23 ديسمبر، 2024 5:48 ص

قطار ترمب التطبيعي يتجه نحو الشرق..!!

قطار ترمب التطبيعي يتجه نحو الشرق..!!

إبتداء،لايعدو التطبيّع مع العدو الصهيوني،إلاّ زوبعة في فنجان،لأنه تطبيّع أنظمة، وليس تطبيعَ شعب،فقد وقّع أنور السادات وياسر عرفات ومحمود عباس من قبل ،ولم يحصل سلام، ولم تطبّق أيأً من بنود تلك ألاتفاقيات على أرض الواقع،وجميع الإتفاقيات مع إسرائيل التي وقعّت سابقاً ولاحقاً ،هي حبر على ورق،تخدم الأنظمة نفسها، وتحقّق أهدافها السياسية فقط، بعيداً عن الشعوب وطموحاتها، في أن يقام سلام حقيقي عادل، يضمن الشعب العربي الفلسطيني واليهود، مستقبل أجيالهم، والإعتراف بحقوقهما التاريخية، بإقامة دولة وكيان معترف به دولياً،وعودة المهجرين لديارهم، ومانشهده اليوم من تطبيّع سلام، يقود قطاره الرئيس الأمريكي ترمب، بين دول عربية ، هو تطبيع دعائي إنتخابي،يأتي ضمن (صفقة القرن)، التي يقودها صهر ترمب جاريد كوشنير،وهي تشبه مشروع الوحدة، التي وقعها معمر القذافي مع بوركينا فاسو، نكاية بالعرب، الذين رفضوا وحدته، فلم يجد دولة غير بوركينا فاسو، وهكذا ترمب وجد ضآلته في الامارات والبحرين، وربما قطر في الأيام القادمة أو عُمان، أما الدول المطبعّة مع ترمب،فهي بسبب تهديدّات إيران وتغولّها في المنطقة ،فلاذتْ هذه الدول الى ترمب لينجيّها من التهديدات الإيرانية،وهو خوف في محله، تبتّز فيه إيران دول الخليج ،علماً أن الاف الشركات الايرانية، واكثر من 800 الف إيراني يقطنون في الامارات، وواردات الإمارات أكثر من 22 مليار دولار مع ايران،ولكن تهديدات وترهيب إيران، وأذرعها في المنطقة،والانسحاب الامريكي من العراق ،وتصاعد الإرهاب،وفشل الأنظمة العربية في مواجهة ايران وميليشياتها، وتنظيم داعش وإجرامه، وتهديدهما لإبتلاع المنطقة، وتحويلها الى دماروخراب كما يحصل في العراق واليمن ولبنان،هو من أجبر ويجبر الدول الى الهرولة، وراء قطار ترمب التطبيّعي، لضمان حماية شعوبهم وأنظمتهم من الدمار والزوال،هم هكذا يروّنَ الأحداث، وخطر الارهاب الايراني- الداعشي،ونحن لانبرّرلهم هذا،لأن مايرّون ماحدث، ويحدثُ في سوريا والعراق واليمن وليبيا،ماهوالا ناقوس خطر يداهمهم في أية لحظة، خاصة وإيران تعيش حصارتأريخي خانق لامثيل له،وتريد الإفلات منه بأية طريقة( كالقط المحصور في غرفة)، وهذا أيضا لايبرّرالتطبيع،ولكنه أقل الضرّرين كما يقال وأمرواقع، ولكن ماذا بعد التطبيّع، الرئيس ترمب، يخوض معركة حقيقية مع جو بايدن، للفوز برئاسة ثانية، للولايات المتحدة الامريكية، وعليه أن يحقق إنجازات خارجية وداخلية لكي يفوز، ووجد ورقة التطبيّع وصفقة القرن،أقصر الطرق وأسهلها،بعد أن فشل في مواجهة أذرع ايران في العراق، التي طردت طاقم سفارته في بغداد بصواريخ الكاتيوشا، وأجبرت قواته الى الإنسحاب من معسكراتها وقواعدها ،بعد أن عجز عن إستحصال قرارلإعادة إحتلال العراق ثانية، وإرسال قوات إضافية، خوفاً من تكرار تجربة وفشل سلفه المجرم بوش عام 2003،وتقديم الالاف من الجنود ضحايا حربٍ ليس لهم فيها ناقة ولاجمل، تاركاً المهمة للكاظمي ،في تفكيك أسلحة الميليشيات ،وضبط إيقاعها ،ولو بالقوة المدعومة من ترمب، وكانت إستراتيجية الرئيس ترمب هي ،(الحصارالخانق والإنهاك الاقتصادي لمواجهة ايران وأذرعها،) وإستخدام الحرب السيبرانية لتدمير منشآت ايران ومفاعلاتها وقوتها العسكرية،وهو مايعوّل عليه الآن، لتعزيز فوزه في الانتخابات المقبلة،كما إنه يعوّل على تحقيق إنجاز تاريخي آخر داخل الولايات المتحدة الامريكية، ألا وهو( إعلان إيجاد لقاح ناجع لوباء كورونا)،إن الاستراتيجية (الترامبوية )في الشرق الاوسط، تلعب دوراً مهما في تعزيز فوزه في الانتخابات، ففي العراق حقق الرئيس ترمب هدفين في آنٍ واحد، إنسحاب أمريكي يضمن سلامة جنوده وسفارته وقواعده ،ورئيس وزراء هو مصطفى الكاظمي الذي عاد توا من واشنطن،بعد مباحثات ناجحة جدا ،وتوقيع اتفاقيات إستراتيجية طويلة الامد، تضمن المصالح الامريكية في العراق،استطاعت ان تبعد العراق عن النفوذ الايراني من خلال الاستراتيجية (الكاظمية) التي ينتهجها رئيس الوزراء والاصلاحات التي يحققها يوميا، بعيدا عن التأثير الايراني، مما يعني خروجه عن العباءة الايرانية والطاعة الايرانية، تماما كما ارادت امريكا، وكما صرح الكاظمي رافضا إملاءات ايرانية، أثناء زيارات قاآني خليفة سليماني ووزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الى بغداد، وتبليغهم رسائل من المرشد الخامنئي للكاظمي التي رفضها قائلا،(( العراق قراره مستقل ولايخضع لإملاءات أحد وليس بريد لأحد)، وهكذا فشلت إيران في تروّيض الكاظمي، والكاظمي ضمن هذا الاطار،يعمل بخطوات إصلاحية ،تثيرالارتياح لدى الشارع العراقي، وتحقق إنجازات على الارض ، جَسّر فيها العلاقة مع الشعب، وأخذ ينظر اليه نظرة المنقذ ،رغم أن معركته ،مع السلاح المنفلّت لم تبدأ بعد،وهي أتية لامحالة،وهكذا يرى ترمب إصلاحات الكاظمي ، على أنها نتاج دعمه له، وبهذا أيضا ضمن الرئيس ترمب سياسة العراق، والكاظمي الغيرعدائية مع العدو الصهيوني،وممكنة التطبيع في وقت منظور،أو على الاقل يسير مع الركب التطبيعي ،وإن لم يعلنه، أرى قطارالرئيس ترمب نحو الشرق، يسير بأقصى سرعته، وسيصعد فيه الكثيرون، بعد مملكة البحرين، وربما نرشح عُمان او قطرأو…… حتى العراق!!،إنه القطار الامريكي الضامن لكراسيهم،والواقف بوجه إيران وتطلعاتها ،لتصدير ثورتها وتشيّيد إمبراطوريتها الفارسية على جماجم العرب،كما هو مشروعها الإستراتيجي، الذي أعلنته اكثر من مرة، إذن هو صراع امريكي – ايراني ،للإستحواذ والهيمنة والسيطرة على الشرق الاوسط، ( كلٌ لمشروعه)، فالشرق الاوسط الكبير،هو المشروع الامريكي القادم بقوة، كما هوالمشروع التوسّعي الإيراني القادم بقوة ، ودائماً ضحية المشروعين هم العرب،فالتطبيع الامريكي من أمامكم ،وإيران من وراءكم، فأين المفّر، العصا الأمريكية ،أمام التهديّد والخطر الايراني، هذا هو حال الحكام العرب الآن،ينطبق عليهم المثل العراقي(جاك الواوي وجاك الذيب)،ولكن وأزاء هذا الوضع المزري للحكام العرب، وإبتعادهم عن شعوبهم، وتخاذلهم أمام القضايا المصيرية الكبرى بتفرقهم، بعد تخليهم عن العراق، وتركه وحيداً للوحوش الكاسرة ،أن تنهّش فيه، وتدمرّه وتهجّر شعبه، فأضاعوه وأيَّ فتى أضاعوا،هذا هو مصير مَن يتغطّى بلحاف الاجنبي،فقد أدركه البرد، وجعله يرتجف من شدتّه وعاره، نقول بثقة، أن قطار الرئيس ترمب التطبيعي ،سيتوقف حال إنتهاء الإنتخابات ،التي سيفوز فيها الرئيس ترمب لولاية ثانية ،بسبب هذا الإنجاز التأريخي،لإنبطاح الحكام العرب تحت سرفات قطاره،ولكن سيظلّ الشعب العربي رافضاً لكل أشكال التطبيّع المُذلّ، ما لم تتحقق الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، الرازح تحت الاحتلال الصهيوني، وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، عندها فقط يتحقق السلام العادل للشعوب، وإن مايجري الآن ماهو الاّ ذر الرماد في العيون، وتجاهل حقوق شعب عريق يهفو الى العيش الكريم والأمان والإستقرار، بعيدا عن الحروب،إذن ايُّ كلام عن التطبيّع والتهليّل له،هو ضحك على الذقون، وماهو إلاّ صدى، لخطر إيراني داهم لمن يُطبِّع، وردّ فعل طبيعي، لابدّ منه ،برأي من وقّّع على التطبيّع مع إسرائيل، وهو تطبيّعٌ مؤقتٌ وشكلي، سيزول حال زوال الخطر، الذي أجبرهم على التوقيع، الخطر الايراني، وصفقة القرن لفوزترمب في الإنتخابات، هذه هي اللعبة القذرة ،التي تلعبها إدارة ترمب لضمان فوزه فقط، دون معالجة حقيقية ،لأحداث وتحديّات خطيرة ،يواجهها، وتعصف بمنطقة الشرق الاوسط، وتهدّد المصالح المستقبلية الأمريكية الإستراتيجية ،ألا وهو الخطر الإيراني، المتغوّل هو وأذرعه في الشرق الاوسط بإرهابه، وخطر تنظيم داعش وأخواته،ويبقى الخطرالإيراني، وأذرعه في العراق ولبنان واليمن وسوريا ،هو الأخطر الذي تخشاه دول الخليج خاصة والمنطقة عامة،والذي بسببه يهرّول حكام الخليج ،للتطبيّع للتخلّص من هذا الخطرالذي يدق أبوابهم، والوباء المنتشر في الجسد العربي….