23 ديسمبر، 2024 7:49 ص

قطار الانتخابات المتهالك!

قطار الانتخابات المتهالك!

ان لمحطات الحياة الاجتماعية والسياسية في العراق قطار وحيد متهالك، يمر بها عند كل 4 سنوات، في محطات تشابهت فيما بينها، حتى حفظ معالمها ركاب ذلك القطار، والسبب لان فريق القيادة لايغير مسار القطار ابدآ، كما انهم فريق من الكهول يعملون بنظام قديم جدا، لا يعتدون بالتغيير او التجديد، بل يرون فيه مجازفة ومخاطرة غير محسوبة، فأستكانوا للمعتاد والتكرار، حتى سأمهم الركاب!

هذا بالضبط مايحدث عندما يمر بنا قطار الانتخابات، في موسمه المعتاد، واﻵدهى والامر ان من يتصدون لقيادة هذا القطار والسيطرة عليه، لا يعترفون بمبدآ الادامة والصيانة لسكة قطارهم، هذا مايعرض الجميع لكارثة حقيقية ومستقبل مجهول، فمبدآ الوراثة في نظام الحكم قد ولى منذ العهد الملكي، الى ان تحول الى النظام جمهوري، وبعد عاصفة التغيير في 2003، تحول النظام الى ديموقراطي في الظاهر، اسوء من الجمهوري في التطبيق، ويتسلق ليصل الى النظام الملكي، في جزئية الوراثة والمحسوبية، اذ ان الطبقة السياسية في العراق، تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعضه، فهي تنادي بالديمقراطية وحكم الشعب، الا انها تعمل على تطبيق نظام الوراثة في امتيازاتها الخاصة حتى انتهى الامر “بتوليفة آسوء نظام” ممكن ان يدير امور دولة بأكملها.

وذلك بشهادة صحف عالمية، واصفة مجلس النواب العراقي، بأنه افسد سلطة تشريعية بالعالم، رغم اننا لسنا بحاجة لتوكيدات صحف اجنبية، لنخرج بهذه النتيجة المفجعة، لان أهل مكة ادرى بشعابها.

ان السادة المسؤولين، لا يؤمنون بنظرية تبادل الادوار، وفسح المجال امام الاخرين، حتى اصبح السبق السياسي، يتبارى فيه نفس اللاعبين جولة بعد أخرى، حتى انقطعت انفاسهم وباتوا يلهثون!.

كما ان العراق وبأخر الاحصائيات السكانية، يصنف من البلدان الفتية والشابة، اذ يبلغ الشباب مانسبته 59%، ممن تتراوح اعمارهم مابين (16_60) سنة، منهم 37%هم ما دون 15 سنة، أي اننا امام شعب جله شباب، ولهم طموحاتهم وتطلعاتهم المشروعة، التي باتت تتقهقر أمام استنساخ نفس الوجوه السياسية، التي تسير بنفس المنهجية، وعلى مدى 14 سنة مضت، فما يمكن ان يقدم نائب ما، قد بلغ من العمر عتيآ، لشباب اليوم والتي تختصر امانيهم، بفرصة عمل ﻻئقة، وسكن كريم له وﻷهله، ﻻ اظنهم يستشعرون بالابوة امام الشباب ابدآ.

ان عراق 2018، لايمكن ان يقوده ألا الشباب، فهم أولى بحمل هموم الشباب، ومناغمة تطلعاتهم، من العطاء والحماس والتغيير والتجديد، والمبادرة للتطوير المستمر والتطلع نحو الامام بعين الامل، والبرأءة التي تملأ قلب الشباب، قبل ان تتغلب عليهم انانية التسلط والنرجسية السياسية، وصوت الانآ.

مما يجدر اﻷشارة الى ان خطوة تأسيس برلمان الشباب، هي خطوة باﻷتجاه الصحيح، وذلك بتصدير وجوه شابة للساحة السياسية، والعمل على تسويقهم اعلاميآ، لتهيأتهم لمرحلة اكثر جدية، من خلال زجهم بشكل فعلي بالعمل السياسي، حتى يكسر ذلك الحاجز المنفر الشباب من الميدان السياسي، وفتح الباب امام اقرانهم من الشباب الطموح، للاقتداء بهم والسير للانخراط بمثل هكذا مؤسسات، تمثل شريحة الشباب الواعي، الذي سيأخذ على عاتقه قيادة المرحلة المقبلة.

انها ليست أحلام نمني بها النفس، ولا مجرد كلمات نضمد بها جراح احباطاتنا السابقة، بل هي حلول واقعية للنهوض بواقع العراق، لابد ان تأخذ بنظر الاعتبار، لان الامل بشبابنا الواعي، وبفسح المجال امام ابداعاتهم، وبتمكينهم بالجانب السياسي، فلا يملك العراق اﻷ الايمان بأبنائه البرره، الذي ثبتوا عند المحن، انهم رجال بحق، واسود الله بالارض، فهم القادة الحقيقين لعراق الغد.