23 ديسمبر، 2024 12:21 ص

من عجائب الواقع الراهن أن عدد من الأشخاص المتسلطين على البلاد والعباد , يدّعي كل منهم لديه كذا ألف من الأتباع , الذين يسوقهم إلى حيث يريد , ويحسبهم مصدر قوته وجبروته وهيمنته على ما يريد من الأطماع والتطلعات المؤنفلة بفتاوى المغرضين.

وكلما زاد عدد الأتباع , زادت قوة الشخص الذي يتبعون , وبهم يتأسد ويصول على حقوق الآخرين , والدولة في غفلة وتجاهل عما يدور في واقع سقيم , تنخره ديدان الفرقة والأنانية والفئوية والتبعية والخنوع لإرادات الطامعين.

لدي مئة ألف تابع!!

لدي خمسون ألف تابع!!

لدي مليون أو يزيد من الأتباع!!

هذا ما يتردد في وسائل الإعلام , وكل يظهر أمامك بصدر منفوخ كأنه الديك , ويتكلم بلسان القطيع الذي دجنه وربط مصيره به.

ترى من أين لدى الأشخاض الأموال اللازمة لرعاية القطيع؟

من أين جلبوا السلاح؟

هل توجد قوانين وسلطات محلية ترعى المواطنين , وتقيهم من شر القطيع؟

إنها ظواهر عجيبة مقنّعة بدين , فما أكثر المدّعين بالدين والفاعلين في القطيع , والساعين لتنويمه وتعطيل العقول , وتخميد الإرادات , وتجييش البشر وأخذهم إلى سوء المصير.

فهل يصح أن يتنازل البشر عن عقله , ويحل مكانه عقل شخص آخر يستعبده ويذله , ويستخدمه لتمرير مآربه وتطلعاته السيئة؟

ويبقى السؤال المحير: كيف إستطاع شخص بمفرده , إستعباد الآلاف من البشر , ووضعهم رهن إرادته؟

والجواب ذو شجون!!