23 ديسمبر، 2024 1:23 ص

قضي الأمر الذي فيه تستفتيان

قضي الأمر الذي فيه تستفتيان

لم يكن العراق أول بلد في المعمورة يمكن أن تتأجل فيه الأنتخابات .. فالكثير من حكومات العالم اتخذت اجراء التأجيل سواء في شمال الكرة الأرضية أو في جنوبها .. واختلفت أسباب التأجيل ، فمنها كوارث طبيعية وأخرى اقتصادية أو اجتماعية أو نتيجة منازعات وحروب ، أو حتى أسباب سياسية .. ولبنان المثال الأقرب في كثرة تأجيل انتخاباته وخصوصا الرئاسية .

المطالبون في تأجيل الأنتخابات العراقية لوقت محدد معلوم لم يكفروا بقدسية دستور برايمر .. فالعراق مرّ خلال الدورة البرلمانية الماضية بتسونامي كاد أن يخفي هذا البلد من على وجه الخارطة .. وربما البعض يذهب الى أن العراق قد تعرض الى زلزال أمني واقتصادي وسياسي تبلغ قوته 10 درجات على مقياس ريختر المكون من 8 درجات ، نتيجة احتلال داعش لنصفه تقريبا بعد أن سلّم لهم الأرض والزرع والضرع طيب الذكر صاحبنا اللي تعرفوه .

أسباب طلب التأجيل معقولة ، فما زالت بعض المدن المحررة حديثا من داعش تعاني التدمير والخراب ، بل أن الكثير من جثث القتلى ما زال تحت أنقاض تلك المدن ، وحتى العبوات الناسفة والمتفجرات والقنابل الغير منفلقة تضع صعوبات امام عودة النازحين الى بيوتهم في حالة أنه بقي للبعض منهم بيوت ولم تختفي من على وجه الأرض .. الرقم المؤثر الأخطر في حتمية تأجيل الأنتخابات هي (الملايين) النازحة خارج مدنها والساكنة في الخيم وبعضها في العراء ، فكل منصف صادق يعلم أن هؤلاء ليس لديهم القدرة الأجتماعية أو حتى النفسية على الأدلاء باصواتهم .. أما الضغط عليهم فهو باب مشرعن لتزوير الأنتخابات لا غير .

القوى السياسية في المناطق المحررة تعلم أن اجراء الأنتخابات في موعدها دون الأعمار وعودة الجزء الأكبر من النازحين معناه التوقيع على صك بياض للقوى التي تقف في الجانب الآخر واعطائها حق الأستفراد بقيادة العراق تحت مبدأ الأغلبية السياسية .. وهو مطلب أمريكي ايراني (مستعجل) وفق تقاسم النفوذ التاريخي الغير معلن فيما بينهما في العراق .. فايران رفضت التأجيل بواسطة اذرعها السياسية والميليشاوية في العراق .. أما الأمريكان فكانوا أكثر وضوحا وحزما من الأيرانيين ، عندما قالت السفارة الأيرانية في بغداد في بيان نشر على حسابها في فيسبوك .. ان تاجيل الأنتخابات سيشكل سابقة خطيرة ويقوض الدستور وانه يضر بالتطور الديموقراطي في العراق .. من يفقه اللعبة يعلم أن الأمر قضي بعد بيان الأمريكان ذاك ولا تأجيل رغم تمثيلية سليم الجبوري …. المضحك المبكي في البيان الأمريكي هي عبارة يقوض الدستور .. طبعا دستورهم المسخ الذي جعل العراق من دول المزابل الكبرى .