19 ديسمبر، 2024 12:02 ص

قطار السلام والاعظمية

قطار السلام والاعظمية

يعتزم المتشددون الذين يقفون خلف التظاهرات في بعض المحافظات ذات الاغلبية السنية التوجه يوم الجمعة المقبل الى حي الاعظمية  بحجة اداء الصلاة .
وتاتي هذه الخطوة في محاولة لرفع مستوى التصعيد وللفت الانتباه بعد ان شعر المتشددون ان تحركهم اوشك على التراجع والتراخي بسبب الاجراءات التي قامت بها الحكومة وايضا للانقسام الحاصل في الوسط السياسي والعشائري السني .
واعتقد ان خطوة التجمع في بغداد تنطوي على اجندة مقسمة الى مراحل :
– ليس بعيدا ان مسيرات تضم عدة الاف قادمة من سامراء والفلوجة  والموصل ستشكل غطاءا لتسلل مئات العناصر المنظمة على شكل مجموعات مسلحة .
– ان توافد هذه الحشود وتصميمها على دخول بغداد بطريقة استعراضية واستفزازية سيؤدي الى تسديد ضربة قاصمة للمنظومة الامنية التي عملت عليها الحكومة منذ عام 2007 , اذ يستحيل على نقاط التفتيش ضبط المشتبه بهم وضبط عشرات العجلات المفخخة وامثالها التي ستخبأ بدواخلها الاسلحة .
– لا توجد ضمانات بان هذه الحشود  ستعود ادراجها بعد اداء الصلاة الموحدة والتي على مايبدو تخطط لاقامة اعتصام دائم يفضي وعلى مراحل الى محاصرة الكاظمية واغلاق الطرق المؤدية الى منطقة الاعظمية والاحياء التابعة لها
– وحينها ليس بمقدور الحكومة ازاحة هذا الحشد او الاعتصام الذي سترافقه عربة الس ان جي لقناة الجزيرة
– في نهاية المطاف ليس مستبعدا ان الاعتصام السلمي في ظاهره ستجري حمايته من قبل تلك الجماعات المسلحة والتي ستباشر بعد ايام بأعمال عسكرية استفزازية بغرض التوسع الى باقي اطراف بغداد .
– وفي حال قامت الحكومة بما قامت به السلطات الاميركية بازالة مقر الاعتصام للمحتجين في نيويورك العام الماضي , ستبدأ المعركة  وهو المطلوب حيث سنسمع اصواتا لاردوغان وحمد وتركي الفيصل وووو
ولكن ماهو الحل وكيف تخلص الحكومة العراقية نفسها من هذه الورطة ؟
هناك عدة خيارات :
الاول : في عام 1959 وحينما ادرك الزعيم السني الشهيد عبد الكريم قاسم ان الشواف يعد العدة للانقلاب انطلاقا من الموصل , سمح لانصاره بارسال قطار السلام  والذي حمل المئات من المتحمسين الذين احبطوا محاولة الشواف .
ثانيا : في 8 من شباط عام 1963 اخطأ الزعيم السني الشهيد عبد الكريم قاسم حينما رفض تسليح انصاره من الشيعة لمواجهة خصومه في الاعظمية  وفي ساحة الميدان , فتمكن بضعة عضاريط من قتله واستطاعوا الوصول الى وزارة الدفاع عبر القطار الاميركي .
ثالثا : في الخامس عشر من شعبان عام 1997 وحينما بلغ التحدي ذروته بين الزعيم السني الحاكم صدام حسين وبين الزعيم الشيعي الشهيد محمد صادق الصدر , تحركت مئات الحافلات من الكوفة وواسط وميسان والناصرية صوب كربلاء لاحياء المناسبة الدينية وبامر من الشهيد الصدر وذلك في تحدي واضح لقرار المنع من قبل الحاكم السني .
الحاكم السني كان على علم مسبق , وقام بزج ثلاثة من ضباط  الامن الخاص متنكرين ومسلحين في كل حافلة وطبعا سائق الحافلة  احد الثلاثة .
الحافلات تحركت ليلا وعلى الطرق وقبل الوصول الى كربلاء انحرفت الحافلات باتجاه قضاء المحاويل حيث دفنت الحافلات في خنادق ضخمة معد سلفا والتي عرفت اليوم باسم المقابر الجماعية .
انا ارجح الخيار الاول مطعما بالخيار التسليحي الثاني .. ولا ادري هل بامكان السيد نوري المالكي حشد مليون شخص من انصاره يتوزعون على طرق التاجي وابو غريب وبعقوبة لصد الحشود الوافده يوم الجمعة المقبل ؟ اذا كانت لديه القدرة فليفعل ولايكرر خطأ الزعيم .
فالرجل لديه الشرعية الكاملة التي افتقدها كل من الزعيم عبد الكريم و صدام حسين , فهو منتخب ومؤتمن دستوريا على بغداد عاصمة الدولة والسلطة وهو ايضا المكلف شعبيا بحماية النظام الديمقراطي الجديد .
  كاذب ومنافق من يبرر للتظاهرات ويعتبرها حقوق وو.. لان اؤلئك الذين انطلقوا من الاعظمية بالقطار الاميركي في عام 1963 , اليوم احفادهم يريدون العودة اليها بقطار قطري –  تركي  , والذين هم اليوم في العراء , يريدون الزحف لاستعادة المنطقة الخضراء , والذين قالوا ان بغداد لابي حنيفة يريدون ازاحة الاخر من بغداد الكاظم .