وصعوبة الاصدام بجدران كل مرجعية مما أضفي عليها من هالات والقداوه والتنزيه عن الخطأ واعتقاد كل مرجعية بأنها تمثل الخط الانقى والاقرب من الامام وانشاءها المؤسسات الخاصه والتي سيكون من المحير جدا معرفة موقفها من الامام المنتظر ، ان خرج عليهم في مثل هذه الاجواء ، ويقينا سيكون خروجه معطلا لمرجعياتهم وسالبا اياهم كل الاجواء المترتبه على ذلك وربما سيصل الموقف الى التشكيك بتشخيصه او معاندته او عدم الاستجابة له وهذه احتمالات وارده لاترتبط بالقداسه والنزاهه بل هذه من صميم دفاعات النفس البشريه عن مكتسباتها وزخرفها والسلطة والنفوذ والمريدين والاتباع والاموال والحاشية وغيرها .

والسؤال الاهم كيف سيتصرف الناس ، الذين تعودوا اتباع فتاوى المراجع دون تمحيص او سؤال ، وما حجم الحيره التي سيلف الملايين منهم ؟ واي قياده سيتبعون ؟ والامر لاينبغي تجاهله مع التعاطي الخجول للمراجع الشيعية وكتابهم وخطباؤهم ووكلائهم في القضيه المهدوية بل التعتيم المبرمج على هذا الموضوع والكسل في التعاطي معه ، فيما يفترض ان تكون المرجعيات ووفق الرؤيا المنطقية أول العاملين على توعية الناس بالموضوع وعرض تداعياته ( حتى وان كانت في جانب الاستعراض التاريخي لاحاديث الائمه ( ع ) والتي تتطابق بشكل مذهل وكما اسلفنا مع العديد من الوقائع والامور السياسية والجغرافية والكونية ) الحاصلة حاليا على ساحة الظهور .

ان مرحلة ( استقبال ) الاماع ( ع ) ان صح التعبير تحتاج الى تعبئه شامله وتتطلب تنوير ( العوام )  بما يتوجب عليهم فعله بهذا الخصوص ،وان خلو خطب الجمعه واحاديث لخطباء المنابر من احاديث الظهور وارهاصاته تجعلنا ازاء تساؤل كبير ، كيف يدعون التمهيد وهم لايذكرون امامهم الا في دعاء الفرج ؟؟ فيما تتهيأ قنواتهم الفضائية الى تلحين نداء ( عُد يبن فاطمه …فأن الدين بخير ) . وربما تكون الاستفاضه في موقف الشيعه مرجعيات وعلماء ومكلفين مهمه جدا باعتبارهم معنيون اكثر من غيرهم بهذا الحدث الكوني … وان علينا الوقوف امام كل موقف ضمان الحدث بوعي وانصاف ,فالمرجعيات الدينية الشيعية كانت لها مواقف معروفةازاء مراجع متنورين يحملون فكرة ومنهجاً عملياً وثورياً وممن صنفوا عباقرة وفلاسفة في زمانهم كالمرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر والمرجع الشهيد الثائر الناطق بالحق السيد محمد محمد صادق الصدر , فربما كانت المواقف لتصل الى حد الوشاية لدى السلطات الحاكمة الظالمة , او التسقيط او التشهير وقد يكون الدافع لمثل هذه التصرفات هو الحسد او الخوف من سرقه الاضواء والمقلدين والزخرف والاّبـــهة التي اضفتها المرجعية عليهم , وكذلك موقف الحوزة العلمية في النجف من الثورة الاسلامية وحركة نهوض وخروج السيد الخميني , اذا كانت بمجملها مواقف خجولة عدا موقف السيد محمد باقر الصدر والذي دفع حياته ثمناً له بعد ان تخلى عنه الاقربون وتأمر عليه الأبعدون وقتلة الظالمون.

اذن لربما لن نستغرب اذا ما كان موقف المرجعية باهتاً متردداً ولربما تنشق الحوزة على نفسها بين مؤيد ومعارض ومشكك وبالتالي يصبح المقلدون في حيرة من امرهم مع ما قد يكون ظهر من العلامات التي لا تقبل التأويل الا ان الناس على دين (ملوكهم) مراجعهم .