23 ديسمبر، 2024 2:00 ص

قطرة حياء لقادتنا يامحسنين..!!

قطرة حياء لقادتنا يامحسنين..!!

من يرى ليس كمن يسمع .. ربما أكون (مجا أو ماصخا) إذا تحدثت عن حجم المأساة التي كانت في الكرادة فما شاهده العالم أجمع من مأساة من على شاشات التلفزيون أو على مواقع التواصل الأجتماعي كافيا لوصفها..وأنا أقف أمام البنايات التي طالها التفجير الاجرامي في الكرادة والذي سرق من العراقيين فرحة العيد وفرحة انتصارات تحرير الفلوجة وقام بفجع أكثر من 500 عائلة من عوائل الكرادة والمناطق المجاورة لها ..وقفت أمام بنايات ملئت بصور الشباب والشابات والأطفال منظر مؤلم حقا وبعد ان خرجت من صدمتي وقفت متسائلا هل مازالت لدينا حكومة؟ أمازال في جبينها قطرة حياء وهي تتمسك بكراسي الحكم رغم فشلها؟ أو كرامة؟ أو ضمير حي؟ هل لديهم غيرة على أبناء وطنهم؟
أصحيح ان حكومة العراق وبرلمانييها لم يقدموا استقالاتهم ويعترفون بفشلهم الى الآن ؟ لو كان عندهم حب للوطن أو ذرة من دين محمد وال محمد لإستقالوا.. لو كان عندهم ذرة وطنية لما سكتوا وإكتفوا بالأدانة والأتهامات .. أنهم المتهمون بتفجير الكرادة .. كيف دخل الداعشي بدشداشته القصيرة ولحيته الكثة العفنة الى الكرادة ؟. يجب أن لايتهم داعش لوحده.. ولكن يجب علينا  أن نتهم شركاء آخرين كانو سببا فيما وصل الحال اليه أو سببا في تفجير الكرادة على الأقل..فالحزب الذي رشح قائدا فاشلا وفاسدا يجب أن نتهمه بجريمة الكرادة ..والكتلة السياسية التي صوتت لأجل منصب قائد أمني فاشل علينا إتهامها في تفجير الكرادة..من كان سببا في سقوط الموصل والمحافظات الأخرى هو أيضا مدان ومتهم في جريمة الكرادة ..من سكت على فضيحة استيراد أجهزة سونار فاسدة وغير ناجحة علينا أن نتهمه في جريمة الكرادة.. السيارات المظللة بدون لوحات التابعة للأحزاب والمليشيات والكتل والتي تجوب شوارع بغداد دون أن يعترضها أحد هي أيضا متهمة بتفجير الكرادة.. كل ضباط الأمن والأستخبارات الذين عينو على اساس حزبي وطائفي في أجهزة الأمن والتي لم يعرف أحد تاريخهم وتاريخ عوائلهم والذين كانو ضمن قاطع واجباتهم هم أيضا متهمون بجريمة الكرادة ..من أوصل الشعب العراقي الى هذا الحال من التشرذم والقهر والفقر والعوز هو ايضا متهم بتفجير الكرادة.. وربما خصوم العبادي في العملية السياسية ومن التحالف الوطني بالذات حتى يثبت على العبادي فشله كونه القائد العام للقوات المسلحة يجب أن نضعهم في دائرة الأتهام.. لا أستبعد أن يكون من أدخل السيارة ضابط برتبة كبيرة أو ربما إرهابي تستر بلباس رجل دين بعمامة  لأنهم لايفتشون في السيطرات وكل هذه وراءه مصالح شخصية أو حزبية.
وربما سائل أو معترض يقول (معقوله واحد يقتل هاي الأرواح علمود فلوس أو منصب) وأنا إجزم له إن هذا يحدث ويحدث ويحدث . المنصب والمال والكرسي عند بائعي الضمير أهم من أرواح الأبرياء التي زهقت في الكرادة وكل مناطق العراقي ولو كلفهم زهق كل أرواح العراقيين.والدليل إن أحدا من المسؤولين في الدولة لم يقدم إستقالته أو يعترف إن ما وصل به حال العراقيين هو بسبهم وبسبب سياستهم الفاشلة  فأضعنا أرواح شبابنا الذين يلاقون ربهم كل يوم شهداء من القوات الأمنية من الجيش والشرطة والحشد الشعبي المقدس رحمهم الله ..كما انهم سلموا محافظات كاملة بيد داعشو وكانو سببا في جريمة سبايكر .. كل هذا ويخرجون على شاشات التلفزيون يحللون ويدافعون عن مفسديهم ويدينون ويستنكرون ..أنا أطالب كمواطن عراقي من صندوق النقد الدولي الذي سيسلف العراق أمولا إضافية جديدة أن يسلف سياسيينا وقادتنا قطرة حياء لكل منهم لعلهم يصحوا على أنفسهم أو يخجلوا وبرأيي أن تجد مسؤولا أو قائدا يخجل من نفسه في العراق هذا هو الفوز العظيم.أيها الشعب لايغرنك تباكيهم على شهداء الكرادة وإستنكارهم وإدانتهم فالشاعر العراقي معروف الرصافي يقول (لايخدعنك هتاف القوم بالوطن …فالقوم في السر غير القوم بالعلن).