ترجع علاقة ألآخوان المسلمين بأمارة قطرالصغيرة الى العام 1954 عندما أصطدم ألآخوان بجمال عبد الناصر , ثم أرتبطت تلك العلاقة بمحطة أخرى عندما أصطدم ألآخوان المسلمون بحافظ ألآسد في احداث حماة في سورية عام 1982 م , ثم كانت المحطة الثالثة بعد أحداث ” 11أيلول عام 2001 , والمحطة الرابعة بعد عزل محمد مرسي وفشل قيادة ألآخوان للحكومة في مصر أثر التظاهرات الشعبية المطالبة برحيلهم والتي شارك فيها مايزيد على ” 30 ” مليون مصري
هل قطر ألآمريكية هل هي أخوانية أم وهابية ؟ :-
قطر ألآمريكية هي نسبة لوجود أكبر قاعدة أمريكية عسكرية فيها هي قاعدة العديد , وعندما نقول قطر ألآخوانية لآن قيادات ألآخوان أتخذت منها مركزا لنشاطها منذ العام 1954 م , وعندما نقول قطر الوهابية , لآن الزعامة القطرية تنتمي لقبيلة تميم , ومحمد بن عبد الوهاب النجدي هو تميمي وهو مؤسس الوهابية التكفيرية ألآرهابية والتي أتخذت من النعرة العشائرية وسيلة للتأثير وأستجلاب العواطف القبلية لاسيما تلك التي لم تستنير بهدى ألآيمان بشكل معرفي , وميول الزعامة القطرية للوهابية متأتي من البعد القبلي أولا ومن ألآيحاءات السياسية ألآمريكية ثانيا والتي أكتشفت في الوهابية التكفيرية وسيلة لتفتيت المنطقة وأشعال الحروب فيها حتى يتسنى لآمريكا دوام مصالحها في السيطرة على البترول والغاز وضمان امن أسرائيل .
والمشيخة القطرية مأزومة بكل تلك العوامل , فهي ترى في نفسها أنها أقرب قبليا لمؤسس المذهب الوهابي من الزعامة السعودية , وهي ترى نفسها قبيلة نجدية تاريخيا وأن كانت قبيلة تميم اولى القبائل العربية التي سكنت الخليج , والزعامة القطرية بعد ظهور البترول والغاز فيها أصبح حالها حال بقية ألآمارات الخليجية التي تحول البترول فيها الى نعمة ظاهرية ولكنه في نفس الوقت نقمة مستترة ربما تلوح ألآن بعض مظاهرها ولآن الزعامة القطرية زعامة عشائرية لاتتوفر على معرفة دينية , لذلك كان تواجد ألآخوان المسلمين المبكر فيها والذي شكل تغلغلا في المجتمع القطري وتغلغلا في التربية والتعليم وفي التبليغ الدعوي في المساجد , لكن الهيمنة ألآمريكية أقوى تأثيرا سياسيا من ألآخوان المسلمين , ومما يقوي تأثير ألآمريكيين أن قيادة الآخوان المسلمين تعاطت علاقة مسايرة مع ألآمريكيين يدفها في ذلك فهمها لمسألة الحاكمية والولاية بالتمكن , وهذا الفهم هو السبب الرئيسي في عدم قدرة الحركات السنية الواسعة ألآنتشار من تحقيق قناعة بنصر مؤزر ومبارك من قبل السماء لآنهم أعطوا ولاية ألآمر لكل من تمكن بالقوة بغض النظر عن قربه وبعده عن الآيمان الحقيقي ومثلما سقط ألآخوان المسلمون في فخ اللعبة الدولية بقيادة أمريكا كذلك سقط تنظيم القاعدة الوهابي التكفيري المدفوع برفض وأقصاء ألآخر حتى وأن كان سنيا وظهر في أحداث سوريا والعراق أن التكفيريين ألآرهابيين يقتل بعضهم بعضا كما جرى بين جبهة النصرة وداعش , وبين الجبهة ألآسلامية وأحرار الشام وبين الجيش الحر
ومثلما أنقسمت ألآحزاب في الساحة السنية , كذلك أنقسمت ألآحزاب في الساحة الشيعية , ووراء هذه ألآنقسامات عوامل كثيرة منها داخلية ومنها خارجية , ألآ أن المتابع يرى أن ألآنقسام في الساحة السنية أكثر دموية بعد ظهور داعش والتنظيمات ألآرهابية التكفيرية منذ ظهور حركة محمد بن عبد الوهاب في القرن الثامن عشر الميلادي , فقد تمت محاصرة الرياض وقتل أهلها لمدة “27” سنة حتى هرب زعيم الرياض مضطرا , وحدث نفس الشيئ مع مفتي مكة وأشرافها الذين تهجروا في بلاد كثيرة منها بلاد الشام والعوائل التي أعطيت أمارة ألآردن وبعضهم نصبوا ملوكا في العراق من قبل البريطانيين الذين لم يستطيعوا حمايتهم في ثورة 14 تموز عام 1958 م , أن حدود سايكس بيكو لازالت قائمة , ولا زال الذين خططوا لها يتوارثون زعامة المنطقة التي تعتبر قلب العالم ليس بثرواتها فقط وأنما بفكرها المرتبط بالسماء , والمخططون الدوليون يعرفون ذلك جيدا , ولذلك سعوا منذ البداية لآحتواء الوهابية وليس لتكوينها فتكوين الوهابية يرجع لعوامل داخلية أفرزها حراك الرواية والفقه الذي دخل عليه من ليس أهلا له فتحولت الرواية خادمة للسلطة الزمنية وتحول الفقه عونا للسلطان الجائر , ولم يكتفوا بأحتواء الوهابية وأنما واصلوا مسلسل أحتواء ألآنظمة فهم مؤسسون لآنظمة التبعية ومؤتمر جدة الذي ظاهرة محاربة ألآرهاب هو يسير في نفس ألآتجاه المعد لآبقاء المنطقة تحت الهيمنة , ولذلك يتردد في خطاب أوباما المصطلحات التالية : ” عدم السماح لتجاوز داعش حدودها ” فأذن لداعش دور ولهذا الدور حدود ” وشن الحرب على داعش لايقافها عن تجاوزاتها ” فأذن الحرب على داعش ليس لانهائها والقضاء نهائيا عليها ” وعدم أشراك أيران وسورية في الحملة الدولية المزعومة على داعش , لآن أيران تريد القضاء على داعش ولانها تساعد سورية وسورية تخوض حربا ضد ألآرهاب وداعش تقترب من أربع سنوات , وتركيا لاتوقع على مشروع الحرب على داعش لآن تركيا هي من توفر الملاذ والنقل والسفر للمجموعات ألآرهابية وهي من تسهل بيع النفط المهرب بصورة غير شرعية من سورية والعراق ؟
فقطر عندما ترحل بعض قيادات ألآخوان المسلمين من أرضها , أنما مثلها مثل أصحاب مؤتمر جدة ينطبق عليهم المثل على نفسها جنت براقش ” فتركيا العضو في الناتو لاتوقع على محاربة داعش , وقطر تكتفي بترحيل بعض قادة ألآخوان وفي لعبة الترحيل نكتشف خفايا اللعبة غير المتقنة , فوجدي غنيم الذي يلقبونه ” داعية أسلامي ” يقول على الفيديو الذي نشر على الفيسبوك : سأنقل عملي الدعوي خارج قطر الحبيبة التي أدعو لقيادتها كل الخير والتوفيق لما قدمته للمسلمين وأرجو من الله لدولة قطر كل السداد والنجاح , ولاندري كيف يتحول دعاء الداعية ألآسلامي الى حرارة الدعاء لقيادة قطر وهي تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالخليج مثلما تحتضن قطر زوارا أسرائيليين وتتبادل معهم العلاقات والتشاور كما صرح بذلك نتنياهو رئيس وزراء حكومة أسرائيل بعد توقف الحرب على غزة , أن فيديو وجدي غنيم وتصريحاته بألآشادة بقيادة قطر التي عرف منها أبن ينقلب على أبيه وهذا ألآب يستجيب صاغرا لترك السلطة لآبنه تميم المتخرج من ألآكاديمية العسكرية البريطانية شأنه شأن عبد الله الثاني ملك ألآردن الذي لم يوقع على محاربة داعش , هل رأيتم حلفا كهذا الحلف وحربا كهذه الحرب ؟ وهل رأيتم ديمقراطية كهذه الديمقراطية تحارب سورية وتريد أسقاطها بحجة الديمقراطية والحرية وتترك لحكام السعودية والبحرين يعيثون فسادا وظلما وتجبرا على شعوبهم فيكافئون بمؤتمر جدة الذي قرر تدريب المعارضة السورية في معسكرات داخل السعودية , وسورية الدولة وشعبها يعاني من عصابات أرهابية تكفيرية ليس فيها مواصفات المعارضة أللهم الذين يستضيفونهم في فنادق أسطنبول وباريس ولندن وأمريكا والدوحة والرياض وجدة , ومنهم اللبواني الذي حضر مؤتمر هرتسليا في أسرائيل , هل تريد قطر أن تنهي علاقتها بألآخو ان مثل السعودية , أم أنها وجدت بديلا على ألآرض هو ” داعش ” يحقق لها شيئا من شهيتها المظهرية التي تطفو أحيانا قصيرة وتغيب أمادا طويلة , أم أنها والسعودية سينطبق عليهما قول الشاعر :-
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة .. ورجل رماها الزمان فشلت
