23 ديسمبر، 2024 11:43 ص

قضية رأي عام , صحافيو الانبار , لا بواكي لهم

قضية رأي عام , صحافيو الانبار , لا بواكي لهم

إذا كان العالم كله يجمع وبلا تردد على إدانة الكذب والخداع والتغلب والإيقاع بالآخرين لكونها قيماً بدائية همجية هي من صفات المراحل المتخلفة للإنسان فمن باب أولي أن ينحو بهذا المنحى نفسه ويجمع على إدانة المؤسسات الاعلامية والصحفية التي تتصف بهذه الصفات بلا أخلاقية مهنية وبخاصة إذا كانت على صعيد دول وأمة لها حضارة وتاريخ مشرف وذلك لان هذا النمط من السياسات الاعلامية الجديدة ينبع من أنانية بدائية عدوانية وحشية وقد جر على المجتمع الدولي في ما مضى والفواجع التي حلت بشعوب العالم العربي بلا استثناء , ولو سألنا المواطن العراقي المسجون في جمهورية الخوف والبطالة والعطل الإجبارية والتفجير والقتل والتشريد والخوف والاعتقال والاغتصاب فقلنا له أين أنت الآن لنظر إلينا ببلاهة ولم يفهم الكلمات وكأننا نتحدث باللغة الصربية وإذا حاولنا أن نشرح له لم نزد شرح المتعة الجنسية لطفل في الرابعة من عمره أو عرض مسألة معقدة في الرياضيات التفاضل والتكامل لأمي مسن لا يفك الخط فإذا صدمناه بعبارات نارية وقلنا له أيها المواطن العزيز أن كارثة قد حلت علينا مع انتشار الفضائيات وكثرة الصحف فها هي أهم واخطر وأعظم القنوات الفضائية العراقية والعربية أقامت الدنيا ولم تقعدها وفتحت أبوابها وشبابيكها واستنفرت مذيعيها وكوادرها ومراسليها ومحرريها وأصدقائها لبث عملية استشهاد الزميل الدكتور محمد بديوي مدير تحرير اذاعة العراق الحر الذي راح ضحية الغدر من قبل احد ضباط حماية رئيس الدولة العراقية مام جلال الغائب الحاضر وهذه حسنة كبرى للجميع على هذه الهمة في الدفاع عن حقوق الاعلاميين والصحفيين في العراق الجديد  وابارك هذه الوقفة من قبل كافة الزملاء , وان هذه الدول العراقية اليوم أصبحت سفينة غارقة فوق بركان ظالم . وحماماً من الدم بفضل السياسات الجديدة التي دخلت علينا حديثاُ عند دخول هذه الفضائيات والصحف الجديدة وبالعكس اتخذت تلك القنوات قاسماً مشتركاً واتفاقاً غير معلن لطمس الحقائق وتغييب أخلاقيات المهنة الإعلامية والصحفية بتعمد لأننا الآن في العراق أصبحت لدينا اليوم أكثر من 100فضائية تعمل البعض منها ضد إرادة الشعب العراقي أرضنا ارض موت وانقطاع الأمل في سراب الخديعة ولكن لا الديمقراطية منحة ملكية ولا إلغاء عمل هذه الفضائيات يتم بالمطالبة فهنالك قوانين للحرية الجديدة لتدفق الأحداث الجارية في عراقنا الجريح ومن ركب مستريحاً علي ظهر العباد لن تهمه شكوى الدابة وفي الوقت الذي يتعرض فيه خطر تقسيم البلدان العربية والخراب والدمار والتدويل والتفكير بصوت عال له مساوئه مثلما له مزاياه فليس من الضروري أن يؤيدني الناس علي ما أنا مؤمن به والعكس صحيح   نقول لقنواتنا الفضائية العربية أولا والأجنبية ثانياً التي تتفاخر بالرسالة التي تؤديها , الخ بضرورة الابتعاد والكف عن بث السجال الطائفي والتحريض ونزع رداء الشقاق والتملق من على أجسادها وان تثقف وتروج لجهة على حساب جهة أخري ، وتفتح أبوابها لإعلاء كلمة الحق ولا تميز بين أفراد الشعب العربي سواء كان شيعياً أو سنياً أو ينتمي إلى الأقليات الأخرى والعمل بشرف وكبرياء لوحدة الصف ووحدة المصير لأبناء الشعب العربي لأن عمل الفضائيات الآن أوقعنا في مستنقع كبير لم يخرج منة احد وأخيرا اوجه الدعوة للحفاظ على أخلاقيات المهنة , ورسالتي وعتبي على الجميع من الزملاء في نقابة الصحفيين العراقيين , ورابطة الصحفيين العراقيين , وجميع الفضائيات  , وجميع الصحف العراقية والعربية , والى كافة الزملاء في العراق والعرب , اتمنى ان نجد صوت واحد يدافع عن زملائهم من اهل الانبار النازحين خارج مدنهم لمدة اكثر من ثلاث اشهر واستشهاد البعض منهم , ولم نجد من ينصف صحافيو الانبار ويستسفر عنهم  وعن احوالهم ومع اسفنا الشديد , عسى ان يكون المانع فيه خير لجميع الزملاء الاعزاء .